صحافة دولية

MEE: صلوات وألبسة برتقالية.. هكذا واجه مسلمو لندن ترامب

اتهم ناشطون ترامب بدعم ابن سلمان في قتل المدنيين في اليمن وفي مختلف أرجاء الشرق الأوسط- MEE

اندفع آلاف المتظاهرين إلى شوارع لندن؛ ليوجهوا رسالة عدم ترحيب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى بريطانيا. شهدت المظاهرة مزيجا من الأيديولوجيات والتوجهات السياسية، توحد أصحابها جميعا للتعبير عن معارضتهم لعنصرية ترامب التي قالوا إنها تتناقض تماماً مع القيم البريطانية.


وقالت صحيفة "ميدل إيست آي" إنه بينما بدأ العشرات من الناس يتجمعون أمام مدخل محطة أكسفورد سيركاس في وسط لندن وهم يمسكون الصفارات وأقنعة "ترامب النتن"، بدأت روان بيومي البالغة من العمر تسعة عشر عاماً تحتج بأسلوب مختلف، حيث تسلحت بسجادة صلاة وبيافطة.

 

انضمت المتظاهرة الشابة إلى المئات من المسلمين الآخرين الذين جاءوا إلى حدائق كافندش سكوير على بعد أمتار من المظاهرة الرئيسية لأداء صلاة الجمعة.


وأدى المصلون الصلاة، التي نظمتها جماعة أصدقاء الأقصى والرابطة الإسلامية في بريطانيا، في الساحة العامة من باب التضامن مع المسلمين الأمريكيين الذين يعيشون تحت سلطة ترامب.
خلال ساعات من وصوله إلى بريطانيا، تحولت زيارة ترامب إلى قضية مثيرة للجدل.


يقول منتقدو ترامب، بحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي يجلب معه إلى بريطانيا خطابه المتعصب، وذلك من خلال الترويج للخوف من المهاجرين والمسلمين أثناء الزيارة.


وجدد ترامب هجومه على أول عمدة مسلم لمدينة لندن، صادق خان، يوم الثلاثاء، وقال إن الهجرة تفتك بأوروبا.


ونظرا لمعرفتهم بما فعله ترامب مؤخرا، انضم المحتجون المسلمون إلى آلاف المتظاهرين في قلب العاصمة البريطانية لندن؛ للتنديد بوجود رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في البلاد.


وقالت بيومي: "هذه هي طريقتنا في مقاومة ترامب وما يمثله. علمنا بأن ترامب قادم، وأردنا أن نري العالم أن المسلمين يقفون ضد هذا الرجل، بأسلوب يعكس بطريقة إيجابية عقيدتنا ورسالتنا".


وبدأت بيومي، التي تلبس عباءة سوداء وغطاء رأس زهريا، في المسير باتجاه ريجنت ستريت، وكغيرها من النشطاء المسلمين، حملت بيدها يافطة عليها صورة سلة قمامة برتقالية، كتبت عليها عبارة "ألقوا بترامب في القمامة".


ترامب وبريكسيت


ويقول موقع "ميدل إيست آي": ما كانت زيارة ترامب لتأتي في وقت أسوأ. فبعد الاستفتاء على مغادرة الاتحاد الأوروبي في عام 2016، شهدت بريطانيا أكبر ارتفاع في جرائم الكراهية العنصرية والدينية.


وعبرت أمينة حسين، وهي طالبة صومالية تعيش في لندن، عن الخشية من تداعيات زيارة ترامب إلى بريطانيا ما بعد بريكسيت.


وقالت تعليقا على صورة رئيسة الوزراء تيريزا ماي وهي ممسكة بيد ترامب: "لقد شجعت زيارة ترامب اليمين المتطرف في البلاد. أي رسالة تلك التي يبعث بها ذلك عندما تحتضن زعيمة بلدنا رجلا لا يتورع عن إعلان عنصريته تجاهنا، أم أنها تهتم أكثر بالصفقات التجارية التي ستبرهما مع الولايات المتحدة؟"

 

وعبر المحتجون المسلمون عن مخاوف أوسع إطارا، بما في ذلك الخشية على الحريات المدنية، ومبيعات السلاح إلى الحكومات القمعية في الشرق الأوسط والسياسة الخارجية.


وجاء حامد الحسن، وهو طبيب حديث التخرج، من مقاطعة ويلز لكي يشارك في المظاهرة.

 

وبينما انطلقت المسيرة باتجاه ريجنت ستريت، بدأت الجماهير في التصفيق للطبيب وللنشطاء الآخرين الذين ارتدوا ملابس برتقالية وفرتها لهم منظمة كيج يو كيه؛ للتنديد بالحرب الكونية الفاشلة على الإرهاب. جاءوا مصفدين بالسلاسل، وساروا في طابور واحد.


تعهد ترامب بالإبقاء على معسكر الاعتقال في غوانتانامو مفتوحا وبملئه بمن يشتبه بتشددهم، وذلك رغم احتجاج منظمات حقوق الإنسان على تقارير تفيد بارتكاب انتهاكات وتجاوزات للقوانين الأمريكية والدولية.


ويقول حسن، الذي انضم إلى نشطاء كيج لكي يحتج على تصعيد ترامب لما يسمى الحرب على الإرهاب: "ما يقلقني بشأن ترامب أكثر من أي شيء آخر هو ما يقوله عن الحرب على الإرهاب. وبينما سعى سلفه إلى إغلاق معتقل غوانتانامو بيه، قام هو بعكس ذلك تماما، فأبقى عليه مفتوحا. يقلقنا ذلك، ولكننا مستعدون للتحدي. والآلاف الذين جاءوا هنا إنما يعبرون عن إصرارنا على الاستمرار في النضال مهما كان."


تجارة السلاح


بدوره، جاء خالد بسوم، وهو طالب عراقي نشط يعيش في لندن، للمشاركة في المظاهرة وهو يضع على وجهه قناعاً يمثل وجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.


وبينما قام بتسليم دولارات مزيفة إلى شخص آخر يلبس قناعاً يمثل وجه ترامب، اتهم ترامب بدعم بن سلمان في قتل المدنيين الأبرياء في اليمن وفي مختلف أرجاء الشرق الأوسط.


وقال: "نضع هذه الأغلال لنرمز إلى حقيقة أن المال والسلاح هما الأساس الذي تقوم عليه علاقة ترامب مع الخليج. وأما رسن الكلب الذي هنا فيمثل كم هو منقاد ترامب لمحمد بن سلمان ولمحمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي".


وكان ترامب قد أشاد بالرجلين لشرائهما أسلحة مصنعة في الولايات المتحدة، ولكن نادراً ما ينتقد انتهاكاتهما لحقوق الإنسان، سواء في بلديهما أو في اليمن، حيث يقودان حرباً تسببت حتى الآن في مقتل ما يزيد على عشرة آلاف إنسان.


وبينما كان ترامب يجتمع بالملكة إليزابيث فيما بعد الظهيرة، طير المتظاهرون في سماء البرلمان البريطاني في لندن لعبة ضخمة تمثل ترامب وهو يلبس الحفاظات.


قال ترامب إنه محزون بسبب الاحتجاجات. ومع ذلك تستمر مظاهر الاعتراض على زيارته في مناطق أخرى من البلاد، وحتى في اسكتلندا التي يتوجه إليها، وهي التي وصفها بأنها مسقط رأس أسلافه، وذلك نظراً لأن والدته ولدت في لويس في منطقة أوتر هيبريديس.