عبر باحثون وإعلاميون موريتانيون عن أملهم في أن تحوّل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بلادهم إلى جسر لعبور البضائع التركية إلى القارة السمراء.
وفي أحاديث منفصلة، أكد هؤلاء أن الزيارة التي تأتي ضمن جولة إفريقية لأردوغان، ستعطي بلا شك زخما لعلاقات البلدين، وتدفع بها خطوات كبيرة إلى الأمام.
ويزور أردوغان موريتانيا، الأربعاء، في إطار جولة تشمل أيضا الجزائر ومالي والسنغال، وتبدأ في 26 من الشهر نفسه.
وعلى ضوء الزيارة، أعلن المتحدث باسم الحكومة الموريتانية، وزير الثقافة محمد الأمين ولد الشيخ، اتخاذ كافة الترتيبات لإنجاح الزيارة "التاريخية".
الباحث المتخصص في العلاقات الموريتانية التركية، محمد الحافظ ولد الغابد، وصف الزيارة بـ"التاريخية".
وقال ولد الغابد، إن هذه الزيارة يتابعها الشارع الموريتاني "بشكل كبير، نظرا للاحترام الذي يحظى به أردوغان في الأوساط الشعبية والرسمية بموريتانيا".
وأوضح أن التعاون بين أنقرة ونواكشوط راسخ منذ ستينات وسبعينيات القرن الماضي، "إذ أن تركيا من الدول التي اعترفت بموريتانيا منذ وقت مبكر".
ولفت إلى أن الزيارة ستعمق التواصل بين البلدين، "خاصة أن موريتانيا تعتبر دولة مفصلية وهمزة وصل بين العالم العربي من جانب، وإفريقيا من جانب آخر".
جسر عبور لإفريقيا
وتحدّث ولد الغابد عن تطلّع الشارع الموريتاني لأن تسفر الزيارة عن شراكة إستراتيجية تتحول بموجبها موريتانيا إلى جسر عبور للبضائع التركية إلى جميع بلدان القارة السمراء.
ولفت إلى أن موقع موريتانيا الاستراتيجي يسمح لها بذلك، مشيرا إلى أنها مؤهلة لتكون شريكا رئيسيا لتركيا في سياق تطوير العلاقات التركية الإفريقية.
وأعرب الباحث الموريتاني عن أمله بأن تسهم الزيارة في إلغاء التأشيرات بين البلدين، وترسيخ التعاون العلمي والثقافي والتبادل التجاري للتطور نحو آفاق أرحب.
آفاق واعدة للمستثمرين
وأوضح ولد الغابد، أن ثمة آفاقا واعدة بالنسبة للمستثمرين الأتراك، وفرصا للموريتانيين لتطوير التنمية المحلية والاستفادة من التجربة التركية في العديد من المجالات، نظرا لما تزخر به نواكشوط من موارد غير مستغلة.
ولفت إلى أن النشاط التجاري بين البلدين بدأ يزدهر خلال السنوات الأخيرة، على يد شركات التوريد والمقاولات التجارية المتوسطة والصغيرة.
وأكد أن العديد من رجال الأعمال الموريتانيين زاروا تركيا في السنوات الأخيرة، "وبدؤوا ينشئون مكاتب تجارية في اسطنبول".
وأشار إلى أنه "لأول مرة غزت الأسواق الموريتانية البضائع والصناعات التركية، كما بدأت بعض مكاتب التوريد الموريتانية تساهم في تنشيط تصدير المنتجات التركية نحو العديد من بلدان غرب إفريقيا".
ونوّه إلى مجال التعاون الثقافي والعلمي، موضحا أن تركيا استقبلت خلال الفترة الأخيرة عددا كبيرا من الطلبة الموريتانيين الذين درسوا في جامعاتها وتعلموا لغتها.
وأضاف: "لاشك أن الزيارة تدخل ضمن اهتمام تركي واسع خلال السنوات الأخيرة بتطوير علاقاتها (تركيا) بإفريقيا التي تشكل سوقا للقوة التركية الناهضة عالميا".
ولد الغابد رأى أن الدبلوماسية التركية سعت لأن تكون في خدمة التنمية، وأن تفتح آفاقا جديدة في تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين الأفارقة في زيارة تركيا، وإقامة شراكة معها.
من جهته اعتبر الإعلامي محمد فال الشيخ، أن أهمية الزيارة تمكن في كونها أول زيارة لرئيس تركي لموريتانيا.
وأوضح أن موريتانيا تلعب دورا كبيرا على صعيد إفريقيا، مؤكدا أنها نشطة جدا على الصعيد الدبلوماسي في القارة السمراء، وإحدى الدول الفاعلة في مجموعة الساحل.
ولفت في تصريح إلى أنه يمكن لتركيا استغلال الحضور القوي لموريتانيا في إفريقيا لتطوير علاقتها وحضورها في دول القارة السمراء.
كما يمكن أيضا لموريتانيا أن تستفيد من الحضور التركي على الصعيد العالمي، بما في ذلك حضورها واستثماراتها القوية أيضا في إفريقيا، كما يقول فال الشيخ.
وأوضح أن الشق الاقتصادي سيكون الأهم في هذه الزيارة؛ "لأن موريتانيا مليئة بالثروات وبحاجة لاستثمارات خارجية، وتركيا تمتلك من الخبرات والموارد البشرية ما يمكنها من مساعدة موريتانيا في هذا الجانب".
أردوغان: مشكلتنا ليست مع الأكراد في سوريا
أردوغان يزور الفاتيكان ويبحث مع البابا ملف القدس
أردوغان يؤكد لماكرون: تركيا ليست لديها أطماع في سوريا