سياسة دولية

قمة أنقرة لـ"الدول الضامنة" تقدم رؤيتها لحل أزمة سوريا

أردوغان استقبل الرئيسين الروسي والإيراني في أنقرة- جيتي

انتهت القمة الثلاثية التي جمعت رؤساء تركيا وإيران، الأربعاء، في العاصمة التركية أنقرة، مصدرين بيانا حول رؤيتهم لحل الأزمة السورية.


وأورد بيان القمة الثلاثية الذي اطلعت عليه "عربي21" أن الرؤساء الثلاثة طالبوا بإحياء العملية السياسية في سوريا، وفق قرار مجلس الأمن 2254.


وأكد بيان القمة "استعداد الدول الثلاث لتسهيل إطلاق عمل اللجنة الدستورية في جنيف، ومواصلة التعاون بين الدول الثلاث لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في سوريا".


وشدد البيان على الحاجة لمساعدة السوريين على "استعادة الوحدة وتحقيق الحل"، ولـ"تسريع وتيرة المساعي لضمان الهدوء وحماية المدنيين".


وحث الرؤوساء الثلاثة المجتمع الدولي على زيادة المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها، دون مزيد من التفاصيل.

 

وترعى موسكو وطهران النظام السوري، في حين تساند تركيا فصائل المعارضة المسلحة، واعتبرت هذه الدول "دولا ضامنة" لعملية أستانا، التي سمحت خصوصا بإقامة أربع مناطق "لخفض التصعيد" في سوريا.

وما زال حل نزاع الأزمة السورية يراوح مكانه، بسبب المصالح المتناقضة لموسكو وأنقرة وطهران في سوريا، ومسألة مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد.

 

اقرأ أيضا: أردوغان وبوتين يستعرضان أبرز ما دار في محادثاتهما بأنقرة


من جهتها، نقلت وكالة الأناضول التركية عن المتخصصة بالشؤون التركية،جانا جبور، قولها إن "هدف القمة الثلاثية إعادة تنظيم مناطق النفوذ في سوريا، وإعادة التفاوض حولها، وكذلك التفكير في مستقبل شمال سوريا، بعد الانسحاب الأمريكي".

وكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء، رغبته في سحب القوات الأمريكية من سوريا، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ قرار "بسرعة".

ومن المتوقع أن يسمح انسحاب أمريكا بإطلاق يد تركيا وروسيا وإيران بشكل أكبر في سوريا لا سيما أنها تهيمن على الوضع الميداني.

 

اقرأ أيضا: ترامب: سننسحب من سوريا وإذا أرادت السعودية بقاءنا فلتدفع

 

وشارك في القمة من الجانب التركي، رئيس الأركان خلوصي أكار، ووزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو، والطاقة براءت ألبيرق، والدفاع نور الدين جانيكلي. 


وضم الوفد التركي أيضا بحسب "الأناضول"، متحدث رئاسة الجمهورية إبراهيم كالن، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان.


ومن المقرر أن يعقد الرئيس أردوغان، مؤتمرا صحفيا مشتركا مع ضيفيه الروسي والإيراني، عقب مأدبة عمل تُقام في إطار القمّة الثلاثية.


ويُتوقع أن يؤكد البيان المشترك المزمع صدوره في ختام القمة، على استمرار وقف إطلاق النار داخل سوريا والكف عن انتهاكه، وعلى وحدة التراب السوري.


والتقط الرؤساء أردوغان وبوتين وروحاني، صورا تذكارية أمام أعلام تركيا وروسيا وإيران، قُبيل انطلاق القمّة في المجّمع الرئاسي.

 

لقاء مغلق بين بوتين وروحاني

 

في الأثناء، عقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، الأربعاء، اجتماعا مغلقا في أنقرة، على هامش مشاركتهما في القمة الثلاثية بشأن سوريا.


وكان عقد بالمجمع الرئاسي واستمر لمدة ساعة و10 دقائق.


وقبيل اللقاء، قال بوتين في تصريحات صحفية إن موسكو وطهران يواصلان العمل معا لإيجاد حل للمسائل العالقة مثل الأزمة السورية.

وأضاف أن لقاءه مع نظيره الإيراني في أنقرة يشكل فرصة لتطوير العلاقات الثنائية.


بدوره، قال روحاني إن البلدين يمتلكان وجهات نظر متقاربة جدا حيال قضايا إقليمية مثل الأزمة في سوريا.

 

وأعرب عن سعادته للمشاركة في القمة الثلاثية، مضيفا: "لدينا ثلاثة أهداف مهمة؛ إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا، وعودة اللاجئين إلى بلادهم، وتحديد مستقبل سوريا ومصيرها بإرادة شعبها"، وفق قوله. 

من جانبه، قال آرون لوند، من المعهد الفكري الأمريكي "سنتشري فاونديشن"، إن "حجم تأثير روسيا وإيران على دمشق ليس واضحا في بعض النقاط، لكن أتصور أنهما إذا قررتا الضغط بشكل جماعي على الأسد فيمكنهما الذهاب بعيدا".

إلا أنه أضاف أن الأسد "يحتاج إليهما لاستعادة الأراضي، وتعويم الوضع الاقتصادي، لكن هذا لا يعني أنه يمكن أن يوافق مثلا على طلب بالاستقالة".

وتأمل تركيا خلال قمة الأربعاء بالحصول على دعم روسي وإيراني لمواصلة عملياتها في سوريا، بعد نجاحها في عفرين وتقدمها ميدانيا نحو مدن وبلدات في الشمال السوري.

وقالت جبور: "في المقابل، تنتظر روسيا وإيران أن تستخدم أنقرة نفوذها على مجموعات معارضة لإعادتها إلى طاولة المفاوضات".

لكن هذه المناقشات تبدو معقدة. فقد أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مساء الثلاثاء، في أنقرة، أنه "ليس هناك أي تبرير مقبول لانتهاك وحدة وسلامة أراضي سوريا"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

 

اقرأ أيضا: إدلب: بعد التصعيد العسكري.. ما مصير اتفاق "خفض التصعيد"؟


يشار إلى أن اللقاء الأخير الذي جمع بين قادة الدول الثلاث حول الملف السوري كان في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في سوتشي الروسية، وأفضى إلى "مؤتمر وطني سوري" باء بالفشل، في المنتجع الروسي.

ولا تزال الأزمة السورية مستمرة منذ 2011، وأفضت إلى مقتل أكثر من 350 ألف سوري.