يوما بعد يوم، تتأكد الدلائل والقرائن على أن ما جرى للصحفي جمال خاشقجي، كان بنية مبيتة للقتل والتعذيب المتعمد، وليس التحقيق.
وتثبت التفاصيل البشعة التي كشفتها التسجيلات التي فرّغتها صحيفة "يني شفق" التركية، أن الصحفي خاشقجي تم تعذيبه بشكل أليم، قبل أن يتم قتله، حيث تم تقطيع أصابعه، ومن ثمّ قطعوا رأسه.
تسجيلات مسربة
وبحسب الصحيفة، يظهر في أحد التسجيلات صوت القنصل محمد العتيبي وهو يتحدث إلى "فريق القتل"، طالبا منهم تنفيذ عملية التقطيع خارج غرفته، قائلا: "افعلوا هذا في الخارج، ستصبون البلاء فوق رأسي بسبب هذا"، ما يؤكد على أنها دلائل قاطعة على نية القتل والتعذيب مع سبق الإصرار والترصد وليس أي شيء آخر .
ويبرز من خلال التسجيلات أن قصد القتل والترصد كان الغاية الرئيسة من احتجاز وإخفاء خاشقجي، وليس الجلوس والاستماع إليه ومناقشته من القنصل أو المشتبه بهم بارتكاب الجريمة.
وسبق أن أكدت التسريبات أن إتمام عملية القتل تمت بعد سبع دقائق فقط من دخول خاشقجي القنصلية، ما يمكن التدليل عليه بأنه كان هناك نية للقتل، ولم يتم الأمر بالخطأ.
عدد المشبته بهم
ومن القرائن الأخرى أيضا، عدد المشبته بهم بارتكاب الجريمة، الكبير جدا لمجرد تحقيق أو اختطاف، لا سيما أن من بينهم مختصون بالطب الشرعي.
وبحسب السلطات التركية، قدم 15 متهما من الخارج وغادروا باليوم ذاته، من بينهم "الطبيب الشرعي" برتبة عقيد.
ما يثير التساؤل حقا إن كانت فكرة التحقيق الطبيعي حاضرة بالأصل، أمام فريق قدم لتنفيذ عملية تم الإعداد لها من قبل، واستخدمت فيها "المناشير"، كما قالت أجهزة التحقيق والصحف التركية .
اقرأ أيضا : تفاصيل تسجيلات مرعبة لـ"يني شفق" بصوت القنصل السعودي
وتبرز عملية التعذيب وتفاصيلها كما نشرتها الصحف التركية، ومن بعدها القتل بوحشية وتقطيع الأطراف وحشوها بحقائب متعددة، اختمار فكرة التخطيط والإصرار المسبق على نية القتل المباشر والذي سبقته عملية الاستدراج.
استدراج من السفارة بواشنطن
ولعل ما نشر عن تورط السفير السعودي في واشنطن خالد بن سلمان بن عبد العزيز بقضية خاشقجي والذي تحدثت عنه وكالة "أن بي سي نيوز" الأمريكية، يؤكد أن عملية التخطيط للقتل كانت مدبرة منذ فترة، وليس الإخفاء بقصد التحقيق، إذ إن الترتيبات لا بد أنها أخذت وقتها الكافي للإعداد للأمر إلى حين وصول خاشقجي من أمريكا إلى القنصلية في إسطنبول التركية.
وقالت الوكالة إن الكاتب السعودي جمال خاشقجي راجع سفارة بلاده في واشنطن، لاستخراج الأوراق التي حاول الحصول عليها في تركيا، إلا أن السفارة أخبرته بأنه يجب عليه الذهاب لاستصدارها في إسطنبول.
اقرأ أيضا : هل قطع الطبيقي خاشقجي بطريقة "صمت الحملان"؟ (شاهد)
ووفقا للوكالة، فإن طلب السفارة السعودية في واشنطن، أثار مخاوف خطيبته من أنه قد تم استدراج خاشقجي إلى فخ، بحسب أحد أصدقائه، وعندما وصل إلى إسطنبول وراجع القنصلية، طلب منه الموظفون العودة في يوم آخر، وهو اليوم الذي اختفى فيه.
التجهيز لمسرح الجريمة
ووفقا لتسجيلات الكاميرات التي أفرجت عنها الصحف التركية، مؤخرا، فإن الوفد السعودي المشتبه بارتكابه الجريمة، وصل قبل خاشقجي إلى القنصلية وأعد ما يلزم قبل دخوله.
وبحسب المسؤولين الأتراك الذين نقلت عنهم الصحف التركية، فإن خاشقجي قتل بعد دقائق قليلة من دخوله للقنصلية.
وبدت تحركات الوفد سريعة ومعدة مسبقا، لا سيما خروجهم من القنصلية بسرعة إلى بيت القنصل ثم إلى الفندق وأخيرا إلى المطار، ما أثار تكهنات عدة حول المكان الذي أخفيت فيه جثة خاشقجي.
لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)
مجموعة السبع تدعو إلى إجراء تحقيق "شفاف" في قضية خاشقجي
كيف وضع ابن سلمان مستقبل المملكة على المحك؟
مغردون أردنيون يسخرون من تضامن حكومتهم مع "السعودية"