على
الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكثر من مناسبة بشأن الدور الذي
تلعبه المملكة العربية السعودية لدعم إسرائيل إلا أن الرياض صمتت على الرد بنفيها
أو حتى تأكيدها.
وقال
ترامب في تعليقات صحفية على قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي قبل أيام "إذا نظرتم
إلى إسرائيل فإنها ستكون بورطة كبيرة من دون السعودية".
وسبق
ذلك تصريحات لترامب في البيت الأبيض قال فيها إن "السعودية ساعدتنا كثيرا
على الصعيد الإسرائيلي" في معرض رفضه لاتهام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
بالمسؤولية عن قتل خاشقجي.
إقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية: لاحليف لنا أكثر مصداقية من السعودية
وأكد تلك التصريحات وزير الدفاع الأمريكي أمس
حين قال: "إن السعودية تلعب دوراً جوهرياً في الحفاظ على أمن المنطقة وأمن إسرائيل".
وخلال
الفترة الماضية برزت العديد من المؤشرات على وجود علاقة بين المملكة وإسرائيل من
خلال اتصالات أو ترويج إعلاميه أو حتى نشاطات اقتصادية.
وكشفت
صحيفة "هآرتس" العبرية أمس عن تواصل محام من وزارة الدفاع السعودية
مكلف من ابن سلمان مع رجل أعمال يهودي لترتيب صفقة مع رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق
ايهود باراك لشراء أجهزة تجسس وتعقب عام 2015.
فضيحة
الناشط السياسي في
مجال مقاومة التطبيع المهندس ميسرة ملص قال إن تجاهل السعودية لتصريحات الرئيس
الأمريكي ترامب بشأن العلاقة مع إسرائيل يأتي من باب "أن الصمت أفضل
حل".
وأوضح ملص
لـ"عربي21" أن علاقات الرياض مع إسرائيل باتت "أمرا مزريا وليس من
السهل الإفصاح عنه وما قام به ترامب يمثل فضيحة للمملكة لم تجد أفضل من
تجاهلها".
وأشار إلى أن الخطوات
التطبيعية التي قامت بها المملكة "ظاهرة للعيان عبر تصريحات وإشارات وتلميحات
خلال الفترة الماضية فضلا عن أن عمليات الاستقبال التي تجري في العواصم الخليجية
تأتي في السياق ذاته".
وأضاف ملص: "كان
حريا بالسعودية بدلا من فتح قنوات اتصال مع الاحتلال تخفيف الحصار عن الشعب
الفلسطيني ووقف محاصرته وقطع الدعم عنه".
وقال إن المملكة
"كان لديها مقدرات هائلة تستطيع انتشال غزة والمحاصرين من محنتهم وتقوية
القضية الفلسطينية" وتابع: "لكن هذه المقدرات صارت في حكم التبرعات للإدارة
الأمريكية".
وبشأن قنوات الاتصال
والعلاقات غير المكشوفة بين الطرفين أكد ملص "أن أي خطوة تطبيعية غير مستغربة
الآن وما هو ظاهر للعيان ليس أكثر من رأس جبل الجليد والتطبيع وصل مراحل كبيرة
والتفاصيل في الأسفل خطيرة".
إقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون: كلام ترامب عن علاقتنا بالسعودية يضرنا
توقيت غير مناسب
من جانبه قال أستاذ
العلاقات الدولية والمحلل السياسي لبيب قمحاوي إن عدم الرد على تصريحات ترامب
ووزير دفاعه يرجع إلى أن التوقيت الآن "ليس مناسبا لإعلان هذا الأمر".
وقال قمحاوي
لـ"عربي21" إن الزيارات التي يجريها نتنياهو للدول الخليجية لم تتم إلا
بمباركة وتعليمات سعودية للانتقال من حالة التطبيع الغير معلن إلى العلني.
وأضاف: "الصمت
السعودي عن التصريحات الأمريكية يعني أن السكوت علامة الرضا لكن لا يمكن التعبير
عنه في الوقت الحالي".
ورأى قمحاوي أن هناك
عراقيل وعقبات في وجه الكشف عن حقيقة العلاقية بين المملكة وإسرائيل وتتعلق "بمدى
جدية أمريكا وإسرائيل تصفية القدر الأكبر من القضية الفلسطينية".
وتابع: "الرياض
لا تريد المشاركة علنا في إنهاء القضية وتسعى للدخول بعلاقة مفتوحه مع إسرائيل بعد
الانتهاء من كل شيء حتى لا تتهم بالفعل بأنها أسهمت بهذا الأمر".
وعلى صعيد الحديث عن
القضية الفلسطينية مؤخرا على لسان العاهل السعودية واعتبارها مركزية قال قمحاوي:
"هذا الحديث لم يعد له مصداقية بعد تكشف كل الأوراق وتصريحات ترامب خير دليل"، مضيفا: "صدرت إشارات واضحة خلال الفترة الماضية من ابن سلمان بشأن التعايش مع
إسرائيل وهذا دليل على ما يجري".
وبشأن ما كشفته صحيفة
هآرتس الإسرائيلية من محاولة ولي العهد السعودي عقد صفقة مع إيهود باراك لشراء
أجهزة تجسس أشار قمحاوي إلى أن "فتح القنوات الاقتصادية بين الأطراف تعبير عن
الصداقة والسعي لتكريس العلاقة وما نسمعه يسير في هذا الاتجاه".
إقرأ أيضا.. هآرتس: ابن سلمان حاول شراء تقنية تجسس من إيهود باراك