سياسة دولية

ماذا وراء إغلاق الاحتلال شركات الخدمات الإعلامية بالضفة؟

الاحتلال يحاول شل الإعلام الفلسطيني في محاولة لطمس جرائمه المتكررة- جيتي الاحتلال يحاول شل الإعلام الفلسطيني في محاولة لطمس جرائمه المتكررة- جيتي
الاحتلال يحاول شل الإعلام الفلسطيني في محاولة لطمس جرائمه المتكررة- جيتي
يعمل الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر وحثيث، على محاولة "شل" كل ما يرتبط بالحالة الإعلامية الفلسطينية التي عملت وما تزال على فضح جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وفق ما أكده مختصون لـ"عربي21".

إخراس الصوت الحر

واقتحمت قوات كبيرة من الاحتلال فجر أمس، مقرات العديد من الشركات الفلسطينية التي تعمل في مجال تقديم الخدمات الإعلامية بالضفة الغربية المحتلة، وقامت بإغلاقها بـ"أمر عسكري" لمدة 6 أشهر، مع تأكيدات لـ"عربي21"، أنه قام بمصادرة كافة الأجهزة والمعدات الخاصة بتلك الشركات.

وجاء في بيان لجيش الاحتلال الذي عُلق على باب أحد الشركات واطلعت عليه "عربي21"، "تم إغلاق هذا الفرع، بعدما تبين انه نفذ وساعد بنشر التحريض.."، والشركات التي تم استهدافها بإغلاق العديد من مقراتها هي؛ "رامسات" و "ترانس ميديا" و"بال ميديا"، في حين أعترف الجيش أنه قام "بإغلاقها بعد مصادرة معداتها".

اقرأ أيضا: جيش الاحتلال يغلق مقرات شركات إعلامية ومطبعة بالضفة (شاهد)

وزعم جيش الاحتلال، أن هذه المؤسسات "تبث مواد تحريضية"، مصنفا قناتي الأقصى والقدس، المستفيدتين من خدمات تلك الشركات بأنها "غير مرخصة".

وأكد مدير مكتب قناة القدس الفضائية في غزة عماد الإفرنجي، أن الاحتلال "يقود حملة محمومة وغير مسبوقة بهدف إخراس وقمع صوت الإعلام الفلسطيني الحر".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "المؤسسات والقنوات الفلسطينية التي أصابها الإجرام الإسرائيلي، تمكنت من فضح جرائم الاحتلال ودحض روايته في المشهد الإعلامي بصورة عامة، وهذا ما أزعجه وأقلقه"، مطالبا الاحتلال بـ"التراجع عما ارتكبه من جرائم، وتعويض الشركات والمؤسسات الإعلامية عما لحق بها من ضرر كبير".

فضح جرائم الاحتلال

وتعليقا على مزاعم الاحتلال بأن قناتي القدس والأقصى الفضائيتين "غير مرخصة"، قال الافرنجي؛ "لسنا بحاجة لرخصة من الاحتلال للعمل في أرضنا الفلسطينية"، مضيفا: "هذا مدعاة للسخرية وعذر أقبح من ذنب".

وأوضح الإفرنجي الذي يرأس منتدي الإعلاميين الفلسطينيين، أن "القنوات الفضائية تعمل بشكل رسمي ومهني، وتنقل جرائم الاحتلال وكذلك تنقل صمود الشعب الفلسطيني للعالم، ولا يمكن القبول بأي تبرير من قبل قوات الاحتلال لهذه الحملة المسعورة".

وأضاف الإفرنجي: "لولا أن العالم تغاضى عن جرائم الاحتلال السابقة في ملاحقته للصحفيين وانتهاكاته المستمرة بحق الصحافة الفلسطينية، لما وصلنا لما وصلنا إليه اليوم".

ودعا جميع المؤسسات الدولية المعنية بالعمل الصحفي إلى "الوقوف وقفة حازمة وصادقة مع الإعلام الفلسطيني الذي يدافع عن الإنسانية متمثلة بالقضية الفلسطينية العادلة، وبالدعم والمساندة وفضح جرائم الاحتلال بحقه".

وطالب رئيس منتدي الإعلاميين الفلسطينيين، السلطة الفلسطينية بالعمل على "تقديم ملف قانوني واضح لمحكمة الجنايات الدولية فيما يتعلق بالإرهاب الذي تمارسه قوات الاحتلال بحق الصحافة والصحفيين الفلسطينيين".

نقل المعلومة والخبر

من جانبه، أكد المدير التنفيذي لشركة "ترانس ميديا"، إبراهيم الحصري، أن الاحتلال "يحاول شل الإعلام الفلسطيني الذي تميز في هذه الفترة بالخطاب الإيجابي"، موضحا أن "قوات الاحتلال قامت في وقت واحد باقتحام مقرات الشركة الثلاثة في الخليل ونابلس ورام الله، وإغلاقها بألواح من الحديد".

واعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن "ما يميز هذه الفترة في أداء الإعلام الفلسطيني؛ أن مختلف الفئات الفلسطينية تتحاور على الإعلام بشكل إيجابي، وهو ما أزعج الاحتلال فقرر إغلاق كبرى الشركات التي تقدم الخدمات الإعلامية والتقنية للمؤسسات الإعلامية الفلسطينية والعربية والدولية".

وحول مدى تأثير ما قامت به قوات الاحتلال، قال الحصري: "في المرحلة الحالية؛ سيؤثر على آلية نقل المعلومة والخبر والتغطية الإعلامية الميدانية بالسرعة المناسبة، وكلك في حضورنا على وسائل الإعلام العالمية، لكنه لن يؤثر في الخطاب الإعلامي الفلسطيني".

وأضاف: "الشركات المستهدفة من قبل الاحتلال، هي الشركات المزودة للخدمات الإعلامية ومنها خدمة البث المباشر في فلسطين، وتعطيلها يعني فقدان جزء كبير من آليات وصولنا للأحداث الفلسطينية، وبالتالي تقليص حضورنا على العديد من الشاشات العربية والعالمية".

وبشأن اتهام قوات الاحتلال للشركات التي تم إغلاقها بأنها "تقدم المساعدة لجهات تحرض على الإرهاب"، أكد المدير التنفيذي، أن "ممارسات قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي من تحرض عليه"، موضحا أن "الموضوعية والمهنية في تغطية خبر قتل الجندي الإسرائيلي للطفل الفلسطيني مثلا؛ هي من تؤكد أن الاحتلال؛ إرهابي وقمعي وفاشي".