صحافة دولية

لماذا تخشى إسرائيل استخدام مقاتلات إف-35 في سوريا؟

عسكريون: القوات الإسرائيلية لا تمتلك الخبرة الكافية لتشغيل طائرات إف 35- جيتي

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن مواصلة القوات الإسرائيلية البحث عن أسباب هزيمة المقاتلة الإسرائيلية إف-16 أمام الصاروخ المضاد للطائرات الذي أطلقته وحدات الدفاع الجوي السورية.


 وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه منذ العاشر من شباط/ فبراير، تتضارب الاستنتاجات حول أسباب الهزيمة الأخيرة، ليؤكد الخبراء أن السبب الرئيسي وراء ذلك يعود لعدم اعتماد إسرائيل على عنصر المفاجأة، إذ لم تجرؤ على استخدام المقاتلة الأحدث من طراز إف-35.


 وأكدت الصحيفة أنه في مطلع كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2017، أعلن سلاح الجو الإسرائيلي انطلاق الاستعداد التشغيلي الأولي لتسع طائرات من طراز إف-35. وتجدر الإشارة إلى أن السكان المحليين الذين يعيشون بالقرب من قاعدة "نيفاطيم" جنوب إسرائيل أكدوا إجراء تدريبات متكررة للمقاتلات من طراز إف-35.


 وعلى الرغم من التدريبات والاستعدادات، لم تشارك المقاتلات من طراز إف-35 في أي غارة جوية ضد القوات الإيرانية أو السورية في الأراضي السورية، كما لم تتلق أي مهمة قتالية، ما يطرح تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء امتناع إسرائيل عن استخدام مقاتلات إف-35.

 

اقرأ أيضا: إعلام إسرائيل: منظومة الإنذار فشلت باعتراض صواريخ سورية

 وأشارت الصحيفة إلى أنه، حسب الخبراء، يعتبر استخدام هذه الطائرات مكلفا جدا، ما يجعل إسرائيل تفضل عدم استعمالها في الحرب ضد إيران في سوريا. من ناحية أخرى، من المحتمل أن يكون سلاح الجو الإسرائيلي غير متأكد من فعالية الطائرة، أو بالأحرى يشك في مستوى إتقان الطيارين لاستخدام هذه الطائرة ومدى قدرتهم على التحكم بها.


وأوردت الصحيفة أنه بالنظر إلى ادعاءات النظام السوري وحليفه "حزب الله"، التي تؤكد أن لديهم الكثير من المفاجآت للرد على الطائرات الإسرائيلية، اختارت تل أبيب عدم المخاطرة بمقاتلات الجيل الخامس إف-35. ووفقا للخبراء، من المتوقع أن تقرر القوات الجوية الإسرائيلية استخدام مقاتلات إف-35 في المرة القادمة.

 

وبناء على هذه التكهنات، أكد العديد من المسؤولين الإسرائيليين أن عدم استخدام إف-35 يعود إلى نقص في الخبرة في تشغيلها. ولكن من الواضح أن سبب عدم استخدامها يتمثل في إبقاء الطائرات في الاحتياطي الاستراتيجي في حال استخدم العدو أنظمة دفاع جوي أقوى من المتوقع.


 وذكرت الصحيفة أن إسرائيل لم تتوقع مثل هذا الرد الفعال من قبل قوات الدفاع الجوي السورية، مما يشير إلى أنها أساءت تقدير الموقف لتكون العاقبة خسارة المقاتلة إف-16. ووفقا لسلاح الجو الإسرائيلي، تم الإطلاق على إف-16 من قبل نظام صواريخ مضادة للطائرات طويلة المدى يعود تاريخه إلى الحقبة السوفيتية.

 

اقرأ أيضا: استراتيجية إسرائيلية مقترحة للتعامل مع الجولان.. تعرف عليها

 وفي الوقت الحالي، مازال العامل الرئيسي المساهم في هزيمة إف-16 غير واضح، ما أدى لتكبد إسرائيل لخسارة أول مقاتلة حربية لها منذ 36 سنة. ومن خلال خسارة المقاتلة إف-16 دمرت صورة الطائرة الإسرائيلية التي لا تقهر.


 وأشارت الصحيفة إلى أن الهزيمة الأخيرة التي طالت سلاح الجو الإسرائيلي، جعلت البعض يتساءلون عن سبب عدم استخدام المقاتلة إف-35. ووفقا لجنرال متقاعد من القوات الجوية الإسرائيلية، "كان المسؤولون الإسرائيليون على يقين من أن المقاتلة إف-16 ستعود سالمة إثر إتمام مهمتها القتالية، خاصة وأن هذه ليست المرة الأولى التي تنجز فيها مثل هذه المهام".


 وحسب مسؤول سابق آخر في سلاح الجو الإسرائيلي، لم يتم استخدام إف-35 في مهاجمة مطار تي-4 أو ما يسمى بمطار طياس العسكري في سوريا، لأنه في حال تم شن هجوم على المقاتلة من الممكن أن تفقد أحد أهم مميزاتها، وهي تقنية التخفي.


 وأشارت الصحيفة إلى أنه من الممكن أن تكون واشنطن قد أعاقت أو حتى منعت استخدام إسرائيل لمقاتلة إف-35، خوفا من أن يتمكن الخبراء الروس والإيرانيون في سوريا من جمع معلومات عن هذا النوع الجديد من المقاتلات. لكن، تبقى هذه الفرضية غير مؤكدة. ومن جهته نفى السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل هذا الاحتمال، مؤكدا أنه "تم تسليم هذه الطائرات إلى إسرائيل وهي ملك لها ما يعني أنها المسؤولة عن استغلالها كما تريد وبشكل تام".


 وأفادت الصحيفة بأن العميد المتقاعد من سلاح الجو التابع للقوات الجوية الإسرائيلية، أبراهام أسايل، ومدير معهد فيشر والبحوث الإستراتيجية الجوية، بين أنه لا يوجد أي دافع هام حتى تخاطر القوات الجوية الإسرائيلية بمقاتلة مثل إف-35 مقابل هدف ضئيل على جميع الأصعدة.


 ونقلت الصحيفة، عن أبراهام أسايل، "أن عدد الطائرات إف-35 محدود، ناهيك عن أنه ليس لدى القوات الإسرائيلية الخبرة الكافية لتشغيل هذه الطائرات". ووفقا للعميد السابق، تعتبر هذه الأسباب الرئيسية التي منعت إف-35 من المشاركة في الهجوم على المنشآت السورية والإيرانية في العاشر من شباط/ فبراير من سنة 2018.


 وذكر أبراهام أسايل أنه "لو اعتبر قادة السلاح الجوي الإسرائيلي أن الأهداف بالغة الأهمية من الناحية الإستراتيجية، لقرروا استخدام إف-35، ولكنهم لم يختاروا ذلك لأن الهدف غير مهم". وبناء على هذا المعطى، يبدو جليا أن استهداف القوات الإيرانية والسورية في سوريا ليس مهما بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي للمخاطرة بطائرة من طراز إف-35.