شبّهت صحيفة تركية، عملية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده، بالأسلوب الذي اعتمد عليه الاحتلال الإسرائيلي، في إحدى عملياته في ثمانينيات القرن الماضي.
وقالت صحيفة "الصباح" التركية، إن السعودية فضلت الأسلوب الإسرائيلي في عملية التخلص من معارضيها، بدلا من الأسلوب الذي اتهمت به بريطانيا روسيا بتنفيذه للتخلص من الجاسوس الروسي المزدوج سيرغي سكريبال.
وعرضت الصحيفة، النموذج الإسرائيلي في عملية اختطاف خبير النووي الإسرائيلي، مردخاي فعنونو، واستدراجه إلى روما من لندن واختطافه عام 1986.
من هو مردخاي فعنونو؟
فعنونو يهودي مغربي، ولد عام 1954 في مراكش، وهاجرت عائلته إلى إسرائيل في العام 1963.
وعمل في مفاعل ديمونة، ومع الوقت تعرف فعنونو على أسرار مفاعل نووي أنشاته إسرائيل تحت الأرض، لإنتاج البلوتونيوم والليثيوم ديوترايد والبريليوم التي تدخل في صناعة القنابل النووية.
وشعر الاحتلال الإسرائيلي، بأن فعنونو، يشكل تهديدا لها بعد مغادرته تل أبيب، إلى لندن، ومعه أسرار المفاعل النووي السري، لتكشف عنها صحيفة صنداي تايمز عام 1986م، ليبدأ الموساد عمليته لخطف مردخاي.
اقرأ أيضا: قرائن بارزة تؤكد استدراج خاشقجي "للقتل" وليس للتحقيق
كيف جرى اختطاف فعنونو؟
اكتشف الموساد قصة التسريبات التي بحوزة فعنونو، وقرر إرسال فريق إلى بريطانيا، وأستراليا، وفي لندن تعرف فعنونو على ساندي وهي عميلة للموساد، ادعت أنها سائحة أمريكية تعارض إسرائيل.
استدراج فعنونو وحقنه
استدرجت ساندي فعنونو وأقنعته للذهاب معه إلى روما الإيطالية، وقرر الموساد بأن تكون عملية الخطف في إيطاليا وليس بريطانيا، حتى لاتتأثر العلاقات مع الاستخبارات البريطانية.
في روما بعد وصول فعنونو إلى إحدى الشقق مع ساندي، هاجمه عميلان للموساد وحقناه بمادة مخدرة وقيداه.
اختفاء فعنونو
تم تهريب فعنونو بواسطة سفينة في الثلاثين من أيلول/ سبتمبر 1986 ، إلى تل أبيب، لتختفي أخباره لمدة 40 يوما، ومحاكمته لمدة عام ونصف بشكل سري، لتحكم عليه محكمة إسرائيلية عام 1988 بالسجن 18 عاما.
حادثة خاشقجي
وكان الصحفي جمال خاشقجي، قد قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتوجه خاشقجي إلى قنصلية بلاده قبل خمسة أيام من اختفائه ومقتله، لإجراء يتعلق بمعاملة زواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.
استدراج خاشقجي
وتحدثت وكالة "أن بي سي نيوز"" الأمريكية، أن خاشقجي راجع سفارة بلاده في واشنطن، لاستخراج الأوراق التي حاول الحصول عليها في تركيا، إلا أن السفارة أخبرته بأنه يجب عليه الذهاب لاستصدارها في إسطنبول.
اقرأ ايضا: مصدر تركي: قتلة خاشقجي أرادوا استخراج معلومات من هاتفه
ووفقا للوكالة، فإن طلب السفارة السعودية في واشنطن، أثار مخاوف خطيبته من أنه قد تم استدراج خاشقجي إلى فخ، بحسب أحد أصدقائه، وعندما وصل إلى إسطنبول وراجع القنصلية، طلب منه الموظفون العودة في يوم آخر، وهو اليوم الذي اختفى فيه.
تخدير خاشقجي
وكانت وكالة واشنطن بوست نقلت عن مصادر تركية، بأن خاشقجي بعد دخوله لقنصلية بلاده في إسطنبول في المرة الثانية، تم حقنه من إبرة مخدر من فريق الإنفاذ السعودي.
اختفاء جثة خاشقجي
بعد ثمانية عشر يوما من اغتيال خاشقجي، أقرت السلطات السعودية بالحادثة، وأعلنت أنه بحسب تحقيقاتها مع فريق الإنفاذ الذي غادر تركيا في نهاية اليوم ذاته، مقتله ، إلا أنها لم تكشف بعد عن جثته، الأمر الذي تحاول السلطات التركية الوصول إلى إجابة حوله.
أسرار خاشقجي
وكشف مصدر مطلع على مسار التحقيق في قضية مقتل خاشقجي، أن فريق الاغتيال الذي نفذ العملية كان حريصا على الاستحواذ على هاتفه المحمول للحصول على معلومات فيه.
ولفت المصدر التركي في حديث لـ"عربي21" أن مواصلة السلطات التركية تسريب المعلومات في القضية، "يهدف إلى إظهار أن المدعي العام السعودي سعود المعجب "لم يأت إلى تركيا للتعاون في القضية، بل ليكمل ما فشل به فريق الاغتيال من الحصول على معلومات من الهاتف الخاص بخاشقجي".
اقرأ أيضا: صحف تركية تنشر تفاصيل لقاءات "المعجب" بمحققين أتراك
وكانت قناة الجزيرة القطرية نقلت عن مصدر أمني تركي قوله إن "التسجيلات بينت أن قتلة خاشقجي أصابهم الفزع والارتباك عندما لم يجدوا هاتفه معه"، مضيفا: "نتوقع أن هناك معلومات مهمة في هاتف خاشقجي كان القتلة يريدون الحصول عليها"، متابعا:"كل المستويات السعودية التي تحدثت معنا طلبت الحصول على هاتف خاشقجي".
لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)