جاءت افتتاحية صحيفة "الغارديان" تحت عنوان "لا يمكننا -ولا يفترض بنا- غض النظر عن القتل الوحشي لجمال خاشقجي".
وتعلق الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، على خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقول إنه قدم درسا محكما في كيفية خلق التشويق الجيوسياسي، مشيرة إلى أنه منذ اختفاء الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي والكاتب في صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الصحف امتلأت بشتى أنواع التفاصيل حول قتله المروع.
وتقول الصحيفة إن "أردوغان كان يدرك أن جمهوره ضاق ذرعا من التفاصيل المزعجة لقتل حاشقجي بدم بارد وتقطيع جثته".
وتبين الافتتاحية أن "أردوغان عمد أولاً إلى استخدام عنصر الصدمة بثبيت قصة قتل خاشقجي من عصابة من المجرمين قدموا من السعودية، الأمر الذي يتعارض مع رواية الرياض بأن قتل خاشقجي كان (حادثا)، وثانياً أن أردوغان لا نية له بإغلاق القضية، التي تسببت بأسوأ أزمة دبلوماسية للسعودية منذ 11/ 9".
وتشير الصحيفة إلى أن أردوغان عمد في خطابه الذي ألقاه أمام الكتلة البرلمانية لحزبه الحاكم الإشادة بالملك سلمان بن عبد العزيز، دون أن يشير إلى ابنه ولي العهد محمد بن سلمان، لافتة إلى أنه كان من الواضح أن الحكومة التركية ستواصل تسريب الأدلة من خلال صحفها المقربة منها، وتؤشر إلى هذه النتيجة، "أي تورط ابن سلمان".
وتلفت الافتتاحية إلى أنه "منذ وصول والده إلى الحكم عام 2015، فإن ولي العهد عزز من سلطاته، ولم يتسامح، بل أثبت أنه انتقامي ضد المعارضين الذي طالبوا بإصلاحات طال انتظارها، وقالوا إنها نتيجة حملاتهم ولم تكن بناء على رغبة الأمير، وتضم كوارثه في السياسة الخارجية قتل المدنيين في البلد الجار اليمن، وتبدو مزاعم الإصلاح والتحديث فارغة أمام جرائم الحرب والاعتقالات التعسفية".
وترى الصحيفة أن "مقتل خاشقجي رفع الأمير محمد من درجة الأمير المتعجل والمتهور إلى ديكتاتور، مثل حافظ الأسد وصدام حسين، اللذين أرسلا فرق الاغتيال إلى الخارج لقتل المعارضين لهما، ثم قاما بمصافحة أبنائهم الثكلى في الداخل".
وتقول الافتتاحية إنه "مثل بقية الديكتاتوريين العرب، ظهر (أم بي أس) بشكل قصير، وجعل الجميع يصفقون له، وكان ظهوره عائدا إلى إدارة دونالد ترامب، التي غاب عنها البعد الأخلاقي لقيادة العالم، وهو يعلم أن ترامب بحاجة للسعوديين عندما ستبدأ المرحلة الثانية من العقوبات على إيران في الشهر المقبل، لكن يبدو أن ترامب استيقظ لحقيقة عدم تقديم الرياض دفاعا عن نفسها يمكن تصديقه، والرواية الخيالية لا تنفع القوة العظمى بل إنها تشوه سمعتها".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بدعوة الملك سلمان لاتخاذ تحرك ضد المسؤولين، و"لا أحد يصدق أن هذه العملية رتبها وأشرف عليها المستشار الإعلامي وبعض المسؤولين الأمنيين، وربما لم يكن لدى الملك الاستعداد والقدرة للتحرك، خاصة إن تعلق الأمر بالتحرك ضد ابنه القوي، لكن على المجتمع الدولي فرض عقوبات على السعودية إن اقتنع بحدوث جريمة، ويجب أن يستنكر العمل السعودي إن لم تقم هي نفسها بتحقيق مستقل، ومن خلال هذا ستتم حماية الشعب السعودي من حاكمهم القاسي، وتحقيق ما كان يدعو إليه خاشقجي في حياته".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا
نيويورك تايمز: السعودية تواصل أكاذيبها
التايمز: أردوغان يشم رائحة ضعف بالعلاقات الأمريكية السعودية
التايمز: كيف جعلت قضية خاشقجي ترامب يسير على حبل مشدود؟