سياسة عربية

"غسان سلامة" يغازل فلول القذافي.. لماذا الآن؟

هاجم المبعوث الأممي القبيلة في ليبيا واعتبرها منقسمة على نفسها- جيتي

أثارت تصريحات للمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، حول عودة "فلول" نظام القذافي للمشهد السياسي، ردود فعل وتكهنات حول مستقبل هؤلاء وخاصة سيف نجل القذافي.

 

وأكد سلامة أنه "يرجو عودة عدد من رموز نظام القذافي إلى العملية السياسية في البلاد، مضيفا أنه "من نقاط ضعف الاتفاق السياسي الليبي البارزة انغلاقه على نفسه، واعتباره ملكـا خــاصا لمناصريه".


تكهنات

 
وأوضح أنه سيعمل على "إفساح المجال لا فقط أمام أنصار النظام السابق بل وحتّى أمام أنصار المَلكيّة(نظام الملك إدريس السنوسي)، وسترون ذلك في المؤتمر الوطني، ولا يهمني ماضي الليبيين بقـــدر ما يهمّني مستقبل بلادهم"، حسب مقابلة مع مجلة "ليدرز" التونسية.


كما هاجم المبعوث الأممي القبيلة في ليبيا واعتبرها منقسمة على نفسها وأن كل شخص يدعي انه ممثل لقبيلة "فلان"، لذا ربما لن يشاركوا في المؤتمر الجامع كونهم منقسمين على انفسهم، حسب قوله.


وطرحت التصريحات من قبل سلامة عدة تساؤلات، من قبيل: ما سر مغازلة "سلامة" لفلول القذافي الآن؟ وماذا عن سيف القذافي ومصيره؟ وهل ستفرض الأمم المتحدة "أتباع القذافي" على الساسة الليبيين؟.


رغبة داخلية

 
وقال الصحفي الليبي، محمد العرفي، إنه "دعوة سلامة مؤيدي النظام السابق للمشاركة في المؤتمر الجامع ليس من عفو الخاطر، بل مؤكد أنها نتيجة لقاءات وحوارات أجرها المبعوث الأممي مع المكونات الاجتماعية في شرق البلاد وغربها وجنوبها".


وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أنه "بات لدى قطاع ليس بالقليل بما فيهم من حسبوا على انتفاضة فبراير (الثورة الليبية 2011) القناعة بمشاركة مؤيدي النظام السابق في أي تسوية سياسية تشهدها البلاد"، وفق رأيه.

 

اقرا أيضا : غسان سلامة: خطة الأمم المتحدة بليبيا أحرزت تقدما


وبخصوص هجوم "سلامة"، على القبيلة، أوضح العرفي أن "المبعوث الأممي لم يكن موفقا في تقدير الأسباب التي لا تؤهل القبيلة للمشاركة في المؤتمر، فالقبيلة غير مؤهلة للمشاركة في التسوية السياسية لا لكونها منقسمة على ذاتها بل لكونها مظلة اجتماعية لا علاقة لها بأي تسوية سياسية".


مشاركة مشروطة

 
وأشار الناشط السياسي الليبي، علي سعيد نصر، إلى أن "تصريحات سلامة ليست بجديدة فقد أوضح سابقا في خطته أنه سيعقد مؤتمر جامع يضم جميع التيارات الليبية وخاصة ما أسماهم بالتيارات المهمشة والتي استبعدت سابقا وكان يقصد أنصار النظام السابق".


وتابع في تصريحات لـ"عربي21"، أن "كلام المبعوث ليست مغازلة بقدر ما هي حقيقة أصبحت واجبة على إدخالهم في العمل السياسي، بشرط أن يقتنعوا بأنه لا عودة للوراء، وأن ينضموا إلى باقي التيارات في رؤيتهم لليبيا الجديدة"، حسب كلامه.


جس نبض

 
لكن المحلل السياسي الليبي، خالد الغول، راى من جانبه أن "غسان سلامة يتحدث من واقعية رأها في المتصدرين للمشهد حاليا وفي من حاورهم، وربما رأى أنه إذا استمر الأمر مع هؤلاء فلا نتيجة مرجوة، حيث الحوار في الاتفاق السياسي سيطر عليه التيارات التي فازت في الانتخابات السابقة".


وأكد في تصريح لـ"عربي21"، أن "مؤتمر سلامة الجامع سيكون هدفه "جس النبض" ومعرفة الآراء، ولن يكون من أجل تقرير شيء مستعجل، لكن إذا استمر الجميع في تهورهم ربما يختار المجتمع الدولي والدول الكبرى طريقا آخرا وسيكون غصبا عن الجميع"، وفق تقديره.