نفى عضو المكتب السياسي في حركة "النهضة" عبد الحميد الجلاصي، الأنباء التي تحدثت عن وساطة قطرية بين حركة "النهضة" ورئاسة الجمهورية، مشددا على أن مسألة التحالفات السياسية بين الأحزاب السياسية التونسية شأن داخلي بحت، وأن قنوات التواصل بين "النهضة" والرئيس الباجي قائد السبسي قائمة وإن كانت فاترة.
وقال الجلاصي في حديث لـ "عربي21": "لا وجود لوساطة قطرية ولا تركية بيننا وبين الرئاسة التونسية، هذه أخبار مُضخّمة. ثم إن مسألة التحالفات شأن داخلي لا علاقة له بأي طرف خارجي".
وأضاف: "ليست لنا خصومة مع الرئيس الباجي قائد السبسي، ولا مع أي طرف سياسي تونسي، مازلنا منفتحين للتعامل مع الرئيس بمقامه وصلاحياته، وقنوات التواصل بيننا موجودة لكنها فاترة نسعى لتفعيلها وتقويتها".
"ليست لنا خصومة مع الرئيس الباجي قائد السبسي، ولا مع أي طرف سياسي تونسي
إقرأ أيضا: هل يستغل السبسي ملف الاغتيالات لتصفية حسابه مع النهضة؟
من جهته رأى الباحث والكاتب التونسي في شؤون الفكر الإسلامي، سامي براهم، في حديث مع "عربي21"، أن "شرط الرئيس الباجي قائد السبسي لإعادة التوافق مع النهضة هو تنحية يوسف الشاهد من رئاسة الحكومة، وهذا شرط فات أوانه".
وأكد براهم، أنه في حال نجح "يوسف الشاهد في تشكيل حزب سياسي وصياغة قوائم انتخابية متكافئة، فسيكون ذلك نهاية لمرحلة الباجي والنداء"، مشيرا إلى أن "هذا أيضا متوقف على وضع الرئيس وحزب النداء"، وفق تعبيره.
وكانت مصادر إعلامية تونسية، قد تحدثت عن لقاء جمع زعيم حركة "النهضة" الشيخ راشد الغنوشي والمدير التنفيذي لحزب "نداء تونس" حافظ قائد السبسي في ضيافة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مؤخرا.
وأوضحت المصادر أن الشرط الأساسي للرئيس الباجي قائد السبسي لعودة التوافق مع "النهضة" هو تنحية يوسف الشاهد من رئاسة الحكومة، وهو ما يبدو مستبعدا في الوقت الراهن.
وأشارت ذات المصادر إلى أن النقاش الحاد الذي شهدته جلسات مجلس شورى حركة النهضة يومي السبت والأحد الماضيين حول الموقف من إنهاء التوافق مع الرئيس قايد السبسي وتأسيس شراكة جديدة مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وأنه برغم أن "الموقف الرسمي" للحركة من خلال تصريحات قياداتها أو بيانات مؤسساتها وآخرها بيان مجلس الشورى أمس، الذي يؤكد على دعم "الاستقرار الحكومي"، فإن هذا لا ينفي إمكانية حصول ردة على هذا الموقف، وبالتالي العودة إلى ما قبل تجميد لقاءات قرطاج2، خصوصا في ظل وجود رغبة من الوسيط القطري بإحياء التوافق، أي التوافق بين الشيخين.