كشف مصدر يمني عن بلاغ تلقته إدارة ميناء عدن (جنوبي البلاد) من الخط الملاحي الصيني، بإلغاء رحلاته التجارية القادمة إلى الميناء، بعد قيام قوة عسكرية مدعومة من الإمارات بمنع سفينة صينية من إفراغ حمولتها الأربعاء.
وقال المصدر الذي يعمل في ميناء عدن، رفض الكشف عن اسمه لـ"عربي21"، إن قوة قدمت من معسكر التحالف في مدينة عدن، اقتحمت الميناء، ومنعت سفينة صينية من إفراغ حمولتها، وأجبرتها على المغادرة.
وأضاف المصدر أن إدارة الميناء لا تعلم الأسباب وراء هذا التدخل من قبل تلك القوة التي تدعمها "أبوظبي"، والذي أفضى إلى مغادرة السفينة الصينية التجارية، على الرغم من حصولها على ترخيص من غرفة عمليات التحالف، التي تتولى الإشراف على الموانئ اليمنية.
وأكد المصدر أن السفينة الصينية خضعت لإجراءات التفتيش في ميناء مدينة جدة السعودية، قبل أن تغادره إلى ميناء عدن.
وبحسب المصدر العامل في الميناء اليمني، فإن قيادة الميناء تلقت بلاغا من الخط الملاحي الصيني بعد هذه الحادثة، بأنه قرر إيقاف أي رحلات تجارية إليه؛ بسبب المخاطر التي تعرضت لها السفينة التجارية التابعة لها، الأربعاء. لافتا إلى أن البلاغ الصيني أفاد بأن إجبار السفينة على مغادرة الميناء عرضه لخسائر فادحة.
وتعد هذه الرحلة التجارية الأولي لسفينة صينية نحو ميناء عدن، الذي تتحكم به الإمارات منذ قرار تعليقها الرحلات إليه في العام 2015، جراء التدهور الأمني في المدينة الساحلية.
وتشير المعلومات إلى أن الشركة الصينية لهندسة الموانئ قدمت عرضا، في العام 2013، للحكومة اليمنية بتمويل مشروع "تطوير ميناء عدن"، عبر قرض من بنك التصدير والاستيراد الصيني، تم التوقيع على تنفيذ المشروع في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام ذاته، بين مؤسسة موانئ خليج عدن والشركة الصينية في العاصمة بكين.
وتنص الاتفاقية على أن تتولى الشركة الصينية مهمة "تعميق وتوسعة حوض استدارة السفن، وتركيب رافعات جسرية عملاقة ورافعة حاويات متنقلة وقاطرات عملاقة لنقل الحاويات للمرحلة الأولى من الرصيف؛ لرفع قدرة المناولة حتى 1.5 مليون حاوية في العام بإضافة 500 ألف حاوية.
فضلا عن ذلك، إنشاء ملحقات أخرى، تتمثل في بناء ساحة خزن للحاويات، ومرافق خدمية، ومبان إدارية، وورشة مركزية للصيانة العامة.
وقد توقفت حركة الملاحة في أهم مرافئ اليمن منذ استيلاء المتمردين الحوثيين على عدن أواخر آذار/ مارس 2015، وفرار الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السعودية.
وكانت الحكومة اليمنية قد ألغت، في العام 2012، عقدا يمنح حق إدارة ميناء عدن لشركة "موانئ" دبي العالمية، التي تدير أكثر من 70 ميناء حول العالم، والمملوكة لإمارة دبي، لمئة عام قادمة، كانت وقعته في العام 2008 مع نظام الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح.