صحافة دولية

نيويورك تايمز: هذا هو آخر صراع للنفوذ بين الرياض وطهران

نيويورك تايمز: إيران والسعودية تتنافسان على توسيع نطاق حقوق المرأة- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمديرة مكتبها في بيروت آن بارنارد والصحافي الهولندي ثوماس إردبرنك من طهران، يقولان فيه إن كلا من إيران والسعودية تتهمان بعضهما بالتدخل في شؤون الغير، وتصفان بعضهما بأنهما دعاة حرب ومنافقون ومتعصبون وداعمون للإرهاب. 

 

ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن العدوين اللدودين يتنافسان اليوم في نطاق جديد مفاجئ، هو المساواة بين الجنسين، حيث يبدو أنهما يتنافسان من سيكون أسرع في إصلاح قوانينه الظالمة التي تميز ضد النساء.

 

ويشير الكاتبان إلى أن قائد شرطة طهران أعلن هذا الأسبوع بأن ما يسمى شرطة الآداب، الذين يجوبون شوارع العاصمة، لن يقوموا باعتقال ومعاقبة النساء اللاتي لا يرتدين حجابا مناسبا في منطقة عامة، وهي مخالفة تدعى في العادة "الحجاب السيئ"، وبدلا من الاعتقال سيتم توجيه النصح لأولئك النساء.

 

وتذكر الصحيفة أن السعودية، التي تعد من أكثر البلدان تقييدا للنساء، سمحت بمشاركة النساء في مباريات الشطرنج دون ارتداء العباءة، مشيرة إلى أن ذلك القرار هو الأخير في سلسلة من التحركات التحررية التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم السعودي الشاب، التي تتضمن السماح للنساء بقيادة السيارة. 

 

ويلفت التقرير إلى أن السعودية وإيران على طرفي نقيض في كثير من الأمور، مثل الانتماء الطائفي والحربين في سوريا واليمن، والسياسة اللبنانية، والعلاقات مع أمريكا، واختلفتا بخصوص إنتاج النفط والحج وتعريف الإرهابي، مستدكا بأن كلا البلدين تستجيبان للضغط المحلي والدولي بخصوص حقوق المرأة. 

 

ويبين الكاتبان أن "هذا الفرق (بين السعودية وإيران) أصبح أقل وضوحا مع صعود ولي العهد الأمير محمد، الذي تتضمن أجندته تخفيف دور الدين في الحياة اليومية، حيث سيسمح تحت حكم ولي العهد للنساء السعوديات قريبا بحضور مباريات كرة القدم في الاستادات العامة، وتقول الحكومة إنه سيسمح لهن بقيادة السيارات، بل أيضا الشاحنات والدراجات النارية".

 

وتقول الصحيفة: "ليس واضحا إن كانت التغيرات في السعودية أثرت بشكل مباشر على التغيرات في إيران، لكن بعض دعاة حقوق المرأة يرون وجود علاقة ما".

 

وينقل التقرير عن الشاعرة والصحافية الأمريكية الإيرانية، التي أسست مركزا لتوثيق حقوق الإنسان في إيران، رويا حقاقيان، قولها في مقال لها في صحيفة "نيويورك تايمز"، إن النساء في إيران والسعودية استفدن من "سباق بين نظامين يسعيان لكسب جائزة البديل الإسلامي المعتدل".  

 

ويورد الكاتبان نقلا عن مريم ميمارصديقي، المؤسسة المشاركة لمؤسسة "تافانا"، وهي موقع تعليمي مدني حول إيران، وتعيش الآن في أمريكا، قولها إنها ليست فقط سعيدة لأجل النساء السعوديات، لكنها "في قمة السعادة لرؤية الاستعلاء الأخلاقي الإيراني الكاذب يخرق، بحيث أصبحت قوانين النظام الإيراني وأفعاله ضد حقوق المرأة متخلفة عن بلد لطالما اعتبر أكثر الدول تخلفا في المنطقة".

 

وتنوه الصحيفة إلى أن غيرهم لا يرون علاقة بالضرورة، مرجعين تلك التغييرات في إيران إلى أسباب أخرى، ويقولون إن الشباب في إيران كانوا اكثر مقاومة للقيود الاجتماعية، مقارنة مع آبائهم، لافتة إلى أنه قد يكون لتخفيف القيود بالنسبة لملابس النساء في إيران علاقة بصعوبة المحاكمات والغرامات والسجن للمخالفات. 

 

وينقل التقرير عن الصحافي الإيراني في طهران نادر كريمي جوني، قوله: "أثبتت عملية اعتقال النساء ومحاكمتهن بأنها مستهلكة للوقت"، وأضاف بأن القانون لم يتغير، لكن تغيرت المخالفات المالية والجلد أحيانا إلى "حضور دروس تثقيفية".

 

ويفيد الكاتبان بأن منح النساء حق قيادة السيارة في السعوديةـ الذي ينظر إليه على أنه قفزة نوعيةـ كان حقا لطالما تمتعت به النساء الإيرانيات ومناطق أخرى في الشرق الأوسط وبقية العالم، مشيرين إلى أن ما يسمح للنساء بارتدائه في الأماكن العامة، وهو مسألة أخرى في السعودية، بالكاد تشكل قضية في الكثير من البلدان الأخرى. 

 

وتنقل الصحيفة عن سعاد أبو دية، وهي فلسطينية ومستشارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمؤسسة "المساواة الآن"، وهي مجموعة دفاع عالمية عن حقوق المرأة، قولها: "أنا آسفة للقول إننا في عام 2017 لا نزال نتحدث عن ارتداء كذا وعدم ارتداء كذا.. ونأمل أن يستمر ما يحصل في السعودية".

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي كانت فيه أبو دية حريصة على عدم ربط ما يحصل في إيران من تغيرات بما يحصل في السعودية، إلا أنها قالت إن كلا منهما تراقب الأخرى.