صحافة دولية

قضايا ترامب المتراكمة تحوله من رئيس هجومي إلى آخر دفاعي

قضايا عدة تلاحق ترامب حول تجاوزات حملته في الانتخابات الأمريكية- جيتي

نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن القضايا التي تلاحق دونالد ترامب وتضعه في دائرة ضوء التحقيقات والاتهامات. وبموجب هذه القضايا، اتخذ ترامب موقفا دفاعيا بعد أن عرف بمواقفه الهجومية والشرسة.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه توجد العديد من الأسباب التي تجعل ترامب يتجنّد للدفاع عن نفسه، الأمر الذي يعني ضمنيا تراجع مواقفه الهجومية. وعلى وجه الخصوص، تعد اعترافات مايكل فلين وتعاونه مع القضاء، نكسة أخرى في تاريخ ولاية ترامب التي تضاف إلى قائمة الأخبار السيئة التي تعكّر صفوه خلال الأسابيع الأخيرة.  

وبينت أن مستشار الأمن القومي السابق في إدارة ترامب ليس إلا جزءا من قائمة طويلة تضم أتباع ترامب الذين لهم مشاكل مع القضاء. ومن بينهم، يبرز أبرز مسؤولي حملته الانتخابية، بول مانافورت وريك غيتس، ومحاميه السابق، مايكل كوهين؛ جميعهم في السجن أو على وشك الدخول وراء القضبان.

من بين هذه الأسماء يبرز أيضا مستشار سابق للسياسة الخارجية في حملة ترامب، جورج بابادوبولوس، وروجر ستون، مستشاره السياسي لفترة طويلة.

 

اقرأ أيضا: كوهين يحرج ترامب بمعلومة عن شرائه صمت ممثلتين إباحيتين

وأشارت إلى أن القضايا التي تلاحق أتباع ترامب أو شركائه والتحقيقات حول التجاوزات التي ارتكبوها كان لها تأثير فوري على الرئيس الأمريكي، الذي "اعتاد التحكم في دورة الأخبار في بلاده" بحسب صحيفة واشنطن بوست. وقد دفع هذا الوضع بالرئيس الأمريكي إلى تسخير العديد من الموارد للدفاع عن نفسه.

وذكرت الصحيفة أنه يضاف إلى العمليات القضائية ضد شركاء ترامب سلسلة من التحقيقات حول منظمات وأعمال يديرها ترامب خلال العقد الأخير. ويشرف على التحقيق في جميع هذه القضايا تقريبا مكتب المدعي الفيدرالي الأمريكي.

ونقلت عن ستيفن كولنسون، المحلل السياسي في سي إن إن، قوله إن "أسابيع من الكشف عن عديد التجاوزات شوهت مسيرة ترامب السياسية الغارقة في الجرائم، وجعلت حياته ورئاسته وإمبراطورتيه التجارية هدفا لضغوطات المدعين العامين".

وأوضح كولنسون أنه "ببساطة، تخضع لجان حملته الانتخابية، وغيرها من الجهات المتعاونة معه، لتحقيق جنائي مكثف في الوقت الراهن. كما تخضع أعماله التجارية ومنظمة ترامب ومؤسسته السابقة للتحقيق. واتهمت مدرسة ترامب أيضا بالاحتيال".

وأوردت الصحيفة، في الحديث عن الزلازل القضائية التي تهز عرش ترامب، أن من بين المسائل التي تثير مخاوف ترامب يبرز التحقيق حول المبالغ التي أنفقها الرئيس خلال حملته الانتخابية.

 

اقرأ أيضا: ترامب يصف خصومه السياسيين بالمنافقين ويقدم دليلا (شاهد)

وعلى وجه الخصوص، يعتبر المستشارون القانونيون في البيت الأبيض أكبر تهديد لرئاسة ترامب؛ حيث كانت المدفوعات التي قدمها كوهين إلى الممثلتين الإباحيتين للتكتم عن فضائح ترامب الجنسية من المسائل التي يسعى ترامب جاهدا إلى التملص من مسؤوليتها. وحول هذه القضية، يشير مكتب المدعي الفيدرالي مباشرة إلى أن ترامب المتهم الأول في هذه القضية.

ولفتت الصحيفة إلى أن النيابة العامة تحقق أيضا في إمكانية ارتكاب لجان تنصيب ترامب وحملته الانتخابية تجاوزات غير قانونية، وما إذا قد قبلت تبرعات من أفراد من أجل السماح لهم بالوصول إلى الإدارة الأمريكية الجديدة. كما تتم مراجعة ما إذا دفعت دول أجنبية، من بينها المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، تبرعات إلى لجنة حملة ترامب الانتخابية أو غيرها من الهيئات التابعة للرئيس الحالي.

وأضافت أن "السلوك غير القانوني" لمؤسسة ترامب قيد التحقيق أيضا وجعل ترامب يتخذ موقفا دفاعيا على غير المعتاد. ومن بين المسائل التي يستهدفها القضاء دون غيرها في هذا الصدد، تبرز "إساءة استخدام وضع الإعفاء الضريبي".

وأوردت الصحيفة أنه بالإضافة إلى القضايا التي تهدد مسيرة ترامب السياسية، توجد قضايا مدنية تزعزع استقراره وتحول مواقفه الهجومية إلى أخرى دفاعية. وعلى رأسها الادعاءات بشأن انتهاك ترامب بنود متعلقة بالأجور، وتحديدا، تلك التي تحظر على الرئيس استلام الهدايا أو المدفوعات أو أي نوع آخر من الامتيازات من الحكومات أو الجهات الأجنبية.

 

اقرأ أيضا: جديد تحقيق مولر: دور سعودي إماراتي إسرائيلي بانتخاب ترامب

وأشارت إلى أنه لا يمكن أن تغيب عن قائمة القضايا التي تلاحق ترامب مسألة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. وقد أثبتت التحقيقات إلى غاية هذا الوقت أنه هناك 16 شخصا على الأقل من بيئة ترامب وفريقه لهم اتصالات مع عملاء روس طوال السنة التي انتخب فيها ترامب رئيسا.

وأوضحت الصحيفة أن أوضاع ترامب ستزداد سوءا خلال سنة 2019، عندما يستلم الديمقراطيون مجلس النواب؛ خاصة وأنهم أثبتوا انزعاجهم من سلوك ترامب. وقد أشار الكثيرون إلى نيتهم في إجراء تحقيقات معمقة حول أعمال عائلة ترامب، وعوائدهم الضريبية والعديد من القضايا المذكورة أعلاه. ويعمق مأزق وأزمة ترامب موقف الجمهوريين تجاه الرئيس الذي ينتمي إلى حزبهم، والذي لم يسبق له مثيل، حيث بدأت مظاهر الانزعاج من سياساته تتجلى مؤخرا.

وفي الختام، لفتت الصحيفة إلى أن مسألة تمويل جدار ترامب من ميزانية الدولة وتخصيص مبالغة طائلة لها عمقت حالة انزعاج الجمهوريين من الرئيس الحالي. كما يهدد طلب ترامب بترك عدد كبير من الإدارات دون تمويل. وفي ظل هذه الظروف، يرغب العديد من أعضاء الحزب الجمهوري في الحصول على مواقف مرنة من ترامب، الذي يبدو أنه يشغل ذهنه بمسائل أخرى.