ملفات وتقارير

تعرف على "مواقع التواصل" في إسرائيل ومتابعي نتنياهو

الدراسة إشارت إلى وجود كل 46 ثانية منشور إسرائيلي عنصري ضد العرب- جيتي

تناولت دراسة بحثية مختصة في الشأن الإسرائيلي، استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل وأهدافها، لافتة إلى أن صفحة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تتصدر موقعي "تويتر" و"فيسبوك"، الأمر الذي يشير إلى اهتمامه بالدعاية الإعلامية.

 

وأشارت الدراسة التي أعدها "مركز رؤية للتنمية السياسية" واطلعت عليها "عربي21"، إلى أن اهتمام نتنياهو يأتي في سياق الدعاية المضادة التي يمارسها ضد بعض وسائل الإعلام، التي يتهمها بأنها تعمل ضده وتحرض على إسقاطه.

 

جزء كبير من متابعي نتنياهو من دول العالم الثالث

 

وذكرت أن وجود عدد كبير من متابعي صفحة نتنياهو وخاصة على موقع "فيسبوك"، واجه هجوما كبيرا من عدة جهات، وذلك بعد الكشف عن أن جزءا كبيرا من المتابعين هم من دول العالم الثالث، منوهة إلى أن المعارضة الإسرائيلية أذاعت أن نتنياهو يمول حسابه من دخل الضرائب دون تحقيق فائدة حقيقية.

 

وبحسب الدراسة، فإن "إسرائيل تولي للإعلام والدعاية بأشكالها كافة أهمية كبيرة، فهما من أبرز الوسائل لتجييش الرأي العام المحلي والعالمي، وذلك لتوفير الدعم الذي يسهم في شرعنة الاحتلال الإسرائيلي، والدفاع عن الرواية العبرية، ليس فيما يتعلق بالتاريخ وما تدعيه من حقوق تاريخية فقط، وإنما لتبرير ممارساتها المختلفة بحق الفلسطينيين".

 

وأفادت الدراسة أنه وفق المعطيات الإسرائيلية، فإن 71.6 بالمئة من الإسرائيليين يستخدمون الإنترنت، موضحة أن تطبيقات "واتساب" و"يوتيوب" و"فيسبوك" لها متابعة كبيرة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل، مقارنة بالتطبيقات الأخرى.

 

اقرأ أيضا: التطبيع الإعلامي.. هل نجحت إسرائيل باختراق الإعلام العربي؟

 

وأكدت نتائج الدراسة أن التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي يختلف حسب الفئة العمرية، مبينة أن "الجيل الصغير يميل إلى السرعة، وتلقى المعلومة بأقصر الطرق وأبسطها، فيما لا يزال الجيل القديم يوازن في استخدامه بين مواقع التواصل والوسائل الأخرى".

 

أما فيما يتعلق بمضامين ما يتابعه الإسرائيليون على مواقع التواصل الاجتماعي، فأشارت الدارسة إلى أن السياسة تحتل أهمية ثانوية مقارنة بالمضامين الأخرى، وتحديدا لدى صغار السن دون الثامنة عشر.

 

وأضافت الدراسة، أنه "في ذروة الأحداث، تحتل القضايا الأمنية المكانة الأولى، ليس من حيث المتابعة فقط، وإنما أيضا من حيث التعليق والتعبير عن المشاعر الإسرائيلية، التي تكون غالبا مفعمة بالكراهية، وتدعو إلى قتل الآخر".

 

800 ألف إسرائيلي تفاعلوا مع أحداث هبة القدس

 

وذكرت أن "أحداث هبة القدس التي اندلعت في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015، كانت مثالا على ذلك، فقد أخذت حيزا واسعا من المتابعة الإسرائيلية عبر مواقع التواصل، وأظهرت عمق الكراهية والتحريض"، لافتة إلى أنه تفاعل أكثر من 800 ألف إسرائيلي مع تلك الأحداث، وأبدوا ردودا عليها، وخاصة على موقع "فيسبوك".

 

ونقلت الدراسة عن الخبير الاستراتيجي في الدعاية الاجتماعية عمري روخ قوله، إن "أهداف إسرائيل من الدعاية، أن تقنع العالم بأسباب الصراع من وجهة نظرها"، إلى جانب خلق أجواء صداقة مع شرائح واسعة في العالم، وتوسيع شريحة الداعمين والمؤيدين للدولة العبرية، ومساعدة الدبلوماسية الإسرائيلية في تحقيق أهدافها.

 

وأكدت أن السمة الأبرز للدعاية الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، هي العنصرية الواضحة وتحديدا ضد العرب، موضحة أنه "كل 46 ثانية هناك منشور عنصري ضد العرب في إسرائيل، وخاصة على موقع فيسبوك".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: إسرائيل استخدمت "إيلاف" أداة لإيصال رسائلها للخليج

 

وبحسب الدراسة، "انتهجت الحكومة الإسرائيلية سياسة مبرمجة، تهدف إلى خلق تواصل مباشر مع سكان الضفة الغربية المحتلة تحديدا، من خلال ما يعرف بصفحة "المنسق"، وقد جاء ذلك بناء على تعليمات من وزير الجيش الإسرائيلي، من أجل كسر الحواجز مع المجتمع الفلسطيني، وتوضيح وجهة النظر الإسرائيلية في الصراع".

 

وبينت الدراسة أن "فاعلية إسرائيل على موقع "فيسبوك" جيدة، لكن يعتبر موقع "تويتر" المنصة الأهم للطبقة المثقفة، وهو منتشر في الولايات المتحدة والدول العربية، إلا أن عدد المشتركين الإسرائيليين في الموقع لا يتجاوز 150 ألفا، الأمر الذي يجعل من الدعاية الإسرائيلية في المنبر الثقافي الأهم ضعيفة".