قلل الناشط السياسي المغربي المحامي أحمد الدغرني من أهمية الدعوات التي أطلقتها منظمات نقابية وأحزاب يسارية مغربية لإحياء ذكرى مظاهرات 20 فبراير، ووصف ذلك بأنه "محاولة للاستيلاء على موروث 20 فبراير لتحقيق مكاسب نقابية ضيقة".
وقال الدغرني في حديث مع "عربي21": "الجهات النقابية والحزبية اليسارية الداعية إلى إحياء ذكرى 20 فبراير، هذه كلها جهات صغيرة لا يمكنها أن تحرك الشارع المغربي، وهي أطراف قادت مفاوضات مع الحكومة وعندما فشلت أرادت أن تضغط بالشارع على الحكومة".
إقرأ أيضا: ابن كيران يدعو ملك المغرب للإفراج عن معتقلي "جرادة" (شاهد)
وأضاف الدغرني، المعروف بدفاعه عن حقوق الأمازيغ: "هذه الجهات تسعى من جهة أخرى للسطو على ذكرى 20 فبراير، وإشغال الرأي العام المغربي المنشغل هذه الأيام بمتابعة حراك الريف وملف الأراضي المنزوعة من أصحابها من طرف الدولة واستغلال الثروات البحرية والمحميات الغابية التي حصل عليها الخليجيون في المغرب"، على حد تعبيره.
وكانت الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، قد دعت لخوض إضراب وطني عام في الوظيفة العمومية والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، يوم الأربعاء 20 شباط (فبراير) الجاري، وتلتها في ذلك دعوات من المنظمة الديمقراطية للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل، وثلاث نقابات تعليمية و7 تنسيقيات تعليمية.
كما أعلنت أحزاب اليسار الديمقراطي الأربعة، (حزب الطليعة الديمقراطي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب النهج الديمقراطي)، مساندتها ودعمها، للإضراب العام في الوظيفة العمومية والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية.
وأمس الأربعاء نفذت كل من مبادرة الحراك الشعبي بالدار البيضاء ولجنة دعم حراك الريف بالبيضاء ونشطاء الحراك الشعبي الاحتجاجي بذات المدينة، وقفة تضامنية مع معتقلي الحراك الشعبي بالمغرب.
ووفق بلاغ صحفي لجماعة "العدل والإحسان" فقد جاءت وقفة أمس الأربعاء، في سياق من الاختناق العام الذي يشهده المغرب على أكثر من صعيد خاصة على المستوى السياسي والاجتماعي، وتؤشر عليه العديد من المظاهر أهمها حجم الأحكام القاسية التي بلغت مئات السنين التي صدرت في حق شباب مغربي مسالم خرج في الحراكات الشعبية الاحتجاجية في عدد من المدن، خاصة في الريف وجرادة، طلبا للعيش الكريم وللكرامة الآدمية.
وحراك الريف هو سلسلة من الاحتجاجات في مدينة الحسيمة في منطقة الريف شمال المغرب منذ مقتل الشاب محسن فكري يوم 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2016.
إقرأ أيضا: الرابحون والخاسرون من اتفاق الصيد بين المغرب وأوروبا
وتقوم الاحتجاجات على مبدأ السلمية والمطالبة بتحقيق لائحة من المطالب للمنطقة. من أبرز قادة الحراك ناصر الزفزافي الذي اعتقل يوم 29 أيار (مايو) 2017.
وفي ليلة الثلاثاء 26 حزيران (يونيو) 2018 تم الحكم على معتقلي الحراك بأحكام قاسية أكبرها السجن النافذ لمدة 20 سنة على ناصر الزفزافي وثلاثة آخرين. بالإضافة إلى أحكام أخرى على باقي المعتقلين السياسيين.
وتأتي دعوات التظاهر لتخليد ذكرى انتفاضة 20 فبراير التي خاضها الشباب المغربي من أجل التغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة، والتي كان من ثمارها تعديل الدستور عام 2011 وإجراء انتخابات على أساسه قادت الإسلاميين إلى السلطة.
إقرأ أيضا: "الشلل" يهدد قائد حراك الريف بالمغرب وإدارة السجون "متهمة"
وزير مغربي سابق: تنابز الأغلبية بالألقاب مضر بالديمقراطية
المغرب .. بنكيران يتهم "مندسين" بقيادة حملة ظالمة ضده