يتعرض الائتلاف الوطني السوري المعارض، إلى انتقاد شريحة واسعة من المعارضين، الذين رأى بعضهم أن الائتلاف "فشل" في مهمته السياسية، وآخرون اعتبروا أنه بحاجة إلى إصلاح، وسط تصدع جديد يشهده واستقالة عدد من قياداته.
ويضم الائتلاف السوري قوى سياسية وعسكرية معارضة سورية وتركمانية ومن الكيانات المشكلة للمجلس الوطني السوري، والإخوان المسلمين والمجالس المحلية والمجلس الوطني الكردي ومكونات أخرى.
وسبق أن شهد الائتلاف السوري استقالات عدة من قيادات كبيرة فيه، وسط حديث عن ملفات عدة تثير جدلا واسعا حول دور الائتلاف السياسي، أبرزها وفق ما رصدته "عربي21":
- دخول منصتي موسكو والقاهرة وتواجدهما فيه
- تبعية مكوناته للخارج
- تقديم تنازلات تصب بصالح النظام السوري
- دعوات للإصلاح
من جهته، علق القيادي السابق في الائتلاف السوري، جورج صبرا، الذي قدم استقالته منذ عام، على انتقادات النشطاء السوريين، واعتبر أنها "مشروعة وطبيعية"، في ظل "خسارة الائتلاف السوري مكانته لدى نشطاء الثورة السورية"، وفق قوله.
وقال لـ"عربي21": "منذ عامين، والائتلاف السوري واضح أنه يعاني من نزيف مستمر، لا سيما مع استقالة عدد كبير من الشخصيات الوطنية منها من المؤسسين، الذين عملوا على تأسيس الائتلاف، ولم يعد الآن كما كان في موقع الريادة بالنسبة لكثير من النشطاء السوريين.
وأوضح أن من الأسباب الرئيسة وراء ضغط النشطاء على الائتلاف، دخول منصتي موسكو والقاهرة إليه، وحماسه في قمة الرياض 2، لعقده والتخطيط له، واستقبال المنصتين.
ولفت إلى أن موقف منصتي موسكو والقاهرة، معروف من الحل السياسي والأسد، وهما تغردان وحدهما في تصريحات مختلفة عن رئيس الائتلاف السوري، "ما أدى إلى ضياع البوصلة"، وفق قوله.
وأكد "ضياع البوصلة التي تشير للتوجه الأساسي بالنسبة للشعب السوري من دعم ثورتهم والتأكيد على أهدافها خصوصا بعد خروج المظاهرات التي خرجت مؤخرا، وأعلنت أنها لا تثق بالائتلاف السوري وهيئة التفاوض".
اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور رئيس الائتلاف السوري عبد الرحمن مصطفى
وقال: "حين قدمت استقالتي قبل عام، كتبت رسالة بدأتها بأن الائتلاف السوري الذي ولد في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، لم يعد هو ذاته اليوم، وهذا يلخص لماذا بات الكثير من القيادات والمؤسسين ينسحبون منه".
وكان رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف السوري هيثم المالح، أكد لـ"عربي21"، تقديم استقالته من الائتلاف السوري، متحدثا عن "محاولات لتهميشه وإقصائه"، من قيادات داخل الائتلاف الوطني.
وعن سبب استقالته، أوضح المالح، أن ذلك يعود إلى أن الائتلاف المعارض بات "غير منضبط"، ويحتاج إلى إصلاح، وأنه تحت "قيادة خاطئة وفاشلة"، وفق تعبيره.
وحاولت "عربي21" التواصل مع الائتلاف السوري، إلا أن المسؤولين فيه لم يردوا على هواتفهم.
لكن رئيس هيئة التفاوض العليا المنبثقة عن الائتلاف، نصر الحريري، أكد لـ"عربي21"، أن الهيئة التي يرأسها وكذلك الائتلاف، متمسكون بأهداف الثورة ومبادئها، وأنهم يسعون لإيجاد حل سياسي يكون منصفا للشعب السوري، وأنه لا نية للتراجع عن تطلعات السوريين".
وأما عضو الهيئة السياسية، يحيى مكتبي، فسبق أن قال لـ"عربي21" إن الإصلاح مستمر، وموجود دائما، ولا يتبناه أحد بمفرده، بل هو توجه مجمع عليه داخل الائتلاف، وغير محصور بأحد، ويجب أن يستمر.
وأكد أن الائتلاف السوري يشهد ضخ دماء جديدة، كاشفا عن أنه شهد خلال العامين الماضيين دخول نحو 35 شخصية جديدة.
اقرأ أيضا: استقالة جديدة بالائتلاف السوري هذه المرة رئيس دائرته القانونية
ولكنه أكد أن الائتلاف يشهد إشكالات ووجهات نظر مختلفة، ولكنه اعتبر أن الأمر طبيعي، ويجب أن يستمر الإصلاح.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما رصدته "عربي21"، انتقادات من نشطاء معارضين سوريين لأداء الائتلاف السوري، معبرين عن "خيبة أمل فيها"، راجين إصلاحها، وأن تكون خير ممثل للسوريين الذين يعارضون النظام السوري.
الائتلاف: إيران تصدر مليشيا من سوريا لليمن.. وقنصلية بحلب
هيكلة جديدة مرتقبة للائتلاف السوري المعارض.. تفاصيل
سياسيون ومعارضون يقرأون انعكاس مصالحة الخليج على سوريا