وصلت مئات السيارات والآلاف من أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السياسي لوحدات الحماية الكردية من مناطق الجزيرة السورية إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي، قبل أن يتوجهوا إلى مدينة عفرين مرورا بمناطق سيطرة قوات الأسد بريف حلب الشرقي، ليشاركوا هناك في مسيرات ينظمها الحزب ضد التدخل العسكري التركي.
وأكد مدير شبكة "NSO" الصحفي السوري ضرار الخطاب، أن الآلاف من أنصار "الوحدات" وصلوا إلى مدينة منبج قادمين من الحسكة، قاصدين عفرين مرورا بمناطق سيطرة نظام الأسد في حلب.
وقال الخطاب لـ"عربي21" إن أنصار "الوحدات" الذين وصلوا إلى عفرين يعتزمون المشاركة في مسيرات ينظمها الحزب رفضا للتدخل العسكري التركي بالمنطقة.
بدوره، عبر الناشط السياسي السوري درويش خليفة عن استغرابه من سماح النظام لمناصري"الوحدات" بالدخول إلى عفرين للتظاهر ضد التدخل التركي وفصائل الثوار، مضيفا لـ"عربي21" أن النظام السوري كان دائما يتعامل مع مكونات الشعب السوري كأوراق يستخدمها حين الطلب ويضعها على الطاولة، وعلى ما يبدو الورقة الكردية مازالت متداولة بين أيدي الأمريكان والروس والنظام في سوريا.
وهو يرى أن النظام وحليفه الإيراني غير راضين عن عملية غصن الزيتون، إلا أنهم لا يستطيعون منعها لأن الاتفاق تم مع الروس أي أصحاب الحل والعقد في سوريا.
وأضاف قائلا: "إن النظام وروسيا يمرران بين الحين والآخر رسائل لا تغني ولا تسمن من جوع للأتراك ومنها عبور مناصري الاتحاد الديمقراطي لعفرين للتظاهر، حيث من يسمع بذلك يتبادر إلى ذهنه كيف عمل النظام على قمع المتظاهرين في انتفاضة الشعب السوري 2011، والآن يدعم تظاهرة لمكون هو أولا ألغى وجوده الحيوي منذ انتفاضة الكرد في القامشلي عام 2004 إلى يومنا هذا".
الوحدات تمنع الأهالي من النزوح
وفي سياق متصل، قال الخطاب إن "آلاف المدنيين في بلدتي "جنديرس" جنوب غربي عفرين و"راجو" شمال غربي عفرين القريبتين من الحدود التركية، حاولوا النزوح خلال الأيام الأولى من العملية العسكرية إلى مدينة عفرين، إلا أن مسلحي "الأسايش" منعوا خروجهم".
وأضاف، أن عناصر "الأسايش" طلبوا من المدنيين إظهار الولاء باستلام السلاح والقتال دفاعا عن الأرض"، ما دفع بالأهالي إلى تغيير طريقهم متجهين إلى مدينة عفرين عبر طرق فرعية وطويلة المسافة ليتخطوا الحاجز، لافتا أنهم وصلوا المدينة بعد حوالي 48 ساعة من ساعة نزوحهم من بلداتهم.
ولفت إلى أن مسلحي "الأسايش" اكتشفوا الطرق الفرعية وكيفية وصول نازحين إلى عفرين، ما دفعهم إلى نصب حاجز آخر عند مدرسة "السواقة" الواقعة على طريق جنديرس – عفرين.
وأشار الخطاب إلى أن الوحدات نشرت مسلحيها في جميع الطرق والتحويلات الرئيسية في محيط عفرين وداخلها، لمنع نزوح أي مدني منها وخاصة مَن يحمل أمتعته معه.
وأوضح أن أكثر من 25 ألف مدني اضطروا للنزوح إلى مناطق ضمن عفرين، فيما تمكن نحو خمسة آلاف مدني بينهم نساء وأطفال من الوصول إلى بلدة نبل الخاضعة لسيطرة قوات الأسد والمجاورة لمنطقة عفرين.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت في وقت سابق، إن "السلطات المحلية في عفرين تستمر بمنع نزوح المدنيين خارج المنطقة، كما أن قوات النظام السوري تمنع النازحين من عبور الحاجز الواصل إلى مناطق سيطرتها في بلدة نبل"، مضيفة أن "نحو 15 ألف شخص نزحوا داخليا في عفرين، من القرى التي تشهد قصفا ومعارك نحو مركز مدينة عفرين وقرى آمنة نسبيا".
وأوضحت أن حركة أولئك الذين نزحوا من عفرين لا تعيقها المعارك فحسب، بل قرار "المسؤولين الأكراد" بغلق الممرات بين عفرين والمناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري في ريف حلب.
اتهام للمعارضة بالتمثيل بجثة مقاتلة كردية و"غصن الزيتون" ترد
العثور على نفق جديد بعفرين.. أردوغان: حيدنا 800 مسلح
تقدم تركي في عفرين والجيش يدعو أهلها للابعتاد عن المسلحين