ملفات وتقارير

استقالة قياديين من "تحرير الشام" في إدلب.. ما الدلالات؟

تحرير الشام تسيطر على إدلب وريفها- جيتي

شهدت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) استقالات لاثنين من القياديين فيها في غضون أيام، وذلك في مؤشر على مدى الخلافات الداخلية.


وفي التفاصيل، أعلن عضو مجلس الشورى في "تحرير الشام"، جمال زينية الملقب بأبي مالك التلي، استقالته، مرجعا في بيان صادر عنه ذلك إلى "جهله وعدم علمه ببعض سياسات الجماعة أو عدم قناعته بها"، على حد تعبيره.


وتأتي الاستقالة، بعد ساعات من إعلان رئيس "مجلس الشورى العام" في إدلب، بسام صهيوني، عن استقالته من رئاسة المجلس لأسباب لم يحددها.


و"مجلس الشورى العام"، يعد مرجعية سياسية لـ"حكومة الإنقاذ" الذراع المدنية لـ"تحرير الشام"، المسيطرة في إدلب وريفها.


وتثار تساؤلات عن دلالات هذه الاستقالات في هذا التوقيت، الذي يشهد فيه طريق حلب-اللاذقية (M4) تسيير دوريات تركية-روسية مشتركة، تطبيقا لاتفاق "موسكو" الأخير الذي تم التوصل إليه بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في الخامس من آذار/مارس الماضي.


مصدر خاص لـ"عربي21" أرجع الاستقالات إلى الخلافات داخل تيارات "تحرير الشام" الداخلية حول موقفها من اتفاق "موسكو"، مبينا أن عضو مجلس الشورى في "تحرير الشام"، التلي، محسوب على التيار الرافض لتطبيق الاتفاق.

 

اقرأ أيضا: تعرف على "الجماعات الراديكالية" بالشمال السوري ونشاطها (ملف)

وبحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن استقالة التلي، فاتحة لاستقالات قادمة في "تحرير الشام"، موضحا أن "التلي كان قد شغل أمير "جبهة النصرة" في القلمون الغربي، قبل أن ينتقل إلى محافظة إدلب في الشمال السوري".


وقال، إن "المرحلة المقبلة ستشهد زيادة في الانشقاقات، حيث تحاول قيادة "تحرير الشام" الحالية، تقليل دور التيار المتشدد، وإزاحته عن الواجهة تدريجيا، تمهيدا لدخول إدلب في مرحلة جديدة".


مصادر إعلامية محلية، أشارت إلى أن "التلي" كان من بين الرافضين لتعليق الصلوات في المساجد، وإغلاق الأسواق الشعبية، منعا لتفشي فيروس كورونا في الشمال السوري، وذلك بعد إعلان "حكومة الإنقاذ" عن تلك الإجراءات.


وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أعلن الأربعاء، عن إتمام تسيير دورية مشتركة مع الجانب الروسي، هي الثالثة من نوعها، على طريق "أم4" بإدلب السورية.


وفي حديث لقناة "تي آر تي خبر" المحلية الرسمية، أكد أكار مواصلة التعاون مع موسكو في إطار الاتفاق، وتسيير المزيد من الدوريات على امتداد الطريق الاستراتيجي، الذي يربط بين مدينتي حلب واللاذقية.