أجمع محللون سوريون على أن التقدم الذي أحرزه
حزب الله وحلفاؤه في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها لبنان، سيزيد من تورط
الحزب في
سوريا.
وفي الوقت الذي لم يخف فيه المحللون خلال
حديثهم لـ"
عربي21" أن نتائج الانتخابات تشكل مبعث ارتياح لـ"حزب
الله" في لبنان، أشاروا إلى أن "نشوة الانتصار" التي يعيشها الحزب
في لبنان، قد تفقده كثيرا من الحذر في التعامل مع الحالة السورية، ما قد يدفعه إلى مزيد
من التورط في سوريا.
وفي هذا الإطار، قال الكاتب والمحلل السياسي
أحمد كامل، إن نتائج الانتخابات تعني أن الحزب سيحكم قبضته على لبنان، وأنه سيتخلص
من بعض الانتقادات القليلة لتدخله في سوريا، لا سيما بعد تراجع "تيار
المستقبل".
وأضاف لـ"
عربي21"، أن "حزب
الله" سيبدأ بالاستعداد للحرب القادمة الإيرانية-
الإسرائيلية القادمة في
سوريا ولبنان، مشيرا إلى الأنباء التي تتحدث عن قصف جوي جديد تعرضت له منطقة
الكسوة ليل الثلاثاء، إضافة إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من
الاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات على طهران.
وبحسب كامل، فإن الخسائر الكبيرة التي تعرض لها
"حزب الله" في سوريا، إلى جانب حاجة إيران والنظام السوري المتواصلة له،
ستدفعه إلى التهور لربما في سوريا أكثر من السابق، ما يعني تورطا أكثر، وخسائر
أكثر سيتكبدها في المواجهات الكبيرة التي ستجري، على حد تقديره.
الإعلامي السوري حارث عبد الحق رأى بدوره، أن
"جنون النصر" سيدفع "حزب الله" لتجاوز الجميع في لبنان وسوريا
حتى حلفاؤه ما سيؤثر على السلم الهش في لبنان، وينذر بانفجار الوضع المحتقن أساسا، مضيفا: "باعتقادي أن نهاية حزب الله الحقيقية ستكون في لبنان وبانهياره
سيخسر المشروع الإيراني نقطة ارتكازه في المنطقة".
وتابع في حديث لـ"
عربي21": "لا يخفى الارتباط الوثيق بين الوضع في سوريا والوضع
في لبنان، وحزب الله الذي انطلق من لبنان كرأس حربة للمشروع الإيراني الذي يريد
تشييع المنطقة بأي وسيلة كانت، دخل سوريا محاربا بكل ما يملك من قوة في سبيل هذا
الهدف".
وفي السياق ذاته، اعتبر الباحث السوري أحمد
السعيد، أن "المكاسب السياسية التي حققها حزب الله في لبنان، سيعزز من انخراط
الحزب في سوريا بعد أن أقصى خصومه هناك، ما يعني تقوية التأثير الإيراني في لبنان
وسوريا بالدرجة الأولى".
ويعتقد السعيد، أن من شأن ذلك زيادة الامتعاض
الروسي من الدور الإيراني، مستدركا بالقول: "وهذا ما قد يدفع بروسيا إلى
مجاراة إسرائيل أكثر في ضرورة الحد من دور إيران في المنطقة".
وقال
الباحث لـ"
عربي21": "باعتقادي فإن الأسابيع القليلة القادمة حبلى
بالتطورات، وهي وإن كانت تبدو أنها في صالح حزب الله والمعسكر الإيراني، لكنها في
الحقيقة عكس ذلك تماما".
يذكر أن الانتخابات البرلمانية اللبنانية أفرزت
انحسارا في مقاعد "تيار المستقبل" ممثل السنة، مقابل احتفاظ حزب الله
وحركة أمل بأوزانهما في البرلمان، ما يعني تقدما للممثل الشيعي في لبنان.