وصف موقع "ديلي بيست" الأمريكي
الهدايا التي قدمتها
السعودية للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب بـ"الهدايا المجنونة".
ويشير التقرير الخاص، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الموقع حصل على قائمة الهدايا التي قدمتها السعودية لترامب خلال زيارته الرياض في شهر أيار/ مايو الماضي، لافتا إلى أن المملكة قدمت 83 هدية، من ضمنها عمل فني يضم صورته، بالإضافة إلى سيوف وخناجر وحاملات وحافظات جلدية، كما تضمنت القائمة فراءين لنمر وفهد، وخنجرا مصنوعا من الفضة مزودا بغمد من اللؤلؤ.
ويستدرك الموقع بأن تلك الهدايا الثمينة جاءت بالرغم من مهاجمة ترامب أثناء الحملة الانتخابية المرشحة الديمقرطية هيلاري كلينتون؛ لأنها تلقت مالا من السعوديين، حيث قال مشتكيا أثناء مناظرة تلفزيونية: "هؤلاء هم الذين يقتلون النساء ويعاملوهن بطريقة رهيبة، ومع ذلك أخذت مالهم".
ويلفت التقرير إلى أن كلام ترامب هذا جاء قبل قيامه بأول زيارة خارجية له بصفته رئيسا الى السعودية، وقبوله عشرات الهدايا من المملكة، مؤكدا أن البيت الأبيض قبل أثناء زيارة ترامب للسعودية 83 هدية، وذلك بحسب وثيقة حصل عليها موقع "ديلي بيست"، بناء على قانون حرية المعلومات.
ويستغرب الموقع أن إحدى تلك الهدايا كانت عبارة عن عمل فني يصور "امرأة سعودية"، ليصف الأمر بأنه غريب لدولة تعاني فيها المرأة من أزمات بشأن حقوقها الأساسية.
ويجد التقرير أنه رغم طرافة الهدايا، إلا أنها دليل على قضية أكثر جدية، وهي تبني ترامب للنظام السعودي، مشيرا إلى أن ذلك تراجع كبير عما تبناه ترامب أثناء الحملة الانتخابية، الذي اتهم أثناءها النظام السعودي بكل شيء، من اتهامه بالفشل في دفع التعويضات، إلى التهديد بوقف شراء النفط لو لم يقم النظام السعودي بتغيير عاداته.
وينوه الموقع إلى أن قرار ترامب زيارة السعودية في أول جولة خارجية له كان قرارا فرديا، وتخلى فيه عن تقاليد رئاسية معروفة، وهي أن تكون أول زياة يقوم بها الرئيس الجديد لكل من المكسيك وكندا.
وينقل التقرير تصريحات على لسان المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش" سارة ليا ويتسون، تقول فيها: "قرار ترامب بزيارة السعودية أولا يشير بوضوح إلى ترتيب أولوياته العليا لعلاقات أمريكا الأكثر ربحية مع عميلها الأول في مجال الأسلحة في العالم، غير عابئ بأن تلك الأسلحة تقتل المدنيين في اليمن".
وتضيف ويتسون: "لقد احتضن ترامب المملكة السعودية، ليس فقط باعتماده صفقات أسلحة قياسية معها، لكن برفضه المتعمد انتقاد السجل الحقوقي المثير للجدل في البلاد، والحملة العسكرية المتهورة والكارثية على اليمن".
ويورد الموقع الأمريكي نقلا عن الباحثة في "هيومان رايتس ووتش" والمتخصصة في دول الخليجكريستين بيكلر، قولها: "منذ وصول ترامب إلى الرئاسة تشاهد التصعيد الحقيقي لما يجري في اليمن"، مشيرة إلى زيادة عدد القتلى بين المدنيين بسبب العمليات الجوية والبرية التي تقوم بها القوات الأمريكية الخاصة في اليمن، باعتبار ذلك دليلا على تورط الإدارة أكثر في هذا البلد.
وبحسب التقرير، فإن اليمن، الذي يعد أفقر بلد في العالم العربي، يعاني من انتشار وباء الكوليرا، الذي تقول منظمىة "أوكسفام" إنه الأضخم.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى تغليق ويتسون قائلة: "يشعر السعوديون بلا شك أن لديهم نفوذا يجعلهم يفعلون ما يريدون، وهو وصفة للانتهاكات والتطرف وزعزعة استقرار المنطقة".