ماذا لو توحد العرب على مرشح واحد للمناصب والمسابقات الدولية؟
القاهرة – عربي 2114-Oct-1701:29 AM
شارك
آخر منصب خسره العرب بسبب خلافاتهم هو رئاسة منظمة اليونيسكو
خرج العرب خاليي الوفاض من سباق المنافسة على رئاسة "اليونيسكو"، بعد خسارة المرشحة المصرية والمرشح القطري.. وهو المشهد الذي تكرر مرات ثلاث بدورات مختلفة على رئاسة نفس المنظمة الدولية.
وظهر الجمعة خرجت المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب، من جولة التصويت النهائي على منصب الأمين العام لـ"يونيسكو" (منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم)، بعدما حصلت المرشحة الفرنسية أودري أزولاي، على 31 صوتا مقابل 25 صوتا لخطاب.
ومساء الجمعة، خسر أيضا المرشح القطري حمد الكواري، جولة النهاية أمام المرشحة الفرنسية بواقع 28 صوتا للقطري و30 صوتا للفرنسية لتحمل اللقب الذي يخسره العرب دائما.
وبحسب ما تناقلته وكالات الأنباء، مساء الجمعة، فإن مصر دعت للتصويت لمرشحة فرنسا في اليونيسكو، عوضا عن دعم المرشح العربي من قطر لرئاسة المنظمة.
مواقف سابقة
هذا الموقف من التضاد العربي تكرر كثيرا بمثل تلك المواقف وبانتخابات سابقة لليونيسكو، وفي الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وفي سباق استضافة كأس العالم في إفريقيا، وغيرها من المواقف التي أضر الخلاف العربي بدوله وخسر السباق لصالح آخرين غير عرب.
وكانت أروقة اليونيسكو قد شهدت معركة عربية عربية عام 1999، بين الشاعر والوزير السعودي الراحل غازي القصيبي، ونائب رئيس البنك الدولي ورئيس مكتبة الإسكندرية المصري إسماعيل سراج الدين، ما أعطى الفرصة لفوز مرشح اليابان كويشيرو ماتسورا بالمنصب الدولي الرفيع.
وإثر معركة عربية ثانية، بين الخبير في القانون الدولي الجزائري محمد بجاوي، ووزير الثقافة المصري بعهد حسني مبارك فاروق حسني، خسر الأخير التصويت على منصب مدير "اليونيسكو" عام 2009، بعد حصوله على 29 صوتا مقابل 31 للرئيسة المنتهية ولاياتها بالمنظمة البلغارية إرينا بوكوفا.
وعلى المستوى الرياضي، فقد تسببت منافسة مصر والمغرب على استضافة أول مونديال بالقارة الإفريقية لكرة القدم في خسارتهما هذا الشرف، الذي نالته دولة جنوب إفريقيا عام 2010.
وفي عام 2015، تنافس كل من الأردني الأمير عبدالله بن الحسين، والبحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ما أدى لخسارة المرشحين العربيين، ليفوز به السويسري جياني إنفانتينو.
والسؤال: ماذا لو توحد العرب على مرشح واحد بالمناصب الدولية والمسابقات العالمية؟
نقص الإرادة
في رده على هذا التساؤل، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق الدكتور عبدالله الأشعل، أنه "لن يتوحد العرب رغم تبعيتهم جميعا لجهة واحدة"، موضحا أن "المطلوب هو تفريقهم بوهم أن الإرادة ملك لكل منهم".
وقال الأشعل لـ"عربي21"، إن المسؤول عن ذلك التشتت هو نقص الإرادة لدى كل الدول والشعوب، مضيفا أن "كل ذلك لا يصب إلا لمصلحة الغرب"، معتبرا أن جامعة الدول العربية المنوطة بتوحيد الكلمة العربية؛ هي مجرد مرآة تعكس ماهية الحالة العربية وأنها ليست لاعبا حقيقيا".
وأشار السفير المصري إلى وجود مواقف سابقة مشابهة لمنافسة اليونيسكو ومواجهة مصر وقطر، تمت بين مصر والسعودية ومصر والجزائر، مؤكدا أن الصراع على زعامة العرب والغيرة بين الحكام هي السبب في عدم التوافق بين الدول العربية، مذكرا بالحديث الدائر عن غيرة إماراتية وسعودية من قطر بسبب تنظيم الدوحة لكأس العالم 2022.
وأضاف الأشعل: "بالفعل هناك حقد مصري سعودي إماراتي على قطر"، مستدركا: "لكن الصراع على زعامة العرب بعد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كان هدفها جدارة الدولة برضى إسرائيل؛ بعد أن كانت الدولة القائد هي التي تتصدر الصراع مع تل أبيب".
وأوضح أن الصراع بشكل عام هو صراع على زعامة العرب وليس اختلاف سياسات، مؤكدا أنه "ليست هناك سياسات، والزعامة تعني درجة الانحناء لواشنطن".
هزيمة "كيد النسا"
وفي تعليقه، قال المحلل السياسي خالد الأصور: "ما أشبه الليلة بالبارحة كما يقول العرب، أو التاريخ يعيد نفسه كما يقول الغرب.. فهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يخسر فيها العرب منصبا دوليا بسبب تنازعهم واختلافهم".
وفي حديثه لـ"عربي21"، ذكر الأصور أنه "في عام 1999 تنازع المصري إسماعيل سراج الدين، والسعودي غازي القصيبي، على رئاسة اليونيسكو وخسر الاثنان"، مضيفا أنه "وبعدها بعشر سنوات وفي عام 2009 تنازع المصري أيضا فاروق حسني والجزائري محمد بجاوي وخسر الاثنان نفس المنصب".
وأكد أن المشهد تكرر بحذافيره الآن، وتنازعت المصرية أيضا مشيرة خطاب، والقطري حمد الكواري ليخسر الاثنان؛ بعد أن كان الأخير قاب قوسين أو أدنى من الفوز لو توحدت كلمة العرب في الجولة الأخيرة على الأقل".
وقال الأصور، إن "الهزيمة التي لقيها العرب في المرات الثلاثة؛ هي (هزيمة من الداخل)، رغم أن قرآنهم يحثهم علي الوحدة والاعتصام بقوله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا)".
وأشار إلى "أن مجلس التعاون الخليجي كان قد اتخذ قرارا بالإجماع بترشيح ودعم المرشح القطري؛ ولكن أزمة المقاطعة الخليجية لقطر ألقت بظلالها على مشهد تصويت اليونيسكو، وحنث الأشقاء في وعدهم واعتمدوا سياسة (كيد النسا)"، مضيفا: "ويبدو أن بعض العرب المسلمين سعداء بفوز الفرنسية اليهودية ضد مرشح عربي مسلم".