نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على مقاومة
النساء الإيرانيات للقرار الذي يمنعهن من دخول
ملاعب كرة القدم.
تجدر الإشارة إلى أنه من بين الدول المشاركة في كأس العالم روسيا 2018، تمثل إيران الدولة الوحيدة، التي تمنع نساءها من دخول ملاعب كرة القدم. في الأثناء، قررت نساء
قرية "شهيدجان" الوقوف في وجه قرار
الحظر.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن نساء قرية شهيدجان، التي تقع في محافظة بوشهر، تتابعن منذ عشر سنوات المباريات التي تدور في نطاق المسابقات الكروية المحلية على الملاعب الترابية، وذلك في تحد لقرار الحظر.
وفي مطلع شهر نيسان/ أبريل الجاري، تحدثت صحيفة "صبح نو" الإيرانية عن قرية شهيدجان. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت هذه القرية مشهورة، لا سيما وأنها تجرأت على مواجهة قرار تفرضه السلطات الإيرانية منذ سنة 1981.
وأكدت الصحيفة أنه منذ اندلاع الثورة الإيرانية في سنة 1979، أقدمت الحكومة الإيرانية، التي يسيطر عليها رجال الدين الشيعة، على منع النساء من مشاهدة مباريات الرجال، بتعلة حمايتهن من الأجواء المتوترة على المدرجات. أما في قرية شهيدجان، فيعتبر الأمر مختلفا تماما. وفي هذا السياق، صرح العمدة السابق لقرية شهيدجان، علي أمراني، الذي كان ينظم مباريات كرة القدم، أنه "في حال تابع الأشخاص، الذين يرفضون دخول النساء إلى الملاعب، المباريات، فسيغيرون مواقفهم".
ونقلت الصحيفة على لسان العمدة السابق أن "النساء والرجال يعملون جنبا إلى جنب في الحقول. وعلى هذا الأساس، يجب عليهم أن يتابعوا مباريات كرة القدم معا". وفي الواقع، لا تتكتم القرية عن حقيقة متابعة نسائها لمباريات كرة القدم. وفي هذا الصدد، أورد عمدة شهيدجان السابق أن "مسؤولي محافظة بوشهر تابعوا في عديد المناسبات المباريات ولم يعارضوا تواجد المرأة على المدرجات".
وأوضحت الصحيفة أن رئيسة نادي بادران طهران، شوهره موسوي، التي تعتبر أول امرأة تترأس نادي كرة قدم في إيران، ممنوعة من دخول الملاعب. وعلى الرغم من أن ملعب آزادي يضم مكانا مخصصا لموسوي، ومفصولا عن بقية المدرجات، وتحديدا في المكان الخاص بالشخصيات المهمة، إلا أن موسوي لا تستطيع حضور المقابلات. وفي هذا الإطار، صرحت موسوي لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" أنه "في عديد المناسبات، تعرضت للطرد من قبل قوات الأمن من ملعبنا".
وأضافت الصحيفة أنه في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، أرادت موسوي حضور مقابلة دور الثمن النهائي لكأس إيران، التي جمعت ناديها بنادي برسبوليس، لكنها لم تتمكن من تحقيق رغبتها. في هذا السياق، قالت رئيسة نادي بادران طهران: "لم يُسمح لي بدخول الملعب". ولعل الأمر المثير للاهتمام هو أن النساء اللاتي يرتدن الملاعب، يتنكرن في هيئة الرجال بهدف تضليل أعوان الأمن.
وأوردت الصحيفة أن إحدى المشجعات، وتدعى زهرة كوشنافاز، تنكرت في عديد المناسبات من خلال وضع لحية مزيفة في سبيل متابعة المباريات. وتقوم هذه المرأة بنشر صورها في الملعب على إنستغرام. وخلال شهر كانون الثاني/يناير الماضي، حضرت امرأة بلحية مزيفة مباراة نادي استقلال طهران.
وأفادت الصحيفة أنه في مطلع شهر آذار/مارس الماضي، اعتقلت قوات الأمن الإيرانية العديد من النساء، اللاتي تابعن مباراة الدربي، التي جمعت نادي برسبوليس بنادي استقلال طهران، والتي حضرها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو. وفي ذلك الوقت، لم ينتقد إنفانتينو عملية اعتقال المشجعات ولا قضية منع النساء الإيرانيات من دخول ملاعب كرة القدم.
وذكرت الصحيفة أن إيران تعد الدولة الوحيدة، من بين الدول المشاركة في كأس العالم القادم، التي تمنع نساءها من دخول ملاعب كرة القدم، خاصة وأن المملكة العربية السعودية رفعت حظر دخول المرأة إلى الملاعب. من هذا المنطلق، أصبحت المملكة العربية السعودية، التي كان ينظر إليها العديد من الإيرانيين بازدراء بسبب حظر قيادة المرأة للسيارة وغلق دور السينما سابقا، أكثر تقدما من إيران على المستويين الاجتماعي والسياسي.
وبينت الصحيفة أن الإيرانيين لا يعتقدون أن هناك أي أمل في تغيّر الأوضاع في بلادهم. فعلى الرغم من أن بعض الصحف الإيرانية دعت إلى رفع حظر دخول الملاعب على المرأة، إلا أن الوضع بقي على حاله. ومنذ سنة 2012، تعتبر ممارسة الكرة الطائرة من المحرمات بالنسبة للنساء. على خلفية ذلك، منع الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، في سنة 2015، إيران من استضافة كأس العالم للكرة الطائرة تحت 15 سنة.