أعلن حاكم مدينة عدن، مساء الخميس، استقالته من منصبه، وشن هجوما شديدا على الحكومة الشرعية، واتهمها بالفساد.
وقال عبد العزيز المفلحي، في بيان استقالته التي رفعها إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، إنه وضع أوليات وأهدافا منذ تكليفه بالمنصب؛ لإنجازها كمرحلة أولى، تتمثل في "حل مشكلة الكهرباء، وتوليد الطاقة بالغاز، وإعادة بناء المؤسسات، وتفعيل جهازي القضاء والشرطة، بالإضافة إلى تحسين خدمات النظافة والماء والصرف الصحي، وإصلاح شوارع المدينة.
وأضاف أنه كان يأمل في دعم الحكومة التي يترأسها أحمد عبيد بن دغر، التي تتخذ من مدينة عدن مقرا لها، وتمكينه من إدارة شؤونها، لكن ما حدث هو العكس.
وبحسب المفلحي، فإنه ذهب إلى مدينة عدن بعزيمة جبارة، مدركا للمعركة الكبيرة التي سيخوضها بالعقل والإرادة وحسن التدبير، إلا أنه وجد نفسه في حرب ضارية مع معسكر كبير للفساد، كتائبه مدربة، وحصونه محمية بحراسة يقودها رئيس الحكومة ابن دغر.
وكان ابن دغر قد كلف في الأسابيع الماضية، وكيل أول محافظة عدن، أحمد سالم ربيع، بتسيير أعمال المفلحي، حتى عودته، منذ مغادرته المدينة الجنوبية قبل نحو شهرين تقريبا.
واتهم رئيس الوزراء بالفساد "الذي ملئت روائحه الكريهة أجواء اليمن ومدنا شتى في العالم، وأصاب البلاد بالبلاء".
كما هاجم محافظ عدن المستقيل ابن دغر بشدة، قائلا "إنه يخطف الماء من أفواه الناس، والضوء من عيونهم".
واستدل المفلحي بالرسالة التي وجهها ابن دغر إلى الرئيس هادي، التي كانت ردا على مذكرة قدمها إليه، حول عدم قانونية قيام الأول بسحب مبلغ (5.287.083.814) ريالا يمنيا، من حساب المحافظة إلى حساب وزارة الاتصالات في حكومته؛ بحجة تطوير الاتصالات وخدمة الإنترنت.
وقال إن حديث رئيس الحكومة عن تطوير الاتصالات في ظل انقطاع الكهرباء "مسخ وضلال"، يخفي مطامع ومفاسد، بل هو أمر يثير السخرية.
وأكد أن تحويل المبلغ من حساب المحافظة بهذا الشكل، وتجاهل المخول بهذا الحساب، وهو مدير عام المالية ومحافظ محافظة عدن، يعدّ مخالفة قانونية تستدعي المساءلة أمام الجهات القضائية، وهو
"حق أريد به باطل".
وتطرق للأوضاع المتدهورة التي تعيشها مدينة عدن، رغم أنها تمتلك مقومات اقتصادية كبيرة وهائلة، أبرزها ميناء عدن. لافتا إلى أنها بحاجة ماسة إلى وضع الخطط والبرامج الفاعلة؛ لجذب رؤوس الأموال والمستثمرين ورجال الأعمال، ولكن وسط استمرار عراقيل الحكومة.
وسرد حاكم عدن المستقيل أبرز الإنجازات التي قام بها خلال فترة توليه قيادة السلطة المحلية، أبرزها ترميم وإعادة تأهيل عدد من المرافق الحيوية، منها مقار وزارية وأمنية، ومعسكرات، ومشاريع أخرى في قطاع المياه والصرف الصحي، وصيانة بعض الطرقات، وإنارتها، وتشجيرها.
وتولى عبدالعزيز المفلحي منصب محافظ عدن، خلفا للواء عيدروس الزبيدي، الذي أقاله الرئيس اليمني نهاية نيسان/ إبريل الماضي.
ووصل المفلحي إلى عدن قادما من الرياض في أيار/ مايو الماضي، مرتين، غادرها في المرة الأولى بعد يومين من وصوله إليها، ثم عاد إليها في نهاية الشهر ذاته، ليغادرها من جديد في آب/ أغسطس الماضي، صوب العاصمة السعودية.
تفجير يستهدف صحيفة بعدن والمقاومة تتقدم وسط اليمن
بعد انتقادات حقوقية.. التحالف العربي يسمح بفتح ميناء عدن
انتحاري ثان يفجر نفسه وسط سجناء بعد تجدد الاشتباكات بعدن