ذكرت صحيفة "الغارديان" أن 350 شخصية بارزة، بينهم ستة من الحائزين على جائزة نوبل للسلام، وقعوا على بيان يدعو قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى وقف الكارثة الإنسانية في اليمن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن البيان، الذي وقع عليه النجوم والسياسيون والجنرالات والفنانون، جاء بعد أن تعدت الحرب، التي تقودها السعودية على المتمردين الحوثيين، يومها الألف، حيث طالب الموقعون قادة الدول الغربية بالتوقف عن "إثارة لهيب الحرب"، واستخدام مقاعدهم في مجلس الأمن الدولي ليكونوا وسطاء سلام.
وتلفت الصحيفة إلى أن من الذين وقعوا على البيان الفنانة الفرنسية جولييت بينوش، وتشارلوت رامبيلنغ، وبيتر غابرييل، بالإضافة إلى قادة سياسيين ودينيين، في وقت حذر فيه مديرو وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في اليمن من وصول الوضع هناك إلى حالة الكارثة.
ويورد التقرير نقلا عن البيان، قوله: "إن كنتم لا تريدون عبئا جديدا وتحمل مسؤولية حياة آلاف الأطفال اليمنيين فإنه حان الوقت للتحرك الآن، ولا يمكن لليمن أن ينتظر أكثر... ومن أجل منع المزيد من الكوارث والمجاعة، فإن اليمن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الحصار على وصول المواد الغذائية والوقود والمواد الطبية، والاستثمار في السلام الشامل".
وتبين الصحيفة أن هذا النداء جاء في وقت قالت فيه وزيرة التنمية الدولية بيني موردندت، إنها ستقوم بمتابعة التطمينات والتعهدات التي قدمت لها شخصيا من القادة السعوديين، من أنهم سيتوقفون عن عرقلة المواد الإنسانية والمساعدات التجارية التي ترسل إلى الموانئ الغربية في اليمن، ما زاد من الأزمة الإنسانية.
وبحسب التقرير، فإن السعوديين يزعمون أن نظام الرقابة على مرور البضائع والمواد الذي تشرف عليه الأمم المتحدة متساهل، وأنه يتم نقل بعض المواد الغذائية للمتمردين الحوثيين، وهو ما تنفيه الأمم المتحدة.
وتورد الصحيفة نقلا عن وزارة التنمية الدولية البريطانية، قولها إنها تلقت تطمينات بعد لقاء في الرياض، من أن المساعدات الإنسانية لكل من ميناء الحديدة والصليف ستزداد، بسبب تسريع عمليات مرور البضائع من خلال التعاون بين الأمم المتحدة وقوات التحالف الذي تقوده السعودية، مشيرة إلى أنه تم تأكيد هذه التطمينات قبل تصريحات موردندت وبعدها بأنها ستقوم بمتابعتها، حيث "أصبح هذا الموضوع محل توتر بين دولتين تتمتعان بعلاقة قوية في العادة".
وينوه التقرير إلى أن اليمن يعيش حربا أهلية مدمرة، التي دخلت يومها الألف هذا اليوم الثلاثاء، مشيرا إلى أن هناك شجبا دوليا للأساليب التي تستخدمها السعودية ضد المتمردين الحوثيين، فيما ينظر إليها على أنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، حيث اتهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب وفساد ووحشية.
وتقول الصحيفة إن موردونت زارت جيبوتي؛ للحديث مع عمال الإغاثة حول الفشل في توزيع المساعدات داخل اليمن، حيث قالت إنها استمعت لتقارير مروعة عن نقص المواد الغذائية، وناقشت الطريقة التي يقوم فيها فريق التفتيش التابع للأمم المتحدة بمراقبة حركة البضائع على الموانئ اليمنية، بالترافق مع قوات التحالف السعودية؛ للتأكد من عدم وجود أسلحة للحوثيين تم تهريبها من خلال المساعدات الإنسانية، لافتة إلى أن السعوديين اتهموا بعرقلة مرور المواد الغذائية بسبب البيروقراطيات الشديدة.
ويفيد التقرير بأن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون تحدث في مجلس العموم الأسبوع الماضي، قائلا إنه حذر السعوديين من استخدام التجويع وسيلة في الحرب، و"لا يظهر أن تحذيراته تركت أثرها على السعوديين من أجل تسريع عملية مرور الأغذية والمساعدات الإنسانية".
وتؤكد الصحيفة أن تصريحات وزيرة التنمية الدولية البريطانية لم تتهم السعوديين مباشرة بخرق قانون المساعدات الإنسانية، حيث قالت: "من الواضح أنه عندما تقوم باستخدام التجويع وسيلة للحرب فإنك تقوم بخرق قانون المساعدات الإنسانية الدولي، وما رأيته في زيارتي هو أن ما تم وقفه هو المساعدات"، وأضافت "أتفهم أهمية علاقتنا مع السعودية، لكننا لا نساعد هذه العلاقات عندما لا نتحدث عن الواقع".
ويشير التقرير إلى أن انتهاك قانون المساعدات الإنسانية يعد الشرط الذي يقرر بناء عليه الوزراء إصدار تراخيص بيع سلاح للسعودية، منوها إلى أن موردونت أكدت أن الأخطاء ترتكب من الطرفين في الحرب الأهلية اليمنية، وذلك في معرض إعلانها عن زيادة 50 مليون جنيه إسترليني في المساعدات الإنسانية.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن الحرب في اليمن توصف بالكارثة الإنسانية الأكبر في العالم، وأعلن جونسون أن حلها هو الأولوية بالنسبة له.
التايمز: كيف أفشل الحوثيون خطة المحمدين؟
أتلانتك: هل يبعث مقتل صالح برسالة للديكتاتوريين الآخرين؟
ميدل إيست آي: هل سينتج عن مقتل صالح انهيار حوثي سريع؟