لا تزال رحى المعارك ضارية بين قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر التي منيت بخسار كبيرة منذ هجومها على العاصمة، وقوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأسرة الدولية، في ضاحية طرابلس الجنوبية، حيث أوقعت المواجهات عشرات القتلى وآلاف النازحين، منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الجمعة.
وتشن قوات حفتر هجوما منذ 4 نيسان/أبريل للسيطرة على العاصمة الليبية مقر حكومة الوفاق.
ويأمل حفتر المدعوم من أبو ظبي والرياض والقاهرة، في بسط سيطرته على غرب ليبيا في حين يسيطر على شرقها وقسم كبير من جنوبها دون اعتراف دولي.
في المقابل تقاوم القوات الموالية لحكومة الوفاق والمجموعات العسكرية والثورية المتحالفة معها وتؤكد تصميمها لشن هجوم مضاد .
وبعد مباحثات مطولة وافق الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه الخميس، على اعلان دعوت قوات حفتر إلى "الانسحاب" من العاصمة وكذلك قوات أخرى أتت من مناطق أخرى للقتال.
ورغم هذا النداء اشتدت المعارك ،اليوم الجمعة، على عدة جبهات في الضاحية الجنوبية للعاصمة خصوصا عين زارة ووادي الربيع والسواني.
وفي السياق أعلنت مجموعة مسلحة موالية لحكومة الوفاق الوطني الليبي، عن أسرها العشرات من قوات حفتر.
واليوم الجمعة، قال مراسل "عربي21"، إن طائرة تابعة لقوات حفتر قصفت معسكرا بمدينة زوارة غرب طرابلس، وإصابة مدني بجراح.
وخلفت المعارك التي مازالت مستمرة في محيط العاصمة الليبية طرابلس، مقتل 75 شخصا وإصابة 323 آخرين، خلال أسبوع بحسب منظمة الصحة العالمية، وسط دعوات دولية وأممية لوقف إطلاق النار.
وقال قائد مجموعة مسلحة موالية لحكومة الوفاق الوطني على طريق مطار طرابلس الخارج عن الخدمة، الذي شهد الخميس معارك بين الطرفين بحسب مصادر أمنية، "نشهد حاليا معارك كر وفر".
الصحة العالمية تحذر
وقالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إنها تخشى من تفشي أمراض معدية بسبب المياه غير النظيفة، وفرار السكان من القتال الدائر بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس.
وقال الدكتور سيد جعفر حسين ممثل منظمة الصحة في ليبيا، لمؤتمر صحفي في جنيف عبر الهاتف من طرابلس: "بعد أسبوع من القتال لقي 75 شخصا حتفهم وأصيب 323 شخصا، منهم سبعة مدنيون قتلوا وعشرة أصيبوا".
وذكر أن المنظمة سلمت المستشفيات مستلزمات إسعاف وأدوية وأضاف: "تكفي تلك الإمدادات أسبوعين في المرحلة الخطيرة".
وقال إنه حتى الآن فر ستة آلاف شخص من القتال، لكن منظمة الصحة لديها خطط طوارئ للتعامل مع نزوح "الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف" في المرحلة الخطيرة من القتال.
معارك عين زارة.. واحتجاز عناصر لـ "حفتر"
وجرت معارك أمس الخميس كما الأربعاء، في عين زارة، حيث نظمت قوات حكومة الوفاق زيارة للصحفيين إلى سجن بهذه الضاحية من العاصمة، احتجز فيه أفراد بينهم قصّر مقاتلون في جيش حفتر.
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة توثق حصيلة القتلى خلال أسبوع بمعارك ليبيا
وتم تقديم عشرة مساجين الخميس للصحفيين، بينهم فتى عمره 16 عاما، قال لوكالة فرانس برس إنه تم تجنيده في صبراتة (غرب).
وهناك أيضا أكثر من 100 آخرين تم احتجازهم في سجن بمنطقة الزاوية، على بعد 50 كم غرب العاصمة، بحسب ما قال المسؤول عن السجن عبد الباسط أبو عجيلة.
وتخشى منظمات دولية أن يدفع المدنيون مجددا ثمن المعارك. وقالت الأمم المتحدة إن 4500 شخص نزحوا حتى الآن بسبب المعارك.
إصدار مذكرات اعتقال
وقال المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري في مؤتمر صحفي الخميس، إن "قواتنا تواصل التقدم على كل الجبهات وتتلاقى نحو وسط العاصمة".
وأعلن المسماري أيضا أن "مذكرات اعتقال" صدرت عن المدعي العسكري لـ"الجيش الوطني الليبي" بحق السراج وغيره من المسؤولين المدنيين والعسكريين في حكومة الوفاق الوطني، بتهم "الخيانة" و"دعم جماعات إرهابيّة" و "التآمر مع دول أجنبية".
اقرأ أيضا: هدوء بجبهات طرابلس و"بركان الغضب" تجهز الأسلحة الثقيلة
ويأمل حفتر المدعوم من سلطة موازية مقرّها شرق البلاد لكن غير معترف بها دوليا، توسيع سلطاته لتشمل الغرب الليبي بعد سيطرته على شرقها وجنوبها.
وفي مواجهته، تؤكّد قوات مؤيدة لحكومة الوفاق تصميمها على شن هجوم معاكس شامل.
وتحاول قوات حفتر التقدم باتجاه العاصمة خصوصا على محورين من الجنوب والجنوب الشرقي، حيث سجّلت معارك الأربعاء بين الجانبين.
روسيا تنفي دعم حفتر.. ومجلس الأمن يجتمع لبحث التطورات
حفتر يسيطر على مدينة قريبة من طرابلس ويهدد بصراع جديد
هذه آخر التطورات الميدانية بعد تحرك حفتر نحو طرابلس (شاهد)