نشرت صحيفة "روسكايا فيسنا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم ثمانية بلدان، يبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة مليارات نسمة، وتحظى بقدرات دفاعية عالية الجودة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإمكانات العسكرية لدول منظمة شنغهاي هائلة، وذلك وفقا لما صرح به الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال مقابلة أجراها مع مؤسسة إعلامية صينية.
في الأثناء، شدد الرئيس الروسي على أن هذه القوة لا تهدف إلى مواجهة طرف معين فقط، بل تسعى إلى توفير الظروف اللازمة للتعاون الشامل ومتعدد الأوجه، لا فقط في القارة، بل في جميع أنحاء العالم.
وأضافت الصحيفة أن منظمة شنغهاي للتعاون لا تعتبر كتلة عسكرية على غرار منظمة حلف شمال الأطلسي، حيث لا تقوم الدول المشاركة فيها بتوحيد إمكانياتها الدفاعية، وتعديل الأسلحة والمعدات القتالية بموجب معايير محددة، كما لا تتعهد بالدخول في حرب مع أحد دول الأعضاء في حال تعرضها لهجوم خارجي، على عكس ما هو قائم داخل منظمة حلف شمال الأطلسي.
والجدير بالذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم كلا من روسيا والصين والهند وباكستان وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان، تولي اهتماما كبيرا بقضايا الأمن الدولية، ومكافحة الإرهاب ومقاومة النزعة الانفصالية والتطرف وتهريب المخدرات.
وأوضحت الصحيفة أن الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، تجري وبشكل منتظم مناورات عسكرية متعددة الأطراف، وتتبادل الخبرات فيما يتعلق بالصراعات المسلحة، وعمليات حفظ السلام، بالإضافة إلى تشارك المعلومات الاستخبارية.
اقرا أيضا : كندا تبدأ حربا على أمريكا.. رسوم جديدة من الشهر المقبل
وعموما، شاركت الدول الثمان في فعاليات الألعاب العسكرية الدولية خلال الفترة الممتدة بين سنة 2015 وسنة 2017، التي نظمتها وزارة الدفاع الروسية. كما ستشارك هذا الصيف ست دول في المسابقة.
ولمقارنة الإمكانات العسكرية الشاملة للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، والدول الأعضاء في حلف الناتو، استندت الصحيفة إلى أحدث تقارير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، الذي يتناول الميزانية العسكرية لسنة 2018، والذي يعدلها سنويا، لتوفير معلومات مفصلة عن تكوين وخصائص ومهام القوات المسلحة لمعظم دول العالم.
وبينت الصحيفة، نقلا عن التقارير الأخيرة الصادرة عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن الميزانية العسكرية الإجمالية لدول منظمة شنغهاي للتعاون تتراوح بين 300 و320 مليار دولار. أما فيما يتعلق بالقوات المسلحة التابعة لدول الأعضاء، فتضم المنظمة حوالي 5.1 ملايين جندي، حيث توفر الصين أكثر من مليوني جندي، بينما لا يتجاوز عدد الجنود الروس في المنظمة 900 ألف جندي. وعموما، تحتل باكستان المركز الرابع، إذ تضم حوالي 654 ألف جندي مسلح.
وأفادت الصحيفة أن كلا من الصين وروسيا والهند وباكستان هم جزء من الدول النووية، نظرا لامتلاكهم لرؤوس حربية نووية مختلفة القدرات يتجاوز عددها 7320 رأسا حربيا.
اقرا أيضا : هذه هي الصورة الأكثر إثارة للرأي العام في قمة G7 (شاهد)
ومن جانبها، تساهم روسيا في هذه الترسانة الضخمة بحوالي 6800 رأسا حربيا. علاوة على ذلك، تعد القدرات العسكرية لكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان جد متواضعة، حيث يرجع ذلك إلى عدد الجنود الضئيل المشاركين في المنظمة. ومع ذلك، تحتل هذه البلدان مناصب رئيسية في آسيا الوسطى. فمن دون مساعدتها، من الصعب محاربة الإرهاب الدولي وتجارة المخدرات.
وذكرت الصحيفة أن إجمالي الميزانية العسكرية لحلف الناتو المتكون من 29 دولة، يبلغ حوالي 946 مليار دولار، ويمكن أن تتجاوز هذه الميزانية التريليون دولار خلال السنوات القليلة المقبلة.
فضلا عن ذلك، يبلغ عدد القوات المسلحة التابعة للحلف حوالي 3.3 ملايين جندي حيث تساهم الولايات المتحدة بحوالي 1.3 مليون جندي، بينما تساهم تركيا بحوالي 500 ألف جندي، وفرنسا بحوالي 203 آلاف جندي. في المقابل، لا تمتلك أيسلندا قوات مسلحة في حلف الناتو.
وأكدت الصحيفة أن مجموع الرؤوس الحربية النووية لحلف الناتو يبلغ 7115 رأسا حربيا، حيث تساهم الولايات المتحدة بحوالي 6600 رأسا حربيا، بينما تساهم فرنسا بحوالي 300 رأسا حربيا، والمملكة المتحدة بحوالي 215 رأسا حربيا.
في هذا السياق، تشير البيانات إلى تكافؤ القدرات النووية لمنظمة شنغهاي ومنظمة حلف شمال الأطلسي.
وذكرت الصحيفة أن الدبابات تعتبر ضمن القوات البرية الرئيسية لجميع الدول. في هذا الإطار، تستطيع منظمة شنغهاي للتعاون إطلاق حوالي 26 ألف دبابة على أرض المعركة.
في المقابل، يملك حلف الناتو 15 ألف دبابة فقط بما في ذلك الدبابات الاحتياطية، حيث يعود ذلك إلى عدم امتلاك ثما من الدول الأعضاء دبابات خاصة بها. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك منظمة شنغهاي للتعاون حوالي 33 ألف مدافع وحدة من "هاوتزر" مختلفة الأغراض، فضلا عن قذائف هاون ومنظومات إطلاق صواريخ.
وتجدر الإشارة إلى أن تفوق الغرب على الشرق في القدرات البحرية، يعود إلى قوة البحرية الأمريكية، حيث تبلغ سفن وغواصات حلف الناتو 2291 مركبة بحرية، بينما لا يتجاوز عدد السفن والغواصات التابعة لمنظمة شانغهاي حوالي 1558 مركبة بحرية.
إلى جانب ذلك، تمتلك دول الناتو أكبر أسطول جوي، حيث تبلغ عدد القوات الجوية لدول الحلف 20.5 ألف طائرة ومروحية. في المقابل، تستطيع منظمة شنغهاي للتعاون توفير حوالي 11 ألف طائرة ومروحية.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بإمكانية أن تصبح منظمة شنغهاي للتعاون ثقلا موازيا لحلف الناتو في المستقبل، لا سيما في ظل التغيرات المستمرة التي يشهدها العالم.