نشر موقع "تيك
كرانش" الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن الفشل الذريع الذي لاقاه هاتف
سامسونغ فولد القابل للطي في عالم الهواتف الذكية، لاسيما في ظل الأخطاء الكارثية
التي لاحظها المطورون والمراجعون والخبراء التقنيّون الذين تلقوا نسخا من هذا
الهاتف.
وقال الموقع، في تقريره
الذي ترجمته "عربي21"، إن عدم التوصية بهذا الجهاز تعود للمشاكل
المتعدّدة التي تدور حوله. فعلى سبيل المثال، أطلقت سامسونغ مجموعة من الأجهزة
المبكّرة من غالاكسي فولد لتجربتها، لكن أغلبها أعيد مع شاشات مكسورة. وقد سعت
سامسونغ لتدارك هذا الوضع واعتذرت، ما انجرّ عنه تأجيل موعد إصدار هذا الهاتف
لأجل غير محدّد.
وذكر الموقع أن أبل كشفت
رسميا عن هذا الجهاز خلال حدث أقيم في شهر شباط/ فبراير. وخلال ملتقى عالم الهاتف
النقال، كان هذا الهاتف معروضا وراء واجهة زجاجيّة وفي غطاء مخمليّ، وهو أمر لا
يشجع المستهلك ليثق في هذا المنتج. وفي الوقت الحالي، تظل شركة سامسونغ في حالة
توقّف، كما أعاد الخبراء التقنيون جميع الأجهزة بناء على طلب الشركة التي أوقفت
جميع تجاربها بسبب الأضرار التي اكتشفت في هذا الصدد.
وأورد الموقع أن سامسونغ
تمكنت من إقناع شركة "آي فيكس إت" بسحب نقدها المطوّل الذي نشرته عن
هاتف غالاكسي فولد، حيث وصفته بأنه "جهاز هش لدرجة مثيرة للقلق"، بينما
نشرت مقالا مطوّلا يوضّح موقفها وسبب قرار سامسونغ بسحبه. ومن السهل أن نفهم سبب
غضب سامسونغ، لكن في الواقع، لم يُلحق هذا النقد أي أضرار إضافية للمشكلة القائمة
بالفعل.
وأشار الموقع إلى أن
النتائج الأوليّة الخاصّة بسامسونغ لا تختلف عن النتائج التي نشرتها "آي فيكس
إت"، إذ أوردت سامسونغ أن "النتائج الأوليّة لمعاينة المشكلات التي تم
التبليغ عنها، ترتبط في الواقع بالأجزاء العلويّة والسفليّة المكشوفة في الجهاز،
كما تسبّب المادة التي وجدت داخل الهاتف في التأثير على أداء الشاشة".
ومنذ البداية، شكّك
العديد من المستخدمين في قدرة المنتج على تحمّل الضغوط اليوميّة، دون الحاجة إلى
حمايته بواسطة غطاء زجاجي ضخم. وفي هذا السياق، تعمل شركة "كورنينغ
إنكوربوريتد" على صنع مادّة مرنة من هذا النوع، لكن سامسونغ كانت ترفض
الانتظار. ومنذ إقامة معرض الإلكترونيات الاستهلاكيّة سنة 2011، شرعت سامسونغ في
عرض تقنيات العرض القابلة للطيّ، لكنّها كانت تعلم أن أهم الإنجازات ستتبلور
لاحقا خلال هذه السنة.
وأضاف الموقع أن شركة
"رويال" أطلقت أيضا جهازها الخاص. وخلال الأسبوع الذي تلا الإعلان عن
سامسونغ فولد، شاهد العالم الجهاز ذاته مقدّما من طرف هواوي وتي سي إل. وإلى جانب
ذلك، أطلقت شركة شاومي نموذجا مماثلا في الفترة ذاتها، وهناك تسريبات أفادت بوجود
منافسة من طرف بعض الشركات الأخرى من قبيل موتورولا.
وأكد الموقع أنه من
الواضح أن سامسونغ تسعى لأن تكون في صدارة هذا المشروع، وعلى الرغم من أنها تواجه
مؤخّرا إحدى العثرات، إلا أنها قد مرّت بما هو أسوأ من ذلك. ولا يمكن لهذا المنتج
أن يكون الإطلاق الثاني لجهاز غالكسي نوت 7 لسببين؛ أولهما أن هذا المنتج لم يشحن
رسميا بعد؛ لذلك يمكن تصنيفه ضمن الإصدارات التجريبيّة، وثانيهما أنه لم ينفجر ولم
يمنع على متن الطائرة.
في المقابل، يتمحور
السؤال الأهم حول ما قد يعنيه هذا الأمر لشركة سامسونغ من جهة، وللأجهزة القابلة
للطي من جهة أخرى. وفي هذا السياق، تتمثّل الإجابة في حقيقة أن الهاتف وخاصية
قابليّته للطيّ سيتطوّران بالتأكيد، ولكن بناء على طلب المستهلك وليس وفقا لرغبة
شركة سامسونغ.
وأورد الموقع أن هواوي
حظيت بفرصة ذهبيّة لإظهار إمكانيّاتها من أجل تدارك الوضع، في ظل محنة سامسونغ.
على الرغم من المبيعات الجيّدة التي حقّقها، إلا أنه من المرجّح أن هذه الشركة
تعمل على إطلاق منتج جديد، مثلما عملت جاهدة على التسويق لخاصيّة فحص البطاريّة
التي سرعان ما أصبحت ميزة هامة.
وفي الختام، أفاد الموقع
بأن هذه المحنة ستكون مجرّد نكسة قصيرة الأجل تواجهها شركة سامسونغ وهذا المنتج.
ومن هنا فصاعدا، سيكون المستهلكون أكثر حذرا وذكاء، على الرغم من التصريح الذي
قدّمته الشركة بأنها تداركت المشاكل السابقة وتحديدها لتاريخ إصدار جديد. ولكن
مثلما كان الوضع بالنسبة لجهاز نوت 7، فإنه من المحتمل ألا تؤثّر هذه المشاكل المبكرة
على مستقبل الأجهزة القابلة للطي أو سمعة سامسونغ.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)