صحافة دولية

ما هي رسائل "يوم عقاب المسلمين" المرسلة لمسلمي بريطانيا؟

نيويورك تايمز: رسائل "يوم عقاب المسلمين" تثير مخاوف الأقلية المسلمة في بريطانيا- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحافية يونيت جوزيف، تقول فيه إن رسائل مجهولة المصدر أرسلت من خلال بريد الدرجة الثانية، وصلت خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى ما لا يقل عن 6 مجتمعات في إنجلترا.

 

ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أنه كان في داخل المظروف رسالة كراهية، بعثت بإشارات قلق، وأدت إلى فتح تحقيق لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الرسالة قالت إن يوم 3 نيسان/ إبريل سيكون "يوم عقاب المسلمين"، وبأن الأفعال ضد المسلمين ستمنح نقاطا: 25 نقطة لنزع حجاب مسلمة، 500 نقطة لقتل مسلم، و1000 نقطة لتفجير مسجد.

 

وتنقل الكاتبة عن عضو المجلس المحلي عن الديمقراطيين الأحرار في برادفور في مقاطعة غرب يوركشاير رياض أحمد، قوله لصحيفة "ميرور" يوم السبت بأنه وصلته رسالة على عنوان عمله، وأضاف أحمد: "يبدو غريبا بأن يرسل أي شخص رسالة مثل هذه الرسالة لعنوان في منطقة غالبية سكانها من المسلمين.. فعندما فتحت الرسالة ورأيت المحتوى ووجدته مروعا".

 

وتشير الصحيفة إلى أن مواطنين في كل من بيرمنغهام وكارديف وليستر ولندن وشفيلد قالوا إن تلك الرسالة وصلتهم، بحسب السلطات وبحسب عضو في البرلمان ومنظمة ترصد الأنشطة المعادية للمسلمين، لافتة إلى أن الشرطة البريطانية في لندن ومسؤولين آخرين نبهوا البريطانيين لأن يكونوا يقظين، وقالوا بأن مسؤولين في قسم مكافحة الإرهاب يقومون بالتحقيق. 

 

وينقل التقرير عن عضوة البرلمان عن غرب مدينة برادفورد ناز شاه، قولها على "تويتر"، وفي منشور لها على "فيسبوك"، بأن أفرادا من مجتمعها وصلتهم الرسائل، وأن الوضع أصبح "مقلقا جدا، ليس فقط لمن وصلتهم الرسالة، لكن أيضا للمجتمع الأوسع"، وأضافت شاه بأن وحدة مكافحة الإرهاب في شمال شرق بريطانيا، التي تنسق التحقيق، أخبرتها بأن هناك ما يربط بين تلك الرسائل، وأن "تحقيقا معمقا ومهنيا (في الموضوع) قد بدأ فعلا"، وقالت: "أناشد المجتمع بشكل عام البقاء يقظا وإبلاغ الشرطة عن أي أنشطة مشبوهة".

 

وتورد جوزيف نقلا عن وحدة مكافحة الإرهاب في شمال شرق بريطانيا، قولها بأنها استقبلت تقارير عن "اتصالات قد تكون خبيثة أرسلت إلى أشخاص في أنحاء المملكة المتحدة"، وطلبت من ضحايا هذه الاتصالات الاتصال بالشرطة المحلية.

 

وتقول الصحيفة إنه "لم تكن أهمية التاريخ (3 نيسان/ أبريل 2018) واضحة مباشرة، لكن النازيين الجدد يربطون الرقم 18 باسم هتلر، حيث (1 هو ترتيب الحرف الأول من اسمه الأول في الأبجدية، و8 هو ترتيب الحرف الأول من اسمه الأخير في الأبجدية)".

 

وينقل التقرير عن مؤسسة "تيل ماما"، وهي منظمة تتابع الجرائم التي ترتكب ضد المسلمين، قولها في تغريدة على "تويتر"، بأن رسالة الكراهية، التي أرسلت في بريطانيا، أرسلت إلى عدد يقدر بالعشرات، وأن المنظمة تتعاون مع الشرطة للتحقيق في هذه "الحملة الخبيثة"، وأضافت المنظمة أنه يبدو أن بعض الرسائل -وهي أيضا تدعو إلى استخدام حامض الكبريتيك والتعذيب- أرسلت على الأقل من شفيلد. 

 

وتورد الكاتبة نقلا عن مديرة منظمة "تيل ماما" إيمان عطا، قولها: "لقد تسبب هذا بالكثير من الخوف داخل المجتمع، حيث بدأوا يتساءلون عما إذا كانوا آمنين خارج بيوتهم، ونحن طلبنا منهم البقاء هادئين". 

 

وتنقل الصحيفة عن مساعدة رئيس الشرطة في مقاطعة غرب يوركشاير في بيلت أنجيلا وليامز، قولها: "نريد أن نطمئن مجتمعاتنا بأننا نتعامل مع هذه الرسائل بجدية كبيرة"، وأضافت: "أحث المجتمعات على أن تكون يقظة لكن ليست خائفة.. نحن أقوى عندما نقف معا بصفتنا مجتمعا واحدا، ولن يتم تقسيمنا".

 

ويورد التقرير نقلا عن عضو البرلمان ووزير الإسكان في تغريدة له على "تويتر" ساجد جاويد، قوله: "هناك تقارير مزعجة بشأن رسائل الإسلاموفوبيا في منطقة مدلاندز، دعوني أكون واضحا، يجب أن يستطيع المسلمون البريطانيون العيش دون خوف من الإيذاء أو الاعتداء، وسنفعل ما بوسعنا للتعامل مع أولئك الذين كانوا ينشرون الكراهية".

 

وتفيد جوزيف بأن أحمد قال لصحيفة "ميرور" بأن الرسالة التي تلقاها "لم تكن معنونة لشخص بعينه، بل عليها العنوان والرمز البريدي، وكأنها أرسلت بشكل عشوائي"، لافتة إلى أن صحيفة "يوركشر بوست" قالت إن ثلاث رسائل على الأقل وصلت إلى عناوين في مدينة برادفورد في شمال إنجلترا.  

 

وتقول الصحيفة: "يبدو أن الرسالة تهاجم بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى، التي فيها أقليات مهاجرة ومسلمة، حيث تقول الرسالة: (هل أنتم الأغلبية الكبيرة من الشعب، كقطيع من الخرفان؟ الخرفان تتبع الأوامر وتقاد بسهولة.. إنهم يسمحون لدولنا ذات الأغلبية البيضاء في أوروبا وشمال أمريكا بأن يتم اجتياحها من أولئك الذين لا يحبون شيئا أكثر من أن يلحقوا الضرر بنا، ويحولوا ديمقراطياتنا إلى دول بوليسية تحكمها الشريعة)". 

 

ويلفت التقرير إلى أن نتائج إحصاء 2011 أظهرت أن المسلمين في المملكة المتحدة يشكلون 4.4% من عدد السكان، أي حوالي 2.7 مليون شخص، وهو أعلى من 1.55 مليون عام 2001، ويعيش معظمهم في إنجلترا وويلز، مشيرا إلى أن استطلاعا أجرته شركة "إيبسوس موري" عام 2016 أظهر أن البريطانيين يبالغون في تقديرهم لعدد المسلمين في البلد.

 

وتنوه الكاتبة إلى أنه مع زيادة عدد المسلمين فإن جرائم الكراهية ضدهم زادت في إنجلترا وويلز، بحسب إحصائيات وزارة الداخلية، فكان هناك 80393 اعتداء في 2016-2017، مقارنة مع 62518 اعتداء في 2015-2016، مشيرة إلى أن ذلك الارتفاع بنسبة 29% هو الأكبر منذ أن بدأت وزارة الداخلية في تسجيل هذا النوع من الجرائم عام 2011-2012، وتضمنت تلك الهجمات حرق مساجد ومدارس.

 

وتبين الصحيفة أنه تم اتهام رجل بريطاني العام الماضي بصدم مجموعة من المسلمين، في الوقت الذي كانوا يغادرون فيه مسجدا في شمال لندن، حيث قتل أحدهم وجرج عدد آخر، وقالت الشرطة إن المشتبه به دارين أوزبورن (48 عاما) وصلته رسالة على "تويتر" من جايدا فرانسين، نائبة زعيم "بريطانيا أولا"، وهي منظمة يمينية متطرفة اكتسبت سمعة بعد أن قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة نشر فيديوهات معادية للمسلمين دون التأكد من صحتها. 

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه تم اعتقال فرانسين في كانون الأول/ ديسمبر مع زعيم المنظمة بول غولدنغ، بتهم ارتكاب جرائم كراهية، بعد أن قاما بنشر فيديوهات على الإنترنت تظهر تحرشا بالمسلمين في أيار/ مايو 2017، وأدين كلاهما وحكم عليهما هذا الشهر بالسجن.