تحدثت صحفية إسرائيلية، في تقرير نشرته اليوم، عن دوافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإيجاد "حل معقول" للقضية الفلسطينية في إطار سعيه لإنجاز "الصفقة الشاملة" في المنطقة.
وأوضحت الكاتبة الإسرائيلية تسفيا غرينفيلد، أن الرئيس الأمريكي ترامب والروسي فلاديمير بوتين، يتصرفان في منطقة الشرق الأوسط، وكأنهما "يقسمان مناطق سيطرتهما وفقا لمصالحهما الاقتصادية فقط".
وأشارت في تقرير لها بصحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن ترامب الذي يتعامل كـ"رجل أعمال، يسعى لإقامة علاقات جيدة مع بوتين"، مؤكدة أنه في حال "كانت روسيا تستطيع أن تكسب من الاستثمارات الضخمة في سوريا في فترة إعادة الإعمار، فأمريكا تستطيع أن تكسب من الاستثمارات الضخمة في السعودية، المنوي تنميها في ظل حكم ولي العهد الشاب محمد بن سلمان".
لكن "الصفقة الشاملة"، وفق غرينفيلد، "تحتاج إلى تغيير في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما دفع ترامب إلى أن يعلن فجأة أنه سيؤيد ويدفع لعقد اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين"، منوهة إلى أن "خطوته الثانية كانت في السعودية، بعدما تبين أن ولي العهد الذي قرر بناء السعودية الحديثة، هو الحاكم الفعلي الجديد للمملكة".
ونوهت إلى أن "المرحلة القادمة في الخطة؛ كانت مرتبطة على ما يبدو بإقصاء رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري من منصبه، وإعلان محمد بن سلمان أن لبنان لن يسمح له بالتعاون مع حزب الله".
اقرأ أيضا : ديلي بيست: صفقات سلاح بأرقام قياسية للسعودية بعهد ترامب
وبينت الكاتبة الإسرائيلية، أن "الخطوات القادمة في الخطة تحتاج لتدخل إسرائيلي، رغم تعهد روسيا على ما يبدو بالتصدي بدرجة معينة لإيران وبالتالي تم تنظيم اللقاء في مدينة سوتشي"، مؤكدة أن "السعودية لا تثق بروسيا، وتفضل التحالف مع إسرائيل".
الفرصة المتاحة
وهكذا "تبين فجأة، أن رئيس الأركان غادي ايزنكوت منح لقاء لموقع سعودي، وأعلن عن استعداد إسرائيل للتعاون مع الدول العربية المعتدلة"، وفق غرينفيلد التي أضافت: "ومن هنا يتضح لماذا أصبح الاتفاق مع الفلسطينيين قضية ملحة على جدول أعمال ترامب".
وتابعت: "كما يبدو فإن الرياض، لا تستطيع تشكيل تحالف مع إسرائيل دون حل معقول للمشكلة الفلسطينية، وبما أن إسرائيل ترفض منح الحقوق الكاملة لجميع الفلسطينيين فيها، فإنه لا يبقى إلا حل الدولتين بهذه الصيغة أو تلك، وهذا ما سيحدث على الأرجح".
وقدرت الكاتبة، أنه "يمكن لإسرائيل والسلطة الفلسطينية الاحتجاج على الخطة، لكن لا ولن تملك أي منهما أي خيار"، لافتة أن "السعودية الآن (العرق بعد ذلك) هي الفرصة التجارية الأهم لترامب وكذلك للاقتصاد الأمريكي، من السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بتخريب الخطة".
في حين من الممكن، أن "تتعاون روسيا إذا تم التجاوب مع مصالحها، ومن المحتمل أن يستمر الضغط في الشمال، حتى تفهم إسرائيل التلميح"، وفق غرينفيلد التي رأت أن "من لا يعتقدون أن ترامب قادر على تخطيط مثل هذه التحركات طويلة الأمد، يفوتون فرصة رؤية التاريخ في حالة تشكُله".