صحافة دولية

بعد كتالونيا.. هذه المناطق تتطلع لإعلان استقلالها

اسكتلندا تحلم بالانفصال عن المملكة المتحدة- الأناضول

نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على المناطق والأقاليم التابعة للاتحاد الأوروبي، التي تتطلع إلى نيل الاستقلال التام عن دولها المركزية، في القريب العاجل، تيمنا بكتالونيا.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إسكتلندا من بين المناطق الساعية للاستقلال عن المملكة المتحدة، حيث كانت في السابق دولة سيادية مستقلة حتى سنة 1707.

 

إسكتلندا

 

وتمتلك إسكتلندا برلمانا منذ سنة 1998، يهتم بالشؤون الداخلية على غرار التعليم والصحة والعدالة، أما بالنسبة للشؤون الخارجية والدفاع، فتبقى من مهام لندن.

 

أما سنة 2014، فقد أجرت المحافظة الشمالية استفتاء الاستقلال، بموافقة لندن، لكنه قوبل بالرفض بنسبة 55 بالمائة من الأصوات.
 
وأفادت الصحيفة بأن القوميين حاولوا إحياء خططهم بخصوص الانفصال عن المملكة بعد التصويت على خروجها من الاتحاد الأوروبي، لكن طلبهم جوبه بالرفض من قبل أغلبية الاسكتلنديين.

 

وقالت: "في الواقع، أجبر المردود الانتخابي الذي سجله الحزب الوطني الاسكتلندي في الانتخابات التشريعية، في حزيران/ يونيو الماضي، رئيسة الوزراء الاسكتلندية، نيكولا ستيرجن، على تأجيل الاستفتاء الثاني إلى خريف سنة 2018، بعد المفاوضات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

 

وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن غالبية الاسكتلنديين لا يزالون يفضلون البقاء ضمن المملكة المتحدة.

 

إقليم الباسك

وأشارت الصحيفة إلى حركة استقلال إقليم الباسك، الذي كان مرفقا بالعنف المسلح، علما بأنه سجل اسمه في التاريخ الإسباني الحديث قبل كتالونيا.

 

ولم تهدأ الأوضاع في ذلك الإقليم إلا إثر الإعلان عن حل حركة هيري باتاسونا، الجناح السياسي لإيتا، في شهر كانون الثاني/ يناير من سنة 2013.
 
والجدير بالذكر أن هذه الجماعة الانفصالية، التي تم تصنيفها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، تعتبر مسؤولة عن مقتل 829 شخصا خلال أربعين عاما من العنف. كما أعلنت بنفسها في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2011 عن وقف عملها المسلح.
 
وأكدت الصحيفة أن الحركة الانفصالية الباسكية لم تختف، إذ أن الائتلاف الاستقلالي اليساري "أه بيلدو" يعتبر الآن ثاني أكبر قوة سياسية في الباسك بعد حزب الجبهة الوطنية، وهو حزب وطني معتدل يدعو إلى المزيد من الحكم الذاتي. وأفاد استطلاع رأي أجري في أواخر سنة 2016، بأن أقل من 20 في المئة من الباسكيين يريدون الاستقلال.
 
وتحدثت الصحيفة عن جزيرة كورسيكا الفرنسية التي تتميز بوضع خاص نظرا للجمعية المحلية التي تعطيها المزيد من الصلاحيات.

 

فبعد عقود من الهجمات، التي قادتها جبهة التحرير الوطني في كورسيكا، قامت هذه المنظمة المسلحة بتسليم أسلحتها في شهر حزيران/ يونيو من سنة 2014.

 

وعلى إثر التحالف بين الانفصاليين والاستقلاليين، أصبح القوميون عام 2015 يمثلون أول قوة سياسية على الجزيرة، على رأس الجمعية الإقليمية الكورسيكية.

 

إقليم الفلامندي
 
وتطرقت الصحيفة إلى الإقليم الفلامندي في بلجيكا، فالقومية الفلمندية التي تأسست في القرن 19، لم تكن أبدا في أوج قوتها كما هي عليه اليوم.

 

ففي عام 2014، عزز التحالف الفلمندي الجديد موقف الحركة القومية في البلاد إثر الانتخابات التشريعية، ليصبح حجر الزاوية للحكومة الفيدرالية اليمينية من الناطقين بالفرنسية "تشارلز ميشيل".
 
وأوردت الصحيفة أن التحالف الفلمندي الجديد، المؤيد لإنشاء جمهورية فلمندية مستقلة، يعتزم إحياء المسيرة نحو الاستقلال الذاتي سنة 2019 للمنطقة الناطقة بالهولندية، التي تعتبر أيضا أغنى منطقة في بلجيكا. كما دعا الحزب الوطني الفلمندي اليميني المتطرف "فلامز بيلانغ" إلى الاستقلال.

 

لومبارديا وفينيتو

 

وذكرت الصحيفة أن الوضع في شمال إيطاليا يشهد أحداثا مماثلة، حيث ستنظم كل من منطقة لومبارديا وفينيتو استفتاء استشاريا بتاريخ 22 تشرين الأول/ أكتوبر، من أجل التمتع بالمزيد من الاستقلالية عن حكومة روما.

 

اقرأ أيضا: إيطاليا.. مقاطعتان تمرران استفتاءين بتوسيع الحكم الذاتي

وفي هذا الصدد، سيطلب من مواطني هذه الأراضي الإجابة على السؤال التالي: "هل تريد تحويل أموال أقل من ضرائبك إلى مناطق إيطالية أخرى؟".
 
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن الاستفتاء سينظم من قبل حاكمي لومباردي وفينيتو، روبرتو ماروني ولوكا زايا، وكبار قادة الرابطة الشمالية، والحزب المناهض للمهاجرين والمناهض لليورو، الذي نادى في الماضي باستقلال بادانيا، وهي منطقة وهمية حول نهر" بو".

 

وفي حال الفوز، فإن ذلك من شأنه أن يعزز موقف حاكمي هاتين المنطقتين في المفاوضات مع روما.