سياسة دولية

رسالة من نواب كنيست عرب للغارديان تحدد موقفهم من كوربين

النواب العرب: نعلن عن تضامننا مع جيريمي كوربين ونرى فيه زعيما يساريا مبدئيا يتطلع نحو السلام والعدل- جيتي

أشاد عدد من النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، الأحد، بزعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين الذي يواجه حزبه منذ أشهر اتهامات بمعاداة السامية.

وفي رسالة إلى صحيفة "الغارديان" البريطانية قال أحمد الطيبي نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي وثلاثة أعضاء آخرين بحزب القائمة العربية المشتركة، إن كوربين "تضامن دائما مع كل المضطهدين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دعمه الثابت للشعب الفلسطيني".

ومنذ أن أصبح زعيما للعمال يواجه كوربين اتهامات متكررة بغض الطرف عن تعليقات معادية للسامية في الحزب وبين مجموعات يدعمها.

وعلق حزب العمل في إسرائيل العلاقات مع كوربين في نيسان/ أبريل، واتهمه بالسماح بمعاداة السامية وإظهار العداء نحو السياسات الإسرائيلية.

وفي رسالتهم قال الأعضاء العرب بالكنيست الإسرائيلي إنهم ينظرون إلى كوربين على أنه "زعيم يساري صاحب مبادئ يتوق للسلام والعدالة، ويعارض كل أشكال العنصرية سواء كانت موجهة لليهود أو الفلسطينيين أو أي مجموعة أخرى".

وفيما يلي ترجمة "عربي21" لنص الرسالة التي بعث بها نواب الكنيست العرب إلى زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين عبر صحيفة الغارديان:

بوصفنا أعضاء برلمان من الفلسطينيين العرب في إسرائيل، نمثل مواطنينا الفلسطينيين العرب في دولة إسرائيل، وكذلك اليهود الذين يدعمون السلام والديمقراطية، فإننا نكتب للتعبير عن تضامننا مع جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال في المملكة المتحدة.

يشكل الفلسطينيون العرب خمس مواطني إسرائيل. ولذلك فإن لدينا فهما عميقا لما تشعر به الكثير من الأقليات في المملكة المتحدة وحول العالم من استضعاف. 

ونقدر يقظة الجمعيات التي تمثل الأقليات في رصد إجراءات وتصريحات زعمائهم المحليين صيانة لحقوقهم من الانتهاك ودفاعا عن أعضاء جماعاتهم، حماية لهم من الهجمات التي تشن عليهم بسبب هوياتهم.

مازال المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل يتوقون إلى اليوم الذي ينعمون فيه بالمساواة، واقعا وقانونا، ناهيك عن ملايين الفلسطينيين الذين يرزحون تحت الاحتلال العسكري في الضفة الغربية وتحت الحصار في قطاع غزة، والستة ملايين الذين يعيشون في الشتات، والذين يحظر عليهم أن يعودوا إلى وطنهم لمجرد أنهم ليسوا يهودا. كجزء من الشعب الفلسطيني، تلك كانت تجربتنا الحية مع الحركة الصهيونية منذ اليوم الأول.


في الكنيست وفي الطرقات وفي الساحة الدولية، طالما أعلنا نحن معشر البرلمانيين الفلسطينيين أنه ليس بإمكان أي دولة عرقية – سواء كانت يهودية أو غير ذلك – أن تكون في الوقت نفسه ضامنة للمساواة بين جميع مواطنيها، وأنه يستحيل أن تكون دولة إسرائيل يهودية وديمقراطية في الوقت نفسه. ولقد أثبت بنيامين نتنياهو الآن أننا كنا محقين فيما ذهبنا إليه طوال ذلك الوقت، وذلك حينما سن قانون الدولة القومية الدستوري، الذي يرتقي بشكل صريح بحقوق اليهود إلى أعلى مقام، بينما يحط من اللغة العربية ويسكت عن أي ذكر للحقوق المتساوية بغض النظر عن العرق أو الدين.

أما وقد تصلبت مواقفها بسبب تصاعد قوى اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وفي أجزاء أخرى من العالم، فقد أسفرت حكومة نتنياهو بما لا يدع مجالا للشك عن نيتها عدم السماح للدولة الفلسطينية بأن ترى النور وعدم السماح للفلسطينيين بحق المساواة داخل إسرائيل. وقد نجم عن ذلك تصليب مواقف العنصريين الإسرائيليين الذين صعدوا من ممارساتهم العنيفة واعتداءاتهم على الشعب الفلسطيني، واضعين بذلك قانون الدولة القومية قيد التنفيذ الفعلي.

وبدلا من مساءلة الحكومة الإسرائيلية حول توجهاتها وممارساتها العنصرية، تتجاهل الطبقة السياسية في بريطانيا المعاناة التاريخية للفلسطينيين، وتتجاهل الهجمات والإساءات  التي يتعرض لها الزعماء البريطانيون والأوروبيون، الذين يدعمون نضال الفلسطينيين من أجل السلام والمساواة. 

وإذ تزيد حكومة نتنياهو من وتيرة العنصرية، يصبح نضالنا من أجل البقاء محفوفا بالمخاطر أكثر من أي وقت مضى. ولكن بينما نركز على الوضع المحلي وندافع عما بقي لنا من حقوق تتآكل بشكل متزايد مع مرور الأيام، فإننا نشعر بأنه يتوجب علينا أن نرفع صوتنا الآن ونسجل اشمئزازنا من المحاولات الأخيرة لطمسنا تماما، من خلال حظر أي ذكر داخل حزب العمال البريطاني لأسماء القوى المناهضة للقضية الفلسطينية.

طالما أن الجهود التي تبذل من أجل الحد من مشاعر العداء لليهود في المملكة المتحدة تركز على مناهضة احتقار اليهود لا لسبب، سوى الانتساب إلى الأقلية اليهودية، فإننا ندعم هذه الجهود بشكل كامل. ولكن حينما يحاول البعض إجبار حزب العمال على استخدام تعريف لمعاداة السامية، يتجاوز العداء لليهود ليشمل العداء للصهيونية، فلا مفر من أن نرفع أصواتنا منددين بهذه الجهود.

وبهذه المناسبة، نعلن عن إشادتنا بجيريمي كوربين على ما قدمه من خدمات للشعب البريطاني على مدى عقود وعلى تضامنه لزمن طويل مع الشعوب المظلومة حول العالم، بما في ذلك دعمه الذي لا يتزعزع للشعب الفلسطيني. نعلن عن تضامننا مع جيريمي كوربين ونرى فيه زعيما يساريا مبدئيا، يتطلع نحو السلام والعدل ويناهض أشكال العنصرية كافة، سواء كانت موجهة ضد اليهود أو الفلسطينيين أو أي جماعات أخرى.

عضو البرلمان أحمد الطيبي، نائب رئيس البرلمان، القائمة المشتركة / الحركة العربية من أجل التغيير

عضو البرلمان مسعود غنايم، القائمة المشتركة / الحركة العربية من أجل التغيير

عضو البرلمان يوسف جبارين، القائمة المشتركة / الجبهة الديمقراطية من أجل السلام والمساواة

عضو البرلمان جمال زحالقة، القائمة المشتركة / التجمع الوطني الديمقراطي نيابة عن القائمة المشتركة.

 

https://www.theguardian.com/world/2018/sep/02/as-palestinian-arab-mps-in-israel-we-salute-corbyn-as-a-champion-of-peace-and-justice