صحافة إسرائيلية

مستشرقة إسرائيلية ترفض إقامة علاقات مع السودان.. والسبب

كاتبة إسرائيلية: ليس هناك من مصلحة تجارية أو منفعة اقتصادية تساوي إقامة علاقات دبلوماسية مع البشير - جيتي

قالت كاسنيا سيفاتلوفا المستشرقة الإسرائيلية بصحيفة معاريف، إن "تقارب إسرائيل مع بعض الدول العربية أمر إيجابي، لكن لا يجب المسارعة بتسريع هذا التقارب مع بعض الزعماء العرب، ممن تحيط بهم اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وقتل لشعوبهم، فالمصلحة المترتبة على العلاقة معهم لا تساوي ثمن التقرب منهم".


وأضافت في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنه "من المؤشرات الطيبة أن تتحول إسرائيل لتصبح محورا دبلوماسيا مطلوبا في أوساط دول ليست قليلة حول العالم، لكن هناك بعض الدعوات التي قد تصل إليها لترميم العلاقات معها يجب أن ترفض، ولا يتم التجاوب معها مثل السودان".

 

وأوضحت سيفاتلوفا وهي عضو كنيست عن حزب المعسكر الصهيوني المعارض، أنه "بعد الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان، وهي ليست الأولى لزعيم إسرائيلي في هذه الدولة، لكنها مهمة من جهة التوقيت، عدت لعناوين الأخبار بين عامي 1994-1995 حين قام رئيس الحكومة الراحل إسحاق رابين بزيارة عمان، وعمل على تطوير العلاقات مع البحرين وقطر والمغرب وتونس ودول عربية أخرى".

 

وأشارت إلى أنه "بعد وقت قصير من توقيع اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، قامت تلك الدول بافتتاح ممثليات لها في إسرائيل، فيما فتحت إسرائيل لها ممثليات في دول الخليج العربي وشمال أفريقيا، لم أجد حينها أي إشارة من زعيم المعارضة آنذاك نتنياهو عن هذا التقارب الفريد من نوعه".

 

وأكدت أن "الإنجازات السياسية والدبلوماسية لرابين اعتبرتها المعارضة اليمينية في حينه ليست ذات جدوى، في حين يتفاخر اليوم رئيس الحكومة بأن إسرائيل باتت مقبولة من جديد في عواصم عربية، ويتناسى أن الاتفاق الذي يتنكر له مع الفلسطينيين هو الذي أدى لإقامة العلاقات بين إسرائيل والدول العربية".

 

وأوضحت سيفاتلوفا، وهي عضو في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن "اليوم ينشأ وضع جديد أمام إسرائيل، فهناك علاقات غير رسمية لكنها مستقرة مع المغرب، وعلاقات جيدة مع دول الخليج، ولكم أن تتصوروا عوائد هذه العلاقات الإيجابية على إسرائيل، وحالة الانفتاح الاقتصادي التي لم تكن مسبوقة، لاسيما بين إسرائيل وأوروبا".

 

وأضافت أن "هناك اليوم مؤشرا مختلفا للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية، فالحكام العرب معنيون أكثر من أي وقت مضى ببقائهم على عروشهم، وليس بالفلسطينيين، ويعتقدون أنهم مهددون من إيران، ويبحثون عن طرق لإقامة جبهة جديدة وقوية ضدها، تكون الولايات المتحدة وإسرائيل جزءا محوريا منها، مقابل إبداء هذه الدول العربية رغبة وجاهزية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، رغم أن سكانها ما زالوا معادين لإسرائيل".

 

وأكدت أن" العالم العربي يمر بحالة ضعف وتمزق، ودول المنطقة تشعر بخطر حقيقي من إيران وتنظيم الدولة الإسلامية، والربيع العربي ما زال يلقي بتأثيراته السلبية على الفلسطينيين، وإسرائيل يبدو أنها مستعدة لتقديم المساعدة في كل الجبهات".

 

وختم بالقول بأن "جهود إسرائيل التطبيعية مع الدول العربية وصلت أخيرا إلى السودان، كي تستفيد شركات الطيران الإسرائيلية من خلال استخدام أجواء السودان الجوية، مع أننا أمام رئيس سوداني متهم بارتكاب جرائم حرب، ومطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، وفي سنوات التسعينيات نفذ جيشه مجزرة بحق آلاف الأفارقة في جنوب البلاد، وكثير منهم تم بيعهم كالعبيد، وهو ما قام به تنظيم داعش بعد عقدين من الزمن".

 

وتساءل: "هل من المعقول أن يقوم نتنياهو، ابن المؤرخ الصهيوني، بالبحث عن تقارب مع عمر البشير الذي يعتبر منبوذا في معظم دول العالم، لأنه ليس هناك من مصلحة تجارية أو منفعة اقتصادية تساوي إقامة علاقات دبلوماسية مع رئيس كهذا".