نشرت صحيفة "نيوز. ري" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن جولة ولي العهد السعودي في آسيا، التي تشير إلى نوايا ابن سلمان في إيجاد بديل للولايات المتحدة في ظل تدهور العلاقات بين الحلفاء.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن تضررت بسبب الفضيحة المرتبطة بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ويوم الأحد الموافق لتاريخ 17 شباط/ فبراير، بدأ ولي العهد السعودي جولته في الدول الآسيوية.
وأفادت الصحيفة بأن الوجهة الأولى للأمير محمد بن سلمان هي باكستان، الدولة الواقعة على الحدود مع إيران المنافس الجيوسياسي الرئيسي للسعودية، وسيتجه فيما بعد إلى الهند ومن ثم الصين. وحسب الخبراء، تعتبر جولة محمد بن سلمان محاولة لتغيير السياسة الخارجية للمملكة.
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن الصحافة الغربية، أن المملكة العربية السعودية تعمل على تغيير سياستها الخارجية نحو الدول الآسيوية. ومن المتوقع أن يحظى ولي العهد باستقبال حار من قبل مضيفيه، علما وأن الاستثمارات والتجارة من بين القضايا التي ستطرح خلال هذه الزيارة.
وذكرت الصحيفة أن هذه الرحلة تبدأ في وقت متأخر مما هو مخطط له، ولم يتم تفسير أسباب تأخير هذه الجولة.
أما فيما يتعلق بأجندة المفاوضات في باكستان، فتظل سرية لكن من المعروف أن الطرف السعودي سيضطر لإبرام عدد من مذكرات التفاهم حول العديد من الأنشطة الاستثمارية بما في ذلك، إنشاء مصفاة للنفط بقيمة 10 مليارات دولار.
اقرا أيضا : ما سر الطفرة الاستثمارية السعودية في باكستان؟
من المقرر أن يرافق الأمير السعودي ما يقارب 120 حارسا، لذلك حجزت السلطات السعودية ثمانية فنادق.
وتحتاج باكستان إلى مساعدة مالية سعودية من أجل تهدئة العلاقات مع الولايات المتحد، بسبب القضية الأفغانية التي لم يتم حلها. كما تكتسي إسلام آباد أهمية بالغة بالنسبة للرياض، نظرا لأنه لديها حدود مشتركة مع إيران.
وأوردت الصحيفة أن ولي العهد السعودي ألغى زيارته لدولتين في جنوب شرق آسيا، إندونيسيا وماليزيا، لأسباب مجهولة، حيث وعد ولي العهد بتوقيع سلسلة من الاتفاقيات مع جاكرتا وكوالالمبور.
وكان من المخطط له أن يفتح في ماليزيا مجمعا لمصافي النفط. في المقابل، من المهم بالنسبة لولي العهد السعودي زيارة الصين والهند، نظرا لأنه لدى الرياض خطط لزيادة التعاون الاستثماري. وحسب الخبراء فإن لدى هذه الدول ما تظهره لولي العهد السعودي فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وأضافت الصحيفة أن حكومة ناريندرا مودي استثمرت الكثير من الوقت والجهد في تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. كما أعطت زيارة مودي للرياض سنة 2016، زخما للعلاقات الثنائية في مجال الأمن والاقتصاد.
وفي الآونة الأخيرة، اجتمع رئيس الوزراء الهندي مع ولي العهد على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، وتطرق الطرفان لمسألة استثمار السعودية في صندوق البنية التحتية الهندي.
كما تمتنع دلهي بصفة تامة عن نقد السياسة السعودية سواء في ما يتعلق بالحرب في اليمن أو الحصار القطري.
وذكرت الصحيفة أنه يتم مقارنة جولة محمد بن سلمان في آسيا برحلته إلى الولايات المتحدة في ربيع العام الماضي، حيث التقى بمسؤولين أمريكيين ورجال أعمال بارزين مثل مؤسس أمازون جيف بيزوس.
كما حاول الأمير السعودي تلميع صورة المملكة أمام الغرب بعد الحملات الأجنبية الغامضة وانتهاكات حقوق الإنسان.
مع ذلك، لم يكن من السهل تصحيح وجهة نظر المجتمع الغربي تجاه السعودية، خاصة بعد قتل جمال خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر في القنصلية السعودية في إسطنبول.
اقرأ أيضا : ابن سلمان يصل باكستان.. واتفاقيات بـ20 مليار دولار (شاهد)
نتيجة لذلك، قررت العديد من الدول الغربية الحد من تعاملاتها العسكرية مع الرياض، في حين دعم الكونغرس الأمريكي فكرة منع المساعدات الأمريكية الموجهة للمملكة.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأنه من المتوقع أن يتخذ المشرعون الأمريكيون خطوات أخرى قد تساهم في مزيد تدهور العلاقات بين الرياض وواشنطن، مع العلم أن أنقرة تنوي نقل قضية "خاشقجي" إلى المحكمة الدولية.
ووفقا للخبراء، من الممكن اعتبار جولة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في آسيا محاولة للعثور على دعم من الشرق، بعد أن أغلقت أمامه الدول الغربية أبوابها.
هل بدأت CIA تشك بقدرة ابن سلمان على حماية مصالح أمريكا؟
تلغراف: ملف آخر يطارد الرياض حتى لو تجاوزت ملف خاشقجي
WP: نزوح العمالة يضرب اقتصاد السعودية ويخيف المستثمرين