نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقال رأي للكاتبة كاثرين هايهو، تحدثت فيه عن الخرافات المتداولة حول تغير المناخ. وقد أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تعتبر الأعلى منذ أربع سنوات.
وقالت الكاتبة، في هذا المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن تغير المناخ أثار الكثير من الشائعات والمغالطات على غرار تلقي علماء المناخ أموالا من أجل تقديم تقارير مزيفة، بالإضافة إلى الادعاء بأن تغير المناخ ليس سوى أمر روتيني يحدث ضمن دورة طبيعية.
وأوضحت الكاتبة أن تقييم المناخ الوطني الرابع، الذي أشرفت عليه 13 وكالة فيدرالية وأكثر من 350 عالما بما فيهم الكاتبة، كان واضحا جدا؛ لقد ارتفعت حرارة الأرض بشكل أسرع من أي وقت مضى في تاريخ البشرية ونحن من تسبب في ذلك. إن تغير المناخ يؤثر سلبا على البشر، وكلما زاد إنتاج الكربون كانت الآثار أكثر خطورة.
ومع ذلك، لا يزال كثير من الأشخاص يؤمنون بعدد من الخرافات ويساهمون في نشرها. وفيما يلي، خمس خرافات دائما ما أسمعها.
وذكرت الكاتبة، أولا، أن البعض يعتقدون أن علماء المناخ يشاركون في كتابة هذا التقييم فقط من أجل الحصول على المال.
وعند إصدار المجلد الثاني من تقييم المناخ الوطني في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر، أخبر ريك سانتورم، وهو عضو جمهوري سابق في مجلس الشيوخ عن بنسلفانيا، شبكة "سي إن إن" أن علماء المناخ "مدفوعون بالمال الذي يتلقونه".
وبصفتها أحد مؤلفي التقرير، قالت كاثرين هايهو إنها لم تحصل على أي مال نظير تقديم هذه التقارير، مؤكدة أن علماء المناخ يواجهون دائما اتهامات باطلة بالفساد.
وأشارت الكاتبة، ثانيا، إلى أن الخرافة القائلة إن تغير المناخ ظاهرة سبق وحدثت من قبل وهي أمر روتيني ضمن دورة طبيعية، لا أساس لها من الصحة.
اقرا أيضا : 20 خرافة حول الصحة لطالما صدقها الكثيرون
فعندما تم إصدار المجلد الأول من التقييم الوطني للمناخ في الخريف الماضي، أفاد المتحدث باسم البيت الأبيض، راج شاه، بأن "المناخ قد تغير ويتغير دائمًا". وقد تبنى الرئيس ترامب نفسه هذا الموقف، مدعياً أن المناخ "سيتغير مرة أخرى".
في الحقيقة، هذه الفكرة شائعة لدى الأشخاص الذين يعتقدون أن تغير المناخ أمر عادي بحجة أننا كنا نعيش عصور جليدية من قبل، بالإضافة إلى فترات دافئة، وبالتالي إن تغير المناخ هو أمر طبيعي في دورة حياة كوكب الأرض.
كما يعتقد البعض أن الأرض أصبحت أكثر دفئًا لأننا نتعافى من عصر آخر جليدي. ولكن العصور الجليدية والفترات الدافئة بينهما تسببها الدورات المدارية للأرض، ووفقًا لتلك الدورات، فإن الحدث التالي على تقويمنا الجيولوجي هو عصر جليدي آخر، وليس المزيد من الاحترار الأرضي.
ونوهت الكاتبة، ثالثا، بأن هناك من يدعي أن علماء المناخ يختلفون فيما بينهم بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري وما إذا كانت هذه الظاهرة تحدث الآن حقا، لكن هذا الأمر خاطئ.
فأكثر من 97 بالمائة من علماء المناخ يتفقون على أن هذه الظاهرة تحدث فعلا وأن الإنسان هو المتسبب في ذلك. كما أصدرت 18 جمعية علمية في الولايات المتحدة، من بينها الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي والجمعية الطبية الأمريكية، بيانات رسمية حول تغير المناخ. وقد مضت أكثر من 50 سنة منذ أن بدأ علماء الولايات المتحدة في التحذير من مخاطر تغير المناخ خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي ليندون جونسون.
وأشارت الكاتبة، رابعا، إلى أن بعض الأشخاص يظنون أن تغير المناخ لن يؤثر على البشر. وتبين استطلاعات الرأي العام التي أجراها برنامج "ييل" حول الاتصال بتغير المناخ أن 70 بالمائة من البالغين الأمريكيين يصدقون حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، في حين أن 40 بالمائة فقط ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن تغير المناخ سيضر بهم.
ولكن تغير المناخ يشكل تهديدا مضاعفا على صحتنا واقتصادنا وسواحلنا وحتى البنية التحتية. فتغير المناخ يزيد من درجة حرارة الأرض ومن إمكانية وقوع كوارث طبيعية مثل الأعاصير والزلازل.
اقرا أيضا : لماذا نصر على تصديق خرافة وجود الأشباح؟
وأوردت الكاتبة، خامسا، أن الطقس البارد خلال فصل الشتاء يعتبر بالنسبة للبعض دليلا على عدم وجود ظاهرة الاحتباس الحراري.
لكن الطقس البارد لا يدحض البيانات التي تظهر أن درجة حرارة الكوكب قد تجاوزت المقاييس الزمنية للمناخ. وسواء كان هناك احتباس حراري أم لا فإنه سيكون هناك فترات باردة لا سيما في فصل الشتاء.
ونوهت الكاتبة بأنه منذ سنة 2000، ارتفعت السجلات القياسية لدرجات الحرارة القصوى أكثر من سجلات درجات الحرارة الدنيا.
وسنة 2017، تم توثيق أكثر من 10 آلاف سجل لانخفاض درجات الحرارة في محطات الأرصاد الجوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وأكثر من 36 ألف سجل لارتفاع درجات الحرارة في نفس السنة.