صحافة إسرائيلية

إسرائيل تستعين بأثرياء اليهود حول العالم لمحاربة "المقاطعة"

ميلمان: ليست المرة الأولى التي تستعين فيها إسرائيل بالأثرياء اليهود حول العالم لتمويل مبادرات حكومية للدولة

قال يوسي ميلمان، الخبير الأمني الإسرائيلي بصحيفة معاريف، إن إسرائيل باتت ترى في حركة المقاطعة العالمية "BDS" عدوا خارجيا ينبغي محاربته، ولذلك قررت الحكومة تحويل هذه الحركة إلى هدف يجب ملاحقته، وكلفت وزارة الشؤون الإستراتيجية للقيام بهذه المهمة.


وأضاف، في مقال مطول ترجمته "عربي21"، أن الوزارة يقودها اليوم غلعاد أردان، خلفا للوزراء السابقين؛ موشيه يعلون، ويوفال شتاينيتس، وأفيغدور ليبرمان، وقد بدأ العمل لتوفير الموازنات المالية اللازمة، وتجنيد القوى البشرية الخاصة، كاشفا أن الموازنة الحالية للوزارة تبلغ خمسين مليون شيكل، (الدولار يساوي 3.5 شيكل)، ويعمل في الوزارة 25 عاملا، وهناك توجه لتوسيعها.


ونقل عن مديرة عام الوزارة سيما فاكنين-غيل، وهي الرئيسة السابقة لجهاز الرقابة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، قولها إنها بدأت البحث عن كوادر بشرية جديدة للوزارة من ذوي الخلفية الأمنية والماضي الاستخباري، كدليل على أن الوزارة يغلب على عملها الطابع السري وغير العلني، وتنفيذ المهمات في الظلام.


وأكد أن ذلك تعزز حين أقامت الوزارة جهازا لجمع المعلومات الخاصة بالبي دي أس يشرف عليه الضابط هار تسافي، المسؤول السابق في شعبة الأبحاث بجهاز الاستخبارات العسكرية أمان، حتى أن غيل ذاتها ظهرت قبل شهرين في الكنيست، وطلبت عدم إخضاع وزارتها للرقابة البرلمانية؛ لأنها تضطر في كثير من الأحيان للعمل بعيدا عن الرادار.


وأشار إلى أن العامين الماضيين شهدا سلسلة أحداث حول العالم أكدت أن الوزارة تنفذ عمليات سرية لمحاربة نشطاء البي دي أس.


ميلمان كشف النقاب عن جانب خفي في جهود إسرائيل ضد حركة المقاطعة، وهو استعانتها بكبار أثرياء اليهود حول العالم لمحاربة بي دي أس وجهود نزع الشرعية عن إسرائيل، ومنهم حاييم سابان، ورون لاودر، وشيلدون أدلسون، فيما خصصت الحكومة الإسرائيلية لوزارة الشؤون الإستراتيجية ما قيمته 128 مليون شيكل خلال السنوات الثلاث القادمة.

 

اقرأ أيضا: غضب إسرائيلي من مشاركة إدارة "فيسبوك" في مؤتمر لـ"BDS"

وأوضح أنها ليست المرة الأولى التي تستعين فيها إسرائيل بالأثرياء اليهود حول العالم لتمويل مبادرات حكومية للدولة، لا سيما إن كانت ذات طبيعة سرية، مثل ملاحقة حركة المقاطعة العالمية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر التبرعات التي جمعتها إسرائيل لبناء المفاعل النووي في ديمونا خلال سنوات الخمسينات، حيث تم جمع أموال كثيرة من يهود الولايات المتحدة وفرنسا، كما أن عملية تهجير يهود إثيوبيا في سنوات الثمانينات عبر السودان تمت بتمويل يهودي مشابه.


وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل في مواجهتها لحركة بي دي أس استفادت مما أقامه الاتحاد السوفيتي السابق من وكالة دعائية للتأثير على الرأي العام الغربي، وتجنيد عملاء؛ لاستخدامهم في توجيه الأوضاع السياسية هناك.


وكذلك استخلصت إسرائيل عبر وزارة الشؤون الاستراتيجية الدروس والعبر مما عملته الولايات المتحدة من جهود مضادة من خلال الموازنات المالية الضخمة التي أرسلت لجهاز المخابرات سي آي إيه، لتجنيد كتاب، وإنتاج أفلام، وتوجيه صحفيين وقادة نقابيين حول العالم.


حتى أن نظام الفصل العنصري الأبارتهايد في جنوب أفريقيا أقام في أواخر سنوات السبعينات صندوقا سريا أشرف عليه رجل الأعمال اليهودي أرنون ميلتشين، وقام بتمويل صحفيين، وشراء وسائل إعلام، وإنتاج أفلام؛ بغرض تسويق السياسة التي تنتهجها جنوب أفريقيا، والعمل على تغيير صورتها العنصرية حول العالم.

 

اقرأ أيضا: إسرائيل تتعامل مع نشطاء البي دي أس كمطلقي الصواريخ