صحافة دولية

التايمز: بوتين ينسب الانتصار على تنظيم الدولة لنفسه

التايمز: وناقش الأسد وبوتين التسوية السياسية في سوريا- أ ف ب

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها ريتشارد سبنسر، يقول فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر الانتصار في سوريا ضد تنظيم الدولة انتصاره. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ذلك جاء بعد زيارة سرية قام بها رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى منتجع سوتشي على البحر الأسود، حيث استخدم بوتين المقابلة لإعلان النصر على تنظيم الدولة. 

 

ويقول سبنسر إنه لم ترشح المعلومات عن زيارة الأسد إلا من خلال الإعلام الروسي الرسمي، بعد مغادرة الأسد روسيا، التي أكدها لاحقا الإعلام السوري.

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن المناسبة تم تقديمها من أجل إظهار بوتين بصفته عراب القوة في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن بوتين قدم الجنرالات الروس لرئيس النظام السوري، وقال إنهم أدوا دورا "في حماية سوريا". 

 

ويورد التقرير نقلا عن الإعلام الروسي، قوله إن بوتين ناقش الوضع في سوريا من خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

 

ويلفت الكاتب إلى أن لقاء يوم الاثنين والتحركات الروسية امس جاءت تحضيرا للقاء الثلاثي المنعقد اليوم في المنتجع ذاته بين بوتين ورئيسي كل من تركيا وإيران، حيث سيخبرهما بالوضع وبالدعم المقدم من موسكو للنظام السوري. 

 

وتذكر الصحيفة أن الأسد أكد أنه يريد إعادة سوريا كلها إلى سيطرته، ما يعني هزيمة المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا ومنطقة أمنية أقامتها تركيا غربي نهر الفرات شمال سوريا. 

 

ويفيد التقرير بأن بوتين لم يعبر عن استعداده لإرسال قوات جديدة لمواجهة مع أمريكا، إلا أن الإعلام الأمريكي ذكر أن الرئيس الروسي حذر نظيره السوري، وطالبه بتحرك جاد على ملف العملية السلمية، وقال بوتين: "بالنسبة لعمليتنا المشتركة لهزيمة الإرهابيين فإن هذه العملية تقترب من نهايتها"، وأضاف: "أنا سعيد لاستعدادك العمل مع كل طرف يريد السلام والتسوية". 

 

ويورد سبنسر أن بوتين أكد أن مناطق خفض التوتر، التي رعتها بلاده مع إيران وتركيا، ستقود إلى محادثات السلام في جنيف، منوها إلى أن عملية جنيف فشلت، إلا أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قال إن القوات الأمريكية ستظل موجودة في سوريا حتى تنتهي العملية السلمية التي ترعاها الأمم المتحدة. 

 

وتبين الصحيفة أن فصائل معارضة سورية التقت في السعودية في وقت شهدت فيه الهيئة العليا للمفاوضات استقالات واسعة، وعلى رأسها استقالة رياض حجاب، إشارة إلى أنه تعرض لضغوط ليعدل  من مواقفه المطالبة برحيل الأسد. 

 

وينوه التقرير إلى أن لقاء سوتشي يعد المرة الثانية التي يغادر فيها الأسد سوريا منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011، حيث غادر في عام 2015إلى موسكو، حين حصل على دعم روسي لإرسال قوات روسية لهزيمة المعارضة. 

 

ويجد الكاتب أن "القمة الثلاثية في سوتشي تشبه قمة يالطا بعد الحرب العالمية الثانية، وستؤدي إلى رسم منطقة شهدت الحروب والنزاعات، وهناك فرق بين لقاء بوتين- أردوغان- روحاني وبين القمة التي جمعت ستالين- روزفلت- تشرتشل عام 1945، فليس من الواضح أن ثلاثي سوتشي كانوا يقاتلون الحرب ذاتها، وعما إذا كانوا ربحوها، وحتى إن كانوا حلفاء، فكل طرف ربح شيئا، فبوتين أمن التأثير الروسي في سوريا، وأقامت إيران ممر تأثير عبر الشرق ومنعت سقوط الأسد، فيما منعت تركيا سيطرة الأكراد على معظم حدودها مع سوريا". 

 

وترى الصحيفة أن "المشكلة أن أهداف هذه الدول غير متوافقة، فروسيا وإيران تريدان من الأمريكيين الخروج من أجزاء سوريا التي تسيطر عليها مع حلفائها الأكراد، وترى روسيا أن هذا يعني صفقة منطقة مستقلة مع الاكراد، وهو ما ترفضه تركيا، التي لن تقبل بمحور مستقل على حدودها يديره فرع تابع لحزب العمال الكردستاني، الذي تخوض معه حربا على أراضيها". 

 

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم إخبار بوتين الأسد بأن المعركة لهزيمة الإرهابيين تقترب من نهايتها، إلا أنه واع بحروب أمريكا الأخيرة، حيث انتهت الحرب العالمية الثانية بالنصر لأن الذين خسروها استسلموا، ولم يعبر الخاسرون في الشرق الأوسط عن استعداد لتقبل الخسارة.