تجددت الأزمة بين رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج ووزير دفاعه المفوض، المهدي البرغثي، بعد قرار الأول بعدم التعامل مع الوزير أو تنفيذ أي قرارات له بخصوص المؤسسة العسكرية.
ووجه السراج خطابا إلى كل من وكيل وزارة الدفاع، ورئيس الأركان، ورئيس هيئة التنظيم والإدارة، أكد فيه استمرار سريان قرار إيقاف البرغثي عن العمل، بسبب أحداث مجزرة "براك الشاطئ" في الجنوب الليبي آيار/ مايو 2017، والذي تضمن إيقاف البرغثي، وآمر القوة الثالثة جمال التريكي عن العمل.
كما أرسلت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق، خطابا إلى السفارات والبعثات والقنصليات الليبية في الخارج، أكدت فيه استمرار إيقاف البرغثي عن العمل، وعدم التقيد بأي مراسلات من قبله.
لقاء "السويحلي"
ورغم قرار الإيقاف الصادر منذ فترة، إلا أن رئيس مجلس الدولة الليبي عبد الرحمن السويحلي، التقى بالوزير منتصف الأسبوع، للنقاش حول آخر تطورات المؤسسة العسكرية، وما اعتبره البعض تحديا لقرار السراج بصفته "القائد الأعلى للجيش".
اقرأ أيضا: "أزمة" وزير الدفاع.. هل يمكن أن تطيح بحكومة وفاق ليبيا؟
ولم يكن لقاء السويحلي هو الأول مع البرغثي، لكن الأخير ظهر، خلال الفترة الماضية، في عدة مناسبات واحتفالات واجتماعات رسمية مع وزراء وأعضاء بالمجلس الرئاسي على الرغم من قرار إيقافه عقب المجزرة التي أودت بحياة 141 شخصا من عسكريين ومدنيين.
حفتر و"العواقير"
من جهته، كشف المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، أن "السراج أكد للبرغثي أنه لن يرجع إلى عمله كوزير، لكن يمكن ترضيته بمنصب سفير إلا ان البرغثي رفض، كونه لا يستطيع أن يقبل بذلك لأنه جزء من الأزمة الواقعة بين قبيلة العواقير وبين حفتر".
وأضاف لـ"عربي21"، أن "الأزمة ليست جديدة، لكنها ظهرت للإعلام مؤخرا بعد اللقاء الذي جمع عبد الرحمن السويحلي بالوزير الموقوف، لكنها في العموم لن تؤثر على الوضع الأمني في طرابلس".
خلافات في "الرئاسي"
وقال الكاتب الصحفي الليبي، محمد العرفي، إن "أزمة السراج ووزير دفاعه تعكس بعدين اثنين، الأول حرص السراج على ألا تكون حكومته المقترحة طرفا في النزاع المسلح ولهذا أصدر قرارا بإحالة البرغثي للتحقيق بعد حادثة الجنوب والثاني: خلافات الرئاسي بين السراج ونائبه أحمد معيتيق".
وتابع: "الأزمة تفاقمت بين الأطراف لعدة أسباب منها لقاء معيتيق بوزير الدفاع المحال للتحقيق إضافة للقاء البرغثي برئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي المثير للجدل في أدائه السياسي"، حسب تعبيره.
البحث عن بديل
مدير منظمة "تبادل" المستقلة، إبراهيم الأصيفر، رأى أن "السراج يبحث عن بديل للبرغثي وسوف يقوم بالاستغناء عنه نهائيا وتكليف شخصية توافقية منضبطة لوزارة الدفاع، خاصة أن السراج يعمل علي تشكيل قوات أمنية ليس لها انتماءات شخصية".
اقرأ أيضا: وزير دفاع "الوفاق الليبية" يتهم حفتر بنشر الفوضى في بنغازي
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "البرغثي لا يتمتع بعلاقة جيدة مع خصوم السراج أو الأطراف المناوئة لحكومة الوفاق، وهو ما يقطع الطريق أمام أي عبث بأمن العاصمة أو الترتيبات الأمنية والتي تسير بشكل مرض نوع ما".
أزمة مع الشرق
وأكد الإعلامي الليبي من طرابلس، محمد علي، أن "السراج أصبح يتخوف من قيام البرغثي بإجراءات قد تشعل فتيل الحرب بين المعسكر السياسي شرق البلاد وبين القوات التابعة لحكومة الوفاق، خاصة أن البرغثي حاول أن يوظف منصبه في دعم بعض العمليات العسكرية".
وأوضح أيضا أن "البرغثي عمل مع أجسام ربما تسببت في إحراج حكومة الوفاق، ومنها سرايا الدفاع عن بنغازي والتي تحصلت على دعم مبطن من البرغثي، لذا يريد السراج تفادي رفع حدة التوتر عبر التصعيد أو دعم جماعات مسلحة قد تعمق من الأزمة السياسية"، وفق قوله لـ"عربي21".
ما علاقة تركيا بسفينة متفجرات قادمة إلى مصراتة الليبية؟
"الإضرابات" سلاح موظفي غزة للضغط على حكومة الوفاق
حفتر يزور الإمارات سرا.. هل يبحث عن دعم لحملته الانتخابية؟