علقت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في مقالها الافتتاحي، على خطط السعودية حفر قناة حول قطر اسمها "سلوى"، قائلة إن ولي العهد السعودي الطامح قرر التصعيد مع جارته.
وتبدأ الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، بالقول: "لو صدقنا ما ورد في صحف الرياض، فإن الفصل المقبل في المواجهة القائمة بين دول الخليج سيكون تحويل السعودية لجارتها الغنية بالغاز إلى جزيرة، وهذا يعني حفر قناة مثل قناة السويس على المنطقة الحدودية بين البلدين، ولتأكيد هذه الهندسة الطوبوغرافية فإنه سيتم بناء حفرة من النفايات السامة بينهما".
وتقول الصحيفة: "قد تكون القصة غير صحيحة، وجزءا من الحملات الدعائية التي فشلت في إزعاج القطريين وإجبارهم على التنازل لإرادة الملكيات المنافسة لهم في الخليج، لكنها عرض للخلاف المستحكم، الذي مضى عليه 10 أشهر، ومنذ أن بدأت السعودية والإمارات حصارا تجاريا ودبلوماسيا على قطر".
وتشير الافتتاحية إلى أن "السعودية لطالما حنقت من تردد جارتها الشرقية القبول بدور الظل، وبدلا من ذلك فإن ثروة الغاز الطبيعي منحت عائلة آل ثاني القدرة على تبني دور استثنائي في السياسة الخارجية، فدعم قطر للإخوان المسلمين، وتثوير الإعلام العربي، من خلال قناة (الجزيرة) في الدوحة، جعلها دولة عاصية في نادي الملكيات الخليجية المنافسة، فلم تغفر الأخيرة لقطر دعمها الحقيقي للإسلاميين في الثورات التي اجتاحت سوريا وليبيا ومصر، وذلك بعد اندلاع الربيع العربي، حيث شعرت الملكية السعودية أن سلطتها تتعرض للتهديد".
وترى الصحيفة أنه "كان من الممكن حل هذه الخلافات من خلال الدبلوماسية، إلا أن ولي العهد السعودي الطامح، الأمير محمد بن سلمان، وبالتعاون مع نظيره ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، اختارا تصعيد الخلاف لأزمة لا يريدها الشرق الأوسط".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "مطالبهم الأولى كانت إغلاق قناة (الجزيرة)، وتخفيف التعاون مع إيران، التي تشترك معها قطر بحقل للغاز الطبيعي، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، وقطع العلاقات مع الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى أنهم طلبوا من الإمارة تقديم أدلة دورية عن التزامها بشروطهم".
وتفيد الصحيفة بأن "قطر تضررت، حيث ارتفعت النفقات العامة والتضخم على النقل والطعام وكلفة البناء، وتخسر الخطوط الجوية القطرية، واضطرت الدولة لأن تأخذ من رصيدها 300 مليار دولار من صندوق الاستثمار العام؛ للوفاء بالنفقات الإضافية".
وتذهب الافتتاحية إلى أنه "يمكن للإمارة أن تتجاوز العاصفة، فهي أغنى بلد في العالم من ناحية الدخل السنوي للفرد، لكن الضرر على مناخ الاستثمار في منطقة الخليج أصاب الجميع".
وتذكر الصحيفة أن "الدوحة رفضت بعقلانية اتخاذ خطوات انتقامية، بالإضافة إلى أنها خففت، بحسب الكثير من التقارير، من مغامراتها الخارجية، ولا تريد أن تخضع وتصبح دويلة، فمن الصعب في هذه الحالة معرفة ما يمكنها عمله، ويجب أن يتم الضغط على الدول التي خلقت الأزمة، ووضع حد لها".
وتجد الافتتاحية أنه في ضوء ما قام به الأمراء في السعودية وأبو ظبي من محاولات لإثارة المشاعر المعادية لقطر، فإنه من غير المحتمل رؤية تراجع مفاجئ في المواقف، ولهذا فإن الصحيفة تقترح تخفيف نبرة الدعاية الهجومية كخطوة أولى على طريق الحل، وأن يتم بعد ذلك رفع الحصار بطريقة تدريجية.
وتنوه الصحيفة إلى أن الرئيس دونالد ترامب زاد في البداية من اشتعال النار، واصطف بوضوح مع السعودية، مستدركة بأن قطر هي حليف مهم للولايات المتحدة، وتستقبل أكبر قاعدة عسكرية خارج الولايات المتحدة.
وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالقول: "يبدو أن ترامب قد فقد الصبر، حيث اقترح كامب ديفيد مكانا للاجتماع في أيلول/ سبتمبر، ويجب على الأطراف المشاركة في هذا النزاع غير المبرر، استغلال الأشهر المقبلة للبدء في كسر الجليد".
فانيتي فير: كيف تنافس ابن سلمان وابن زايد للتأثير على كوشنر؟
كوشنر يسرب أسماء معارضين لابن سلمان والأخير: أصبح بجيبي
واشنطن بوست: لماذا تجنب ترامب اليمن بلقاء ابن سلمان؟