قال يوآف غالانت، وزير الإسكان الإسرائيلي، في حوار مطول مع موقع ويللا الإخباري، إن إسرائيل مطالبة بأن تتحضر لرد إيراني في حال تم التنصل الأمريكي من الاتفاق النووي معها، محذرا من لجوئها إلى حزب الله للرد على هذه الخطوة الأمريكية المتوقعة.
وأضاف
غالانت، عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، في الحوار الذي
ترجمته "عربي21"، أن زيادة التوتر بين
طهران وواشنطن قد يدفع الأولى لأن تطلب من حزب الله مهاجمة إسرائيل، لأنها ترى
فينا الولاية الواحدة والخمسين لأمريكا، وبالتالي فان مهاجمتنا تعني الإضرار
بالمصالح الأمريكية.
وأشار إلى أن حزب الله تم بناؤه من قبل إيران ليس بغرض التأهب لحرب بين لبنان وإسرائيل، أو
مواجهة بين إيران وإسرائيل، وإنما للاستعداد لمواجهة أمريكية إيرانية، ما يتطلب
منا التأهب لمثل هذه المعركة، وهناك سابقة تتمثل بسقوط أربعين صاروخا على إسرائيل
حين اندلعت الحرب الأمريكية على العراق عام 1990.
وقال
غالانت، الذي يتطلع لتسلم وزارة الدفاع، إن التهديد الإيراني هو الأهم والأخطر أمام
إسرائيل، زاعما أن الإيرانيين معنيون بإثارة الاحتكاكات دائما بين إسرائيل
وجيرانها، للحصول على مزيد من الوقت في تطوير برامجهم النووية، ونحن يجب ألّا نقع
في هذا الشرك، مستندا لنظرية الجنرال كلاوزفيتس، مؤسس العقيدة العسكرية المعاصرة، القائل إنك حين تواجه في جبهتين، فابدأ بالأقوى، لأنك إن بدأت بالأضعف ستخرج من
المعركة منهكا، وحينها لن تستطيع شن الهجوم على الأقوى.
على
الصعيد الفلسطيني، قال غالانت، الذي خدم 35 عاما في الجيش الإسرائيلي، وقاد الجيش
في حرب غزة الأولى 2008، إنه مع التوصل لاتفاق سياسي مع الفلسطينيين، شرط ألا يكون
غرب الأردن سوى جيش واحد تابع لإسرائيل، مسيطر بصورة كاملة على المنطقة، ما يعني تعزيز
القوة العسكرية الإسرائيلية في جميع الأراضي بين الأردن والبحر المتوسط.
وأشار إلى أن هذه المنطقة يجب أن تكون خاضعة للسيادة الإسرائيلية: الحكومية والعسكرية، وحين
ننظر من الجهة الشرقية للأردن، حيث توجد إيران على بعد يتراوح بين 200-1500
كيلومترا، فإن ذلك يتطلب الحذر من تجاوز أي خطوط حمراء؛ بسبب التوصل لترتيبات
سياسية مع الفلسطينيين.
وأضاف:
الأمن القومي الإسرائيلي يجب ألّا يقوم على حماية جيل واحد فقط، وإنما لمئة سنة
قادمة، وهذه المنطقة تعدّ مركزية محورية في الأمن الإسرائيلي؛ لأنه لا أحد يعرف
طبيعة التهديدات المستقبلية.
صحيفة
معاريف نقلت عن غالانت تعليقه على مسيرات العودة الفلسطينية بالقول إن كل من يجتاز
خط الهدنة يعرض حياته للخطر، زاعما أن حماس تجد نفسها في ضائقة صعبة جدا، وقد
حاولت مهاجمة إسرائيل في مرات عديدة، لكنها لم تستطع، لأن قواتنا مستعدة ومتأهبة.
وأضاف:
من خلال بعض الخطوات التكتيكية، يمكن لإسرائيل اجتياز هذه الأحداث بحكمة، لدينا خط
أحمر، ولن نوافق على اجتياز آلاف الفلسطينيين لخط الهدنة، زاعما أن الفلسطينيين
يسعون للتصعيد ضدنا.
وختم
بالقول: أساس صراعنا مع الفلسطينيين أنهم يرفضون الاعتراف بقيام إسرائيل كدولة
يهودية تحيي هذه الأيام ذكرى تأسيسها السبعين، ولذلك فإنهم يعيشون أجواء من اليأس
والإحباط، ولذلك يجب التفكير بآراء من خارج الصندوق للتعامل معهم.