ملفات وتقارير

حفتر يهاجم "الإخوان" في باريس.. هل سيؤثر على الاتفاق؟

شن اللواء الليبي، خليفة حفتر، هجوما شرسا ضد جماعة الإخوان في ليبيا - أرشيفية

شن اللواء الليبي، خليفة حفتر، هجوما شرسا ضد جماعة الإخوان في ليبيا، واصفا إياهم بـ"القتلة والمجرمين" وأنهم يدعمون "الإرهاب" بالمال والسلاح، وسط تساؤلات عن تأثير ذلك على اتفاق باريس.

وقال حفتر، خلال كلمته في قمة باريس بخصوص الملف الليبي، إن "الجيش الليبي (قواته) يقاتل منذ أربع سنوات للتخلص من التنظيمات "الإرهابية" التي ضمنت الدعم المتواصل بالمال والسلاح والمقاتلين من بعض الدول ومن تنظيمات إرهابية عالمية وفي مقدمتها الإخوان المسلمون" الذين وصفهم بـ "المجرمون والقتلة". 

"مجرم" مطلوب قضائيا
وكان رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، قد هاجم حفتر خلال تواجده في باريس، مؤكدا أن "الأخير مطلوب للنائب العام العسكري في ليبيا بتهمة الانقلاب، ومطلوب أيضا للعدالة في فرنسا، وهو لا يقوم بحرب على الإرهاب كما يزعم بل يقوم بتصفية خصومه السياسيين"، وفق تصريحات لـ"فرانس24".

 

اقرأ أيضا: مواطن ليبي يقدم شكوى لدى فرنسا ضد حفتر بتهمة التعذيب‎

كما تلقى حفتر هجوما ضمنيا من قبل رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، والذي طالب خلال كلمته في باريس بوقف المعارك في مدينة درنة المحاصرة، وهو ما أحرج حفتر دوليا.

قمة "تلاسن"
وطرح هجوم حفتر على الإخوان في ظل وجود قيادي منهم وهو "المشري"، وكذلك تصريحات المشري والسراج استفسارات عن: تحول قمة باريس إلى حالة من التلاسن وتبادل الاتهامات بين أطراف الصراع الليبي، وهو ما قد يعرقل تنفيذ الإعلان السياسي المتفق عليه هناك.

من جهته، رأى الباحث الليبي في الجماعات الإسلامية، علي أبو زيد، أن "الاتهامات تدل على عقلية حفتر المتمثلة في اتخاذ تهمة "الإرهاب" ذريعة لمهاجمة خصومه السياسيين وإيجاد شرعية له، وكلمته في القمة احتوت الكثير من المغالطات، وأنه يصر أن تكون الدولة عسكرية بالدرجة الأولى".

 

اقرأ أيضا: ترحيب أمريكي بالاتفاق الليبي في باريس بشأن الانتخابات

وبخصوص علاقة هجومه بتصريحات "المشري" حول درنة، قال أبو زيد لـ"عربي21": "لا أعتقد أنها رد فعل. هي تؤكد فقط أن حفتر ملتزم بنهج داعميه مصر والإمارات في مناوأة الإسلاميين بمختلف توجهاتهم".

"استفزاز"
وأشار مدير مركز "بيان" للدراسات والباحث الليبي، نزار كريكش، إلى أن "الخطاب يحاول أن يستفز "المشري"، كما يحاول أن يرسل رسالة خاطئة بأن تنظيم الإخوان مصنف كتنظيم "إرهابي" وهذا غير صحيح ومضحك، ويدل على ضعف إدراك مستشاري حفتر" لمثل هذه المحافل.

وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "ليس لحفتر خطاب واحد يمكن تحليل مضمونه، فخطابه في الداخل يختلف عن خطابه في الخارج. وفي كل ظرف يتهم خصومه بما يشاء لأنه يُؤمن بالقوة وتقديس العنف".

 

اقرأ أيضا: رئيس "الأعلى للدولة" بليبيا: لا نعترف بحفتر قائدا للجيش

لكن الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، رأى أن "كلمة المشير جاءت كردة فعل على رفض المشري لحضور حفتر للمؤتمر الدولي في باريس، وكلها مماحكات لا معنى لها سوى الفرقعة الإعلامية للطرفين، ولن تغير في الواقع شيئا"، حسبما صرح لـ"عربي21".

خطاب "مصر والإمارات"
الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، أوضح من جانبه؛ أن "ما صدر عن حفتر تجاه الإخوان هو تعبير عن الدور الذي يلعبه في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد حاليا"، حسب رأيه.

وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "حفتر" هو سفير مصر والإمارات ولاعبهم الأساسي في مقترحات حل الأزمة الليبية إضافة لخصومته السياسية لهم والتي استهل بها الإعلان عن عمليته التي أسماها بعملية "الكرامة".

وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، في تصريح لـ"عربي21" إن "الهجوم ردة فعل طبيعية من حفتر كونه مدعوم إقليميا من أنظمة لا تخفي عداءها لتنظيم الإخوان وتسعى جاهدة لاقتلاعهم وفكرهم من المنطقة".

وأشار إلى أن "وصول "المشري" لرئاسة مجلس الدولة أثار حفيظة السيسي. وهناك رفض مصري للتعامل مع هذا المجلس، وحفتر ما هو إلا موظف لدى السيسي والإمارات وينفذ تعليماتهم".

اقرأ أيضا: هل سيوقف "حفتر" معاركه في درنة بعد اتفاق باريس؟