نشرت صحيفة "
البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن السيناريوهات المحتملة للأزمة السياسية الألمانية، على خلفية فشل محادثات تشكيل ائتلاف في البلاد. في الأثناء، مهدت هذه التطورات إلى تفشي حالة من عدم اليقين وتوترات سياسية في ألمانيا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الرئيس الاتحادي، فرانك فالتر شتاينماير، يلعب دورا قياديا في صلب الأزمة الألمانية الحالية. ومن السيناريوهات المحتملة، تنظيم انتخابات جديدة، أو تكوين حكومة أقلية، علما أنه ليس من المحتمل تكوين ائتلاف كبير لتشكيل الحكومة الألمانية.
وأضافت الصحيفة أن نتائج الانتخابات الألمانية الأخيرة تركت مجالا ضئيلا للمناورة. وقد فازت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في الانتخابات، لكن دون أغلبية كافية للحكم. علاوة على ذلك، كان ما يسمى ائتلاف جمايكا، الذي انتهى بالانهيار، التحالف الوحيد القادر على الصمود لتشكيل حكومة برلين على ضوء نتائج انتخابات أيلول/ سبتمبر الماضي. وفيما يلي سنعرض السيناريوهات المحتملة للأزمة السياسية الألمانية.
وذكرت الصحيفة أن السيناريو الأول يتمثل في إقامة انتخابات جديدة. وتفرض هذه الخطوة على الألمانيين خوض تجربة فريدة من نوعها، تاريخيا، على الساحة السياسية الألمانية. عموما، يعد هذا الخيار في هذه المرحلة قابلا للتنفيذ أكثر من غيره في ظل انهيار المفاوضات.
أما بالنسبة لميركل، التي تعد رئيسة الحكومة المباشرة، فلا يمكنها اقتراح تصويت ثقة أو حل البرلمان. وحسب ما تنص عليه المادة 63 من الدستور الألماني، يعد الرئيس الاتحادي المسؤول عن إجراء انتخابات جديدة.
وأضافت الصحيفة أن هذا الخيار يفرض على الرئيس الاتحادي، فرانك فالتر شتاينماير، أن يقترح على البرلمان مرشحا جديدا لمنصب المستشار الألماني. وفي حال لم يحصل هذا المرشح على أغلبية مطلقة من الأصوات في البرلمان، يمكن للبرلمان التصويت مرة أخرى لاختيار المستشار الجديد في مدة أقصاها 14 يوما. وفي حال لم يحظ المرشح الثاني على الأغلبية اللازمة، يتم إجراء تصويت للمرة الثالثة. وفي مرحلة موالية يفوز المرشح الذي حظي على نسبة أصوات أكبر، من بين هؤلاء المرشحين الثلاثة، بمنصب المستشار الألماني.
وفي حال حصل هذا الفائز على أغلبية بسيطة، فعلى الرئيس الاتحادي أن يعين هذا المرشح في منصب المستشار، أو يختار حل البرلمان في غضون سبعة أيام. وفي حال اختيار حل البرلمان، يجب على الرئيس الاتحادي الإعلان عن إجراء انتخابات جديدة في غضون 60 يوما. وفي الأثناء، تخشى الأحزاب الألمانية أن يصبح اليمين المتطرف المستفيد الأكبر في حال تنظيم انتخابات جديدة.
وأوردت الصحيفة أن السيناريو الثاني المحتمل يقتضي تشكيل حكومة أقلية. وفي حال تمتعت ميركل في التصويت النهائي للبرلمان بتأييد أغلبية بسيطة من النواب الألمان، فمن الممكن أن يعين الرئيس فرانك فالتر شتاينماير ميركل في منصب المستشارة لحكومة أقلية. لكن، ينظر إلى هذا الخيار في ألمانيا على اعتباره مصدرا لعدم الاستقرار. علاوة على ذلك، ليس من المرجح أن يتجسد هذا السيناريو على أرض الواقع.
وبينت الصحيفة أن السيناريو الثالث يستوجب إقناع الديمقراطيين الاشتراكيين، الذين حصلوا على ثاني أكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات الماضية، بإعادة تشكيل ائتلاف كبير مع ميركل. ويعد هذا الخيار الأكثر ملائمة لاستعادة الاستقرار في صلب حكومة برلين. خلافا لذلك، رفض الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني هذا المقترح إلى غاية هذه المرحلة.
وكشفت الصحيفة أن الحزب الديمقراطي الاجتماعي امتنع عن تشكيل ائتلاف كبير مع ميركل، حيث يعتقد أن هذا التشكيل سيسمح لميركل بتحقيق مختلف مخططاتها، وسيؤدي إلى طمس الهوية السياسية للحزب. في الأثناء، تتواتر التكهنات بشأن إمكانية تشكل ائتلاف كبير، لكن مع الاستغناء عن ميركل.
وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن السيناريو الرابع يقتضي عودة الليبراليين إلى طاولة المفاوضات. وقد أثارت مقاطعة الليبراليين للمفاوضات انتقادات الخضر والمحافظين، في حين اتهموا بتهديد وزعزعة الاستقرار السياسي الألماني. في المقابل، من المستبعد جدا أن يراجع الليبراليون حساباتهم ويعودوا إلى طاولة المفاوضات.