أكد الكاتب والمفكر السعودي جمال خاشقجي، أن اتفاق النووي المنتظر وأن ينسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو يمد أجله لأكثر من 8 سنوات، ونسب التخفيض وعدد أجهزة الطرد المركزي وموضوع الصواريخ الباليستية وغيرها، هو ما يشغل الغرب وأمريكا، وليس ما أحدثته إيران من دمار وفوضى في المنطقة لا سيما العواصم العربية الأربعة، وهم غير مستعدين لمناقشة ذلك أصلا.
وأضاف في الندوة التي عقدتها أكاديمية العلاقات
الدولية بإسطنبول مساء الاثنين، بعنوان "تفجير الاتفاق النووي الإيراني وسط
عالم مضطرب"، أن "السعودية تريد من أمريكا طرد إيران من المنطقة العربية
ووجدت في مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية الأمريكي الجديد ضالتهم؛ ولكن كيف
يمكن طردها من سوريا والعراق دون توافق القوى المحلية والإقليمية والدولية، لا سيما
الروس وحساباتهم المختلفة ما يعقد المشهد ويعرقل طرد إيران؟".
"كما أن إيران لم تعد بحاجة لبذل الجهد للسيطرة
على المدن السورية، التي قام الروس بدكها وتدمير بنيتها التحتية بكثافة نيران حصدت
أرواح مئات الآلاف من المدنيين السوريين الأبرياء"، بحسب خاشقجي.
وأوضح أنه "من المستحيل أن يقوم الأمريكي
بالقتال جنبا إلى جنب مع الثوار السوريين على الأرض لإخراج إيران؛ ومن يتصور ذلك
واهم (..)، وعبثا لن تقوى إسرائيل على ذلك حيث لا يهمها خروج إيران، وهي سعيدة بما
تفعله طهران ضد العرب السنة لإضعافهم لصالح إسرائيل".
اقرأ أيضا: ما خيارات إيران في حال انسحبت أمريكا من الاتفاق النووي؟
وأضاف أن "ما فعله الأمير محمد بن سلمان من
التودد للإسرائيليين، ولقاءاته باللوبي اليهودي في أمريكا، وتصريحاته غير المسبوقة
حول إسرائيل كانت من أجل أن تدفع إسرائيل ثمنا مقابل ذلك؛ وهو ما تريده السعودية، أن
تقاتل إسرائيل من أجلها لإخراج إيران من المنطقة وهو مستحيل أن يحدث (..)، ولن
يجدي نفعا ما فعله الأمير ابن سلمان".
وتوقع خاشقجي أن "لا تحدث حرب بين إيران
وإسرائيل"، موضحا أن "إسرائيل تضرب مواقع إيرانية داخل سوريا بهدف تحديد
سقف التسلح الإيراني المسموح، وإبعاد إيران عن تهديد حدودها بمسافة لا تقل عن 40
كيلومترا داخل سوريا فقط".
وأكد أن "إسرائيل لا تستطيع إخراج إيران من
سوريا، إذ يتطلب ذلك مواجهة برية بينهما وهذا من المستحيلات"، مشيرا إلى أن إيران
تتجاهل الضربات الإسرائيلية ضدها وكأنها لم تكن، وجائزتها الكبرى هي التهام بقية
سوريا (..)، واقتناص فرصتها في تصحيح التاريخ –حسب زعمها– بتعديل المعادلة التي
جعلت من الشيعة أقلية مضطهدة في ظل تشتت وضعف المسلمين السنة اليوم".
وتساءل خاشقجي: "هل من الحكمة أن يعد الرئيس
ترامب بشيء لا يستطيع الوفاء به؟ أو أن نطمئن نحن لوعود ترامب الذي طلب من
السعودية أن تتقدم هي لإخراج إيران من سوريا ولا تنتظر الأمريكي أو الإسرائيلي أن
يفعل ذلك نيابة عنها؟".
إعادة التحالفات السعودية
ودعا الكاتب السعودي قيادات بلاده إلى إعادة ترتيب
أوراقها في المنطقة ومراجعة تحالفاتها وخطتها الحالية؛ لا سيما أنها تخلت عن
الثورة السورية وأعلن الأمير ابن سلمان أنه لا يمانع في بقاء بشار في الحكم قويا
شرط البعد عن إيران، وهذا مستحيل تحقيقه (..)، حيث يدين بشار ببقاء نظامه بدعم الإيرانيين
الذين أثبتوا أنهم أصدقاؤه الحقيقيون".
وألمح إلى أن "السعودية متحالفة مع مصر وتعتقد
أن مجيء عبد الفتاح السيسي هو أفضل ما حصل بمصر، والسيسي وإعلامه ظلوا يؤيدون بقاء
بشار من البداية".
واستهجن خاشقجي "موقف المملكة التي تقود حربا
باردة مع تركيا، البلد الوحيد التي يمكن أن تتفق معه حول إطار مشترك يمكنهما معا
من إخراج إيران من سوريا، التي تراها تركيا حيزا استراتيجيا لها كذلك مثل المملكة
(..)، لذلك لا بد أن تسعى المملكة لإعادة ترتيب تحالفاتها وتغيير خطتها الحالية
التي قادتها للفشل وحتى تتمكن من تحقيق أهدافها بخطط وتحالفات بديلة".
وقال خاشقجي، إن "الأتراك الوحيدون الذين لديهم
رؤية إيجابية مختلفة لصالح المواطن السوري والثوار، بما فعلوه من حرب نظيفة بدون
تدمير المدن السورية أو سفك دماء المدنيين سواء في عفرين أو جرابلس وإعزاز،
وتسليمها لأهلها".
اقرأ أيضا: خاشقجي يصحح رواية ابن سلمان عن تاريخ السعودية و"الإخوان"
وقال إن "الخطة البديلة الناجعة لبلاده يجب أن
تتمثل في السعي لتمكين الشعوب العربية في سوريا ومصر واليمن وليبيا من الحرية؛ لأن
الشعوب الحرة وحدها الأقدر على إخراج إيران من عالمنا العربي، فالشعب السوري لن
يقبل العيش مع قاتليه الإيرانيين، وكذلك الشعب اليمني والليبي والمصري حال امتلكوا
حريتهم".
وطالب خاشقجي السعودية بأن "تعتمد على أحرار
سوريا وعلى أحرار اليمن بعد الله سبحانه من أجل إخراج إيران وليس على أمريكا
وإسرائيل"، موضحا أن "سعي ترامب لتفجير الاتفاق في منطقة متفجرة أساسا
غير منطقي"، داعيا ترامب لإعداد خطط بديلة لنشر السلام في المنطقة وإيقاف
الحروب فيها، ولا تتوقف فقط عند موضوع التخصيب.
وأشار خاشقجي إلى أن "إيران جاءت إلى سوريا
لتبقى وتسببت في نزوح 11 مليون مواطن سوري، ودعموا نظام بشار حتى يحرم المهجّرين
من العودة بقوانين جائرة تقنن الاستيلاء على ممتلكاتهم، رغم أن أمل السوريين في
ثورتهم كان من أجل الحرية والكرامة والهروب من جحيم بشار وإيران وعملائهم".
وقال إن "ما يجري في سوريا هو تهديد للأمن
القومي العربي في السعودية ومصر والأردن"، مستدركا بقوله: "لا أحد يتحرك
من أجل إنقاذ تلك الدول، فإيران سعت لتغيير ديموغرافي بالمنطقة، وتوطين عناصر
شيعية من خارج سوريا وتجنيسهم بمساعدة النظام".
المالكي يفتح النار على السعودية ويتهمها بالطائفية (شاهد)
تضامن إيراني وسخرية تركية بعد تهديد ترامب بضرب الأسد