أنتجت مباحثات وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، العديد من التفاهمات المتعلقة بتحسين الحياة المعيشية في القطاع المحاصر، إلا أن الاحتلال بحسب مسؤولين فلسطينيين يماطل في استكمال تطبيق هذه التفاهمات.
وتثار التساؤلات حول الخيارات الفلسطينية، أمام هذه المماطلات في استكمال تنفيذ تلك التفاهمات التي رعتها السلطات المصرية، وقطر والمبعوث الأممي في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف.
على ماذا تم التفاهم؟
وفي جولات مكوكية للجانب المصري، تم التفاهم على تحسين رواتب موظفي قطاع غزة، إلى جانب التدرج في توسيع مساحة الصيد حتى الوصول لـ20 ميلا، بالإضافة لاستمرار تدفق السولار لمحطة توليد الكهرباء.
وتم التوافق على البدء بإدخال مشاريع للمياه والصرف الصحي ومشاريع أممية أخرى، بالاضافة إلى توفير 50 ألف فرصة عمل عبر برامج "بطالة" للخريجين.
وفي ظل الحديث عن تفاهمات بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية، جرت عدة جولات تصعيدية بين الجانبين، آخرها جولة كانت حدتها أكبر، إثر تسلل وقة إسرائيلية سرية غلى قطاع غزة واشتباك مقاومين من كتائب القسام معها، وماتبعه من قصف متبادل بين الجانبين، انتهت بوساطة مصرية.
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي يطالب بعملية عسكرية واسعة في غزة
وفي هذا السياق، قال القيادي في حركة حماس، عصام الدعليس، إن الاحتلال التزم بجزء من التفاهمات التي قطعها على نفسه، إلا أن هناك جزئيات مازال يتباطأ ويتلكأ في تنفيذها.
رسالة إلى المصريين والوسطاء
وأوضح نائب رئيس الدائرة السياسية في الحركة، في حديثه لـ"عربي21"، أن الحركة أوصلت رسالة إلى الجانب المصري وإلى كافة الوسطاء، بالضغط على الاحتلال للاسراع في تنفيذ ما تم التوافق عليه في هذه الفترة، مضيفا: "نأمل أن ينجح الوسطاء في إلزام الاحتلال بالالتزام بما تم التوافق عليه".
ونوه الدعليس إلى أن الفلسطينيين قاموا بحراك مسيرات العودة وكسر الحصار لتحقيق مجموعة من الأهداف وعلى رأسها كسر الحصار عن قطاع غزة، وأن الاحتلال يدرك ذلك.
وأضاف أن الفصائل الفلسطينية مجتمعة حددت مع الوسطاء الأمميين، مجموعة من المطالب التي أصبحت معروفة لدى الجميع، وأن الاحتلال أبدى استعداده لتنفيذ هذه المطالب.
وأكد أن الفصائل الفلسطينية، في حال استمرار تنصل الاحتلال من تلك الالتزامات، فإنها ستجتمع لتقرر كيف ستكون المرحلة المقبلة.
ولفت القيادي في حماس، إلى أن الدفعة الثانية من الأموال القطرية، مازالت حتى اللحظة لا تواجه أي إشكاليات في عملية إدخالها.
إبداعات جديدة
من جهته قال عضو الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار والقيادي بالجبهة الشعبية، ماهر مزهر: "إننا أمام عدو دائما يحاول التنصل من التفاهمات، وإنه على الفلسطينيين عدم المراهنة بأن الاحتلال قد يلتزم بهذه التفاهمات أو أي اتفاقيات أخرى".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: الحرب مع حماس عدمية.. بعيدا عن الشعارات الجوفاء
وشدّد في حديثه لـ"عربي21"، على أن المطلوب فلسطينيا سواء من الهيئة العليا لمسيرات العودة أو لجنة المتابعة في القوى الوطنية والإسلامية عدم الانتظار لأن يقدم الاحتلال أي خطوة تجاه الشعب الفلسطيني.
وتابع: "قمنا منذ يوم الجمعة الماضية، بإبلاغ الجهات المعنية كافة بمن فيهم الوسطاء أن الاحتلال يماطل في تنفيذ التفاهمات، وأننا لن ننتظر طويلا".
وأكد على استمرار خيار مسيرات العودة كما السابق، سواء على طول السياج الفاصل مع فطاع غزة أو في الفعاليات البحرية.
وكشف أن الهيئة قررت على أنه في حال استمرار المماطلة، فستعود للطائرات الورقية وحراك الإرباك الليلي والأعمال الأخرى كقص السلك وفعاليات الكوشوك، مشيرا إلى أن هناك إبداعات جديدة من الشباب الفلسطيني في الحراك.
وأضاف أنه على الوسطاء المصريين والأمميين أن يتحملوا نتائج عدم إلتزام الاحتلال في تلك التفاهمات.
وأشار إلى أن الاحتلال مازال يستخدم ذات النهج في بطشه وجرائمه في مواجهة المتظاهرين السلميين على الرغم من التزام الهيئة بسلمية الحراك ، وأنه مع تلك التفاهمات فإن الاحتلال تعمد إطلاق النار على الشباب الفلسطيني بالرغم من ابتعادهم عن السياج الفاصل اكثر من 200 متر.
الإرباك الليلي والطائرات الورقية
يشار إلى أن عضو المكتب السياسي في حركة حماس، فتحي حماد، حذر في تصريحات لقناة الجزيرة، الاحتلال من عدم الالتزام والمماطلة في تطبيق التفاهمات.
اقرأ أيضا: تقدم بمباحثات التهدئة بغزة برعاية أممية ومصرية.. تفاصيل
وقال حماد أمس الاثنين، خلال مشاركته في الفعاليات البحرية شمال قطاع غزة: "الاحتلال في هذا الأسبوع بمحل اختبار، إذا التزم التزمنا، وإذا لم يلتزم، لن نلتزم مطلقا".
وأوضح أن البالونات والطائرات الورقية الحارقة وفعاليات الإرباك الليلي، ستعود وكذلك ستنفذ فعاليات أخرى مرتبطة بفصل الشتاء، حال لم يلتزم الاحتلال هذا الأسبوع بتطبيق التفاهمات.
"مدارس التحدي".. إحياء لمسيرة تعليم يعرقلها الاحتلال بالضفة
حماس لـ"عربي21": هذه خطواتنا لإحباط مشروع القرار الأمريكي
لماذا ترفض حركة فتح إدانة حماس في الأمم المتحدة؟