بعد اختيار مصر بالمجموعة الأولى في مونديال روسيا 2018، بجانب كل من روسيا والسعودية وأوروجواي، هل تحضر السياسة مع كرة القدم؟
الرز الخليجي.. والجاكت الروسي
وضع مصر إلى جانب السعودية البلد الشقيق، وروسيا البلد المنظم للبطولة، زاد من الحضور السياسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باتهام النظام ببيع المباريات للسعودية، كما فعل بـ(تيران وصنافير)، وتنازله عن السيادة في المطارات العسكرية لروسيا.
من جانبه، أشار المعارض المصري بأمريكا، محمد شوبير، إلى طريقة النظام المادية في التعامل مع كل المواقف، قائلا: "المهم ماتش مصر والسعودية، هما خدوا (تيران وصنافير) بـ2 مليار دولار، طيب يأخذوا الثلاث نقاط بتوع الماتش بكام".
وأعلن الناشط السياسي محمد نبيل مخاوفه، قائلا: "مصر بمجموعة واحدة مع السعودية، خايف السيسي يبيع الماتش"، فيما سخر أدهم خضر، قائلا: "السعودية تعلن امتلاكها وثائق تثبت أحقية المملكة في محمد صلاح، والدليل أن ابنته اسمها مكة".
وقال الكاتب الصحفي، علاء طه: "سنحتفل بصعود مصر للدور الـ16 على جزيرتي (تيران وصنافير) المصريتين"، فيما تساءلت ماجدة أبو عثمان قائلة: "مصر لما تقابل السعودية بكأس العالم، سكان (تيران وصنافير) هيشجعوا مين؟".
أما الكاتب الصحفي عبده الحنفي، فكتب: "مصادفة قدرية؛ مصر تقابل السعودية بكأس العالم بالذكرى الأولى لتصديق السيسي على التنازل عن (تيران وصنافير)".
وحول موقعة مصر وروسيا بكأس العالم، كتب الإعلامي ماجد توفيق، "مصر ما بين الرز الخليجي.. والجاكت العسكري الروسي.. تلعب"، موضحا بقوله: "يتساءلون جميعا ضحكا هل سيبيع النظام المصري المباراة للسعودية؟"، مضيفا: "وأنا أقف متعجبا أنهم نسوا السؤال الأخطر: بل هل سيبيع النظام المصري المباراة لروسيا بعد أن باع لها حق انتفاع الطيران الروسي للقواعد المصرية؟"، متابعا: "يا سادة، إن كان النظام أكل الرز الخليجي، فاعلموا أننا ما زلنا لم ندفع ثمن الجاكت الذي ألبسنا إياه بوتين".
وتحت عنوان "جايلك يا موسكو"، أشار الإعلامي محمد صلاح الزهار إلى أزمة السياحة الروسية في مصر، وقال ساخرا: "هذا وقالت مصادر عليمة إن مشاركة مصر بكأس العالم في روسيا، ستحقق قفزا على مشكلة توقف السياحة الروسية، وسيتوجه المصريون للقاء السياح الروس وجها لوجه؛ لإقناعهم بزيارة مصر".
مكافأة للسيسي على خدماته
وحول حضور السياسة في مجموعة مصر بكأس العالم، قال الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية، الدكتور السيد أبو الخير، إن "السياسة ليست بعيدة عن الرياضة، بل الرياضة من آليات السياسة، وتستخدم لتخدير الشعوب وإلهائها عما يدبر ويحاك لها من مؤامرات".
أبو الخير أضاف لـ"عربي21": "ويؤكد دور السياسة في الرياضة أن البطولات العربية لا تحظى بالاهتمام كما تحظى البطولات الأفريقية التي يركز عليها الإعلام المحلي والإقليمي والدولي، حتى (فيفا) لا تعير البطولات العربية اهتماما، وذلك لمنع قيام وحدة عربية".
وعن مجموعة مصر بالمونديال الروسي، أكد أبو الخير: "لست أول من لاحظ دور السياسة في القرعة"، واصفا إياها بأنها "تحالفات سياسية وليست مجموعة رياضية"، معتقدا "أن القرعة وما نتج عنها من مجموعة مصر سياسية أكثر منها رياضية، خاصة مع توقيع اتفاقية تبيح للجيش الروسي استخدام المجال الجوي المصري كاملا، دون أدنى حدود أو احترام للأمن القومي المصري الذي تهدد كثيرا بهذه الاتفاقية".
وقال: "يبدو من القرعة أنها مكافأة لنظام الانقلاب على ما قدمه من خدمات، خاصة لروسيا التي تتحكم الآن في المطارات المدنية والعسكرية أرضا، وأيضا في كامل المجال الجوي المصري".
وتابع: "وما زلت أقول إن القرعة أقرب للسياسة منها للرياضة؛ فهي عبارة عن تحالفات سياسة وليست مجموعة رياضية، وما وضع الأورجواي بالمجموعة إلا ذر للرماد بالعيون، فأورجواي وروسيا والسعودية أضعف مجموعتهم طبقا لتصنيف فيفا"، مؤكدا "أنهم يريدون أي انتصار للانقلاب مكافأة له عما قدمه من خدمات".
مصادفة القرعة
وعلى الجانب الآخر، يرى الكاتب الصحفي، إبراهيم فايد، أنه "لا توجد بالطبع أي صلة بين السياسة والرياضة، ولا بد أن نفصل بينهما، خاصة في مثل تلك الأمور الدولية التي تديرها الفيفا، وهي مؤسسة مستقلة على ما أعتقد".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف فايد أن "اختيار الفرق المشاركة بكأس العالم وتصنيفها بمجموعات أتي مصادفة، وفق القرعة التي تم إجراؤها على الهواء دون أدنى شك أو خداع أو تزييف".
وأوضح أنه "ورغم أن الواقع السياسي يشير لاحتمالية حدوث كل شيء، إلا أن الأمر ما زال أبسط من أن يتم استغلال قرعة كأس العالم في أمور سياسية بحتة، رافضا ما يثار من توقعات عن وقوع مؤثرات سياسية أثناء خوض البطولة، بقوله: "لا أتوقع أن الفيفا تسمح بإقحام السياسة بالرياضة، وهي مؤسسة جادة وصارمة قراراتها، ولا تخضع لمغريات ولا ضغوط الدول كما اعتدنا منها بمواقف وقرارات عديدة من قبل".
ولكن يعتقد فايد أنه "يمكن حدوث مناوشات سياسية بشعارات وألفاظ وهتافات بين جماهير المنتخبات التي تحمل عداوات أو خلافات سياسية، لكن على المستوى الدولي لن تخاطر أي دولة بتشويه سمعتها في مجال مفتوح كهذا".