أشار باحثون مشاركون في صالون سياسي عقده مركز دراسات الشرق الأوسط، السبت، إلى تنامي الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط رغم اقتصاره على الجانب العسكري والأمني وضعفه سياسيا واقتصاديا، حيث باتت موسكو اللاعب الأساسي في ما يتعلق بالملف السوري.
وتحت عنوان "تنامي الدور الروسي في الشرق الأوسط وتداعياته على العالم العربي"، دعا المشاركون إلى ضرورة التفريق في النظرة السياسية بين روسيا والنظرة السابقة عن الاتحاد السوفييتي، مؤكدين أن روسيا ترتبط مصالحها بالدرجة الأولى بالمصالح الغربية وأن سعيها لحماية مصالحها في المنطقة كان الدافع الرئيس لتدخلها في سوريا.
وأشار المشاركون إلى تنسيق مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حول هذا التدخل، بعد التوجه الأمريكي نحو منطقة الشرق الأقصى.
وقال الخبير الاستراتيجي الفريق المتقاعد الدكتور قاصد محمود الذي أدار أعمال الصالون السياسي إن "روسيا استثمرت تدخلها العسكري في سوريا لإعادة بناء بعض التحالفات مع دول الإقليم بما في ذلك تطوير علاقاتها مع الأردن في عدة مجالات"، مشيرا إلى أن "التدخل الروسي في المنطقة لم يقتصر على الملف السوري وأنه مرشح لمزيد من التوسع نحو عدة ملفات أخرى".
وأكد النائب السابق وعميد كلية الأمير الحسين للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية محمد القطاطشة في ورقة له، ضرورة عدم التعاطي السياسي مع روسيا بناء على النظرة السابقة للاتحاد السوفييتي.
ورأى أن "روسيا تمثل قوة عظمى لما تتوافر عليه من قوة عسكرية، فيما جاء تدخلها في الملف السوري عسكريا بعد سنوات من الحماية السياسية للنظام السوري عبر منع أي قرار لمجلس الأمن ضد النظام، كما أشار إلى توسع العلاقات الأمنية مع روسيا في المنطقة، ووجود بوادر لتحالف روسي تركي إيراني في المنطقة، مع استمرار متانة العلاقات الروسية-الإسرائيلية".
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك نظام بركات، إن هشاشة الوضع في بعض الدول العربية يسمح بتمدد الدور الروسي في المنطقة، وإن روسيا نجحت في تأمين الاعتراف بدورها في المنطقة وعودتها للصدارة الدولية.
ولفت إلى أن "تدخل روسيا لصالح النظام السوري انعكس سلبا على علاقتها مع بعض الدول الخليجية رغم ما جرى من زيارات خليجية إلى موسكو واستخدام الورقة الاقتصادية عبر التبادل التجاري مع روسيا، فيما لعب الإعلام دوراً في التحريض على الدور الروسي لاسيما عبر تسليط الضوء على عمليات القصف التي كان يقوم بها للمدن السورية ما ولد رفضاً شعبياً لهدا التدخل".
وشدد المشاركون على ضرورة إيجاد إستراتيجية عربية للتعامل مع الدور الروسي في المنطقة، لافتين إلى أن هذا الدور مرشح للتوسع بحسب التوجهات الأمريكية تجاه المنطقة وترك حالة من الفراغ فيها.
وأكدوا أن التدخل الروسي في سوريا عمل على مزيد من التأزيم والعسكرة في المنطقة، مع الفشل في إدارة الملف السوري سياسيا وتركيزها على الجانب العسكري والأمني مما ولد نظرة شعبية سلبية تجاه هذا الدور رغم افتراض أن تدخلها في المنطقة سيعمل على مواجهة الهيمنة الأمريكية المنحازة للسياسات الإسرائيلية.
المعارضة السورية: إخلاء المنطقة العازلة سيستمر عدة أيام
المعارضة بإدلب تبدأ بسحب سلاحها الثقيل من مناطق الاتفاق