رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يريد العودة رئيسا للحكومة يوظف المسجد الأقصى، في حملته الانتخابية، وھو يتحالف مسبقا، مع الجماعات المتطرفة في إسرائيل، ولن يقف ضدھا.
توقيت الانتخابات الإسرائيلية، توقيت ضاغط، لكن توظيف ورقة المسجد الأقصى، توظيف خطير، لأن الزج بالحرم القدسي، في حسابات الانتخابات الإسرائيلية، سيؤدي إلى تداعيات كبيرة، وھذا يثبت أن الفترة المقبلة ستكون حساسة جدا.
علينا أن نوجه التساؤلات إلى طرفين رسميين، رغم معرفتنا أن سوار الحماية الشعبية للمسجد الأقصى، ھو الأھم، كون سوار الحماية ھو الواقع الحيوي والفعلي والمباشر عند حدوث أزمات تتعلق بالحرم القدسي، وھذا ما نشھده مرارا، وتخشاه إسرائيل حقا.
السؤال الأول يوجه إلى الأردن الرسمي، الذي يواجه تھديدات إسرائيلية، تريد إنھاء رعايته للحرم القدسي، ولذلك تقوم يوميا، باقتحام الحرم القدسي، والتھديد بتغيير ھوية المكان المقدس، واعتقال حراس الأقصى، الذين يعدون موظفين لدى الحكومة الأردنية.
لھذا كله علينا أن نسأل عن الذي سيفعل الأردن في حال تزايدت التھديدات الإسرائيلية، التي وصلت حد التھديد بتحويل مصلى الرحمة، إلى كنيس يھودي، وإنھاء دور الأوقاف الأردنية، لصالح إدارة إسرائيلية، وھذا الذي أعلنت عنه جماعات الھيكل اليھودية؟!.
السؤال الثاني يرتبط بالسلطة الوطنية الفلسطينية، التي لا تحرك ساكنا بخصوص ملف الحرم القدسي، على الرغم من حساسية الملف، من ناحية سياسية أيضا، باعتبار أن الحرم في القدس المفترضة عاصمة للفلسطينيين، وبدلالات القضية الفلسطينية، والأخطار التي تتعرض لھا، مع قرب الإعلان عن صفقة القرن، التي على الأغلب تريد شطب الملف الفلسطيني، وملف الحرم القدسي تحديدا، عبر إخراج القدس، من كل المفاوضات، ولا أحد يعرف إلى متى ستبقى السلطة متفرجة على ھذا المشھد، وتتصرف بطريقة شبه حيادية، تاركة الحرم القدسي، لتهديدات كبرى، لا يتم ردھا بكل هذه البيانات، فوق امتناع السلطة عن تأييد أي عمل شعبي، على مستوى إطلاق انتفاضة ثالثة، أو أي حل بديل.
جوار فلسطين المحتلة، في أصعب حالاته اليوم والذي يتأمل سورية ولبنان، ومصر وحتى العراق، يعرف أن كل ھذا الجوار التاريخي، منھك، وفي أسوأ حالاته، وغير قادر حتى على حل مشاكله ويلمس الجميع اليوم، أن الموضوع الفلسطيني الذي كان يتسبب بمظاهرات في العالمين العربي والإسلامي، لم يعد يحرك أحدا، وكأن أكثر من مليار إنسان ونصف المليار إنسان أصيبوا بغيبوبة مفاجئة، أو مسھم سحر تنزل عليھم، من حيث لا يحتسبون.
شھر آذار الحالي، وحتى موعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، وما يليھا من تحالفات لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، إذا نجح نتنياھو ولم يتم شطبھ بقضايا الفساد، فترة حساسة جدا، توجب على جھات كثيرة التحرك، بدلا من التفرج، على ما يجري، خصوصا، مع سعي الإسرائيليين يوميا لجس نبض جھات عدة، ومعرفة ردود الفعل المتوقعة، قبل سماحھا بتوجيه ضربة كبرى للحرم القدسي، تغير ھوية المكان، بشكل جذري وخطير جدا.
بشكل واضح وصريح، لابد من الدعوة إلى تحشيد شعبي في الحرم القدسي، ھذه الأيام، والاستعداد لسيناريوھات إسرائيلية سيئة جدا، موجھة ضد الفلسطينيين والأردنيين، وھي سيناريوھات تتزامن أو تقترب من ظلال صفقة القرن، وقد تستند أساسا إلى تحولات عربية وإقليمية ودولية، ترفع الغطاء الرسمي العربي عن القضية الفلسطينية، وتضعھا في مھب الريح، في أسوأ توقيت، تمر به ھذه المنطقة، منذ أن كانت إلى ما نحن فيه.
عن جريدة الغد الأردنية