نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إعلان السعودية تصديها لضربة صاروخية، هي الثانية من نوعها، نفذها الحوثيون ضد العاصمة السعودية، الرياض.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن نظام الدفاع الجوي الأمريكي المضاد للطائرات قد تصدى لصاروخ باليستي أطلق يوم الثلاثاء باتجاه الرياض، وذلك وفقا لما أفاد به التحالف العسكري السني بقيادة السعودية.
ومن جهتهم، أعلن الحوثيون عن توجيههم لضربة صاروخية ضد الرياض، مؤكدين أن الهدف كان قصر اليمامة الملكي.
ووفقا للمتحدث الرسمي باسم التحالف السني، العقيد تركي المالكي، "استهدف الصاروخ المناطق السكنية في الرياض، ولكن تم التصدي له بنجاح، وإسقاطه في جنوب المدينة دون التسبب في أي أضرار أو خسائر".
وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين قد أنكروا ما ورد في هذه التصريحات. فقد أكدوا في صحيفة "المسيرة" اليمنية أن نظام الدفاع الجوي الأمريكي باتريوت، حاول إسقاط الصواريخ اليمنية، وأطلق ما لا يقل عن خمسة صواريخ اعتراضية، ولم يصب أي منها الهدف.
أشارت صحيفة نيويورك تايمز، وفقا لمصادرها الخاصة، إلى أن الصاروخ الحوثي تمكن من الوصول إلى وجهته.
وحسب العقيد السعودي "يعتبر استخدام الحوثيين للصواريخ الباليستية دليلا واضحا على أن المسلحين يحظون بدعم من إيران". وقد اتهم المالكي طهران بتزويد الحوثيين سرا بالأسلحة، ما يعتبر انتهاكا لقرارات الأمم المتحدة.
اقرأ أيضا : المالكي: الحوثيون استهدفوا السعودية بـ83 صاروخا
وأوضحت الصحيفة أن الصواريخ الباليستية التي كانت تستخدم من قبل الحوثيين إيرانية الصنع، على غرار صواريخ بركان-2 التي تتميز برأس حربي قابل للانفصال على عكس بركان-1. وبإمكان هذا الصاروخ الوصول إلى الرياض، فضلا عن حقول النفط في المملكة.
ومن ناحية أخرى، بإمكان الحوثيين قصف السعودية باستعمال نظام الدفاع الجوي إس-75 الذي يطلق النار على الأهداف الأرضية.
وأوردت الصحيفة أنه في أوائل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، هاجم الحوثيون الرياض، وكان من المفترض أن يصل الصاروخ إلى المنطقة التي يقع فيها مطار الملك خالد الدولي.
ولكن، أكدت وسائل الإعلام السعودية أن نظام الدفاع الجوي في المملكة تمكن من التصدي للصاروخ. كما ذكر التحالف العسكري السني أنه تم إسقاط الصاروخ على بعد خمسة كيلومترات من شمال الرياض. ولكن، أشارت صحيفة نيويورك تايمز، وفقا لمصادرها الخاصة، إلى أن الصاروخ الحوثي تمكن من الوصول إلى وجهته.
وذكرت الصحيفة أن السعودية تدخلت في النزاع اليمني سنة 2015، بعد أن استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء.
وعلى إثر ذلك، بدأ التحالف العسكري العربي في قصف مواقع الحوثيين في آذار/ مارس 2015. وفي الوقت الراهن، بات الصراع اليمني يشبه إلى درجة كبيرة الأزمة السورية، التي دمرت البنية التحتية واقتصاد البلاد، كما انقسمت الدولة إلى عدة مناطق خاضعة لسيطر الجماعات المسلحة.
اقرأ أيضا : كيف أثبت صاروخ الحوثي نحو الرياض فشل ابن سلمان باليمن؟
وأوضحت الصحيفة أن الحوثيين يعتبرون من بين الجماعات المسلحة الأقوى في اليمن، إلى جانب الجماعات الموالية لعشيرة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الحليف السابق للحوثيين الذي تم اغتياله في أوائل شهر كانون الأول/ ديسمبر.
أما الجماعة المؤثرة الثالثة في اليمن فهي الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وحيال هذا الشأن، أورد المحاضر في قسم العلوم السياسية في المدرسة الروسية العليا للاقتصاد، غريغوري لوكيانوف: "لا أعتقد أن إطلاق صاروخ باليستي ضد الرياض قد يؤدي إلى تصعيد الصراع في اليمن".
تعد إستراتيجية عزل إيران من أهم شروط حفظ الأمن في المملكة. ووفقا للخبير، قد تستعمل المملكة الهجمات الأخيرة في هذا الاتجاه.
وأضاف قائلا: "لا يعتبر هذا مستغربا، فقد حصلت مثل هذه الهجمات من قبل، ناهيك عن أن هدف الحوثيين الرئيسي ليس إلحاق أضرار مادية جسيمة بالطرف السعودي، وإنما التأثير الرمزي والإعلان عن استعدادهم وقدرتهم على شن حرب ضد أي طرف".
وأكدت الصحيفة أنه من الممكن أن تستخدم وسائل الإعلام والشخصيات العامة في المملكة مسألة الهجمات الصاروخية ضد السعودية لتشويه صورة إيران.
ومن هذا المنطلق، قد يقع تحميل إيران مسؤولية ما يحصل في اليمن، والعراق، والبحرين نظرا لأنها مناطق قريبة من حدود المملكة، ويقطن بها الشيعة.
لذلك، تعد إستراتيجية عزل إيران من أهم شروط حفظ الأمن في المملكة. ووفقا للخبير، قد تستعمل المملكة الهجمات الأخيرة في هذا الاتجاه.
اقرا أيضا : كم بلغت مخصصات السعودية العسكرية والأمنية بموازنة 2018؟
وفي الختام، بينت الصحيفة أنه من الواضح أن الهجمات الأخيرة لن تفضي إلى أي تطورات كبيرة في الوضع اليمني.
وفي هذا السياق، قال الخبير الروسي رسلان ماميدوف: "لا تزال الأزمة مستمرة في اليمن، بالتزامن مع إعلان المنظمات الإنسانية الدولية عن مدى خطورة الوضع الإنساني".
كما يبدو أن قتل عبد الله صالح قد ساهم في إضعاف موقف الحوثيين، ولكن هذا لا يعني أن موقف السعوديين بات الأقوى في اليمن.
كيف يرى السعوديون ولي عهدهم محمد بن سلمان؟
هل تنذر الأحداث الجارية في اليمن باندلاع حرب كبرى؟