جمع عزاء الرئيس
العراقي السابق جلال
الطالباني، السبت، مسؤولين عراقيين برئيس إقليم
كردستان، مسعود
البارزاني، حيث كشف المسؤولون عما توصلوا إليه في محادثاتهم مع البارزاني حول الأزمة.
أعلنت رئاسة إقليم شمال العراق، اليوم السبت، التوصل لاتفاق مع نائبين للرئيس العراقي "حول بدء حوار بين بغداد و أربيل" لمعالجة القضايا والمشاكل السياسية بين الطرفين.
جاء ذلك في بيان صدر عن الرئاسة، نقلا عن رئيس ديوانها، فؤاد حسين، عقب لقاء جمع، رئيس الإقليم، مسعود البارازاني، بنائبي الرئيس العراقي، إياد
علاوي، وأسامة
النجيفي، في مدينة أربيل.
وقال البيان إن رئيس الإقليم بحث مع النائبين "الوضع الراهن في العراق، وكيفية معالجة القضايا والمشاكل المتعلقة بالساحة السياسية".
وقال حسين في البيان إن "المجتمعين اتفقوا على بدء حوار واجتماعات بين الأطراف السياسية الأساسية في العراق بجدول أعمال مفتوح لتهدئة الأوضاع".
وأضاف أن الأطراف اتفقت أيضا "على رفع العقوبات فورا عن الإقليم، والبدء بالاجتماعات خلال فترة قصيرة، واعتماد آلية خاصة للتنسيق المستمر"، دون مزيد من التفاصيل حول تلك الآلية أو طرق رفع العقوبات
وقال البارزاني في تصريح نقلته وسائل إعلام كردية: "سنقوم بكل ما بوسعنا لحماية وحدة الشعب الكردي، نرغب دائما بحل مشاكلنا مع بغداد عن طريق الحوار"، مشيرا إلى "منح فرصة التحاور مع بغداد في أي وقت".
وأضاف أن "ما علينا فعله الآن هو تعميق أخوتنا والحفاظ على وحدة الصف، وبهذا سترقد روح مام (العم) جلال بسلام"، لافتا إلى أنه "لا أحد يدرك حجم الفراغ الذي تركه مام جلال برحيله أكثر مني لأنه كان كثيرا ما يحل الخلافات باتصال هاتفي واحد".
"الحشد" عجّل بالاستفتاء
من جهته، قال نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، السبت، إنه "لا بد من حوار تفصيلي لحل مشاكل البلد، ليس فقط الأزمة الأخيرة بين بغداد وكردستان بل لكل القضايا العالقة التي كانت نتيجة أخطاء وتراكمات على مدى أكثر من 10 سنوات".
وشدد النجيفي على ضرورة "مراجعة كل الأمور من قبل القوى السياسية الرئيسية والوصول إلى نتائج تحقق الأمن والاستقرار وتزيل مخاوف كل الأطراف حول مستقبل العراق"، حسبما نقلت شبكة "رووداو" الكردية.
ودعا النجيفي إلى أن يكون الحل عراقيا قبل كل شيء، حتى نستطيع أن نطمئن دول الجوار وإقليم كردستان وبقية الشركاء في البلد.
ولفت إلى أن "القضية لا تكمن في الأزمة الأخيرة بين بغداد وأربيل، بل هي أزمة دستور وقوانين وثقة وشراكة مفقودة في البلد، وكلها بحاجة إلى مراجعة".
وأعرب عن اعتقاده بأن إطلاق تهديدات عسكريين من الحشد الشعبي لإقليم كردستان أنها "أدت إلى إسراع إقليم كردستان في هذه الخطوة ونعتقد أنه لا بد من مراجعة كل الأمور، لنزيل المخاوف".
وشدد على أن "الكرد عراقيون ولا يجوز فرض أي عقوبات أو إطلاق تهديدات أو تصعيد للهجة، ونحن نحتاج الآن إلى التهدئة وإلى حوار تفصيلي، في كل القضايا.
وأكد النجيفي في الوقت ذاته عدم "سماع أي تراجع من رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، والأمر يحتاج إلى حوار قبل أن تتبين المواقف النهائية للأطراف".
تفاؤل بحل الأزمة
إلى ذلك، قال نائب الرئيس العراقي، إياد علاوي، السبت، إن الجهود مستمرة سواء على الصعيد الدولي أو الوطني أو على صعيد المؤسسات المهمة مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لحل الأزمة بين بغداد وأربيل.
وشدد علاوي في تصريحات صحفية لوسائل إعلام محلية على ضرورة أن "نخرج بنتيجة تصب في خدمة العراق"، معبرا في الوقت ذاته عن تفاؤله بحل الخلافات القائمة.
وفي خطوة تعارضها الحكومة المركزية وقوى إقليمية ودولية، أجرى إقليم كردستان العراق، في 25 أيلول/سبتمبر الماضي، استفتاء باطلا للانفصال عن العراق، وسط تصاعد التوتر مع حكومة بغداد.
ومنذ الجمعة قبل الماضية، بدأت بغداد فرض حظر على الرحلات الجوية الدولية من وإلى الإقليم بعد أن رفضت حكومة الإقليم تسليم مطاري أربيل والسليمانية للحكومة العراقية.
وهددت بغداد بأنها ستعمل ما يلزم من إجراءات لفرض السلطات الاتحادية على الإقليم بموجب دستور البلاد.