سياسة عربية

هكذا قرأ معلق إسرائيلي رسالة عباس لرئيس كوريا الشمالية

خوجي: عباس حشر نفسه بين الديكين ترامب وكيم يونغ- جيتي
استعرض كاتب ومعلق إسرائيلي، دلالات الرسالة التي بعثها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لرئيس كوريا الشمالية كيم يونغ، والتي جاءت في وقت تتصاعده فيه الأزمة بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
 
سلسلة خطوات

وفي ذروة الأزمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، التي هددت باستخدام صواريخها الباليستية ضد مصالح أمريكية، وقع شيء "غريب" هذا الأسبوع، فقد أبرق رئيس السلطة (أبو مازن)، برسالة إلى بيونغ يانغ، هنأ فيها الزعيم الكوري كيم بالعيد الوطني لبلاده، وهي رسالة "لا تعد جزء من البروتوكول، لأنه لا أحد يلزمه بإرسالها"، وفق الكاتب والمعلق الإسرائيلي، جاكي خوجي.

وأوضح في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، أنه "لا حاجة للشرح لعباس من هو كيم ومن هو ترامب الذي التقاه، كما أن رجاله يخرجون ويدخلون من مكتبه، ورغم ذلك، قرر "رئيس دولة فلسطين" كما جاء في ترويسة الرسالة أن يحشر نفسه بين أرجل هذين الديكين، في الوقت الذي يتناطحان فيه".

ونوه خوجي، إلى أن رسالة عباس لكيم، "تنضم مع سلسلة خطوات اتخذها مؤخرا، والتي عكست عصبيته الزائدة والارتجال الذي لا يتميز به أبو مازن"، ومن تلك الخطوات "التنكيل المتواصل بحركة حماس، عبر تقليص تمويل كهرباء غزة؛ وهي المشكلة المتفاقمة في القطاع، ووقف رواتب بعض الأسرى المحررين، والخصم من رواتب موظفي السلطة بغزة.

عديم الصبر

كما انضم لهذا السلسلة من الخطوات، "تجميد التنسيق الأمني مع إسرائيل بشكل مفاجئ وعلى خلاف سياسته العنيدة؛ وهو الذي اعتبره في الماضي (مقدس)"، وفق الكاتب الذي قال: "بفضل هذا التعاون يعتبر أبو مازن ذخر في القيادة الأمنية لإسرائيل، الشريك الفلسطيني الأكبر في مساعي إحباط العمليات والهجمات".

وبناء على ما سبق، تساءل خوجي: "ما الذي حصل لعباس؟"، موضحا أن أحد أعضاء حركة "فتح" ممن يعرف بعض ما يجري داخل مبنى الرئاسة الفلسطينية (المقاطعة) في رام الله، نقل له أن "الرئيس عصبي وعديم الصبر، ويُسكت الحاضرين في جلسات قيادة السلطة، ويقمعهم بلغة فظة ولا يسمح للآخرين بالحديث".

ولفت إلى أن عضو "فتح"، أكد له أن "الأزمة بين القيادة الفلسطينية وإدارة ترامب أكثر حدة مما يبدو؛ فالرئيس صبره نفد، لأنه لم يتلق أية أجوبة من مبعوث ترامب للمنطقة جيسون غرينبلات، على اسئلة استيضاح حول موقف ترامب من المسيرة السلمية، والتي في مقدمتها؛ هل يؤيد ترامب حل الدولتين أم لا؟

الزيارة الأخيرة

وأشار الكاتب، إلى أن رجال عباس يؤكدون أن مبعوثي ترامب أصبحوا مراسلين للحكومة الإسرائيلية، فما تسمعه من بنيامين نتنياهو، تسمع ذات الكلام على لسان غرينبلات، موضحا أن "مانع الصدمات؛ الذي درج خلال السنوات الماضية على تلطيف الأجواء وتبديد توترات عباس، وهو صائب عريقات غائب عنه بسبب المرض".

وكشف المصدر الفتحاوي، أن غرينبلات في أحد المحادثات التي جمعته بعباس، هدد بوقف المبعوث الامريكي بوقف المساعدات للسلطة بمبلغ 370 مليون دولار، فكان رد عباس: "يمكنك أن توقفها الآن".

كما لفت خوجي، إلى أن ملك الأردن عبدالله الثاني، حذر عباس من "الصدام مع ترامب" خلال زيارته الأخيرة لرام الله، حيث أوضح له أن "نتنياهو سيستغل ذلك لأغراضه الخاصة".

كل ما سبق، "كفيل بأن يشرح قرار عباس بعيد الأثر بإرسال رسالة تهنئة للدكتاتور الأكبر في العالم الغربي"، وفق الكاتب الإسرائيلي الذي قال: "مع ربط التوتر الشديد بين عباس والإدارة الأمريكية، بصبره المعروف الذي ضعف، ماذا يخرج لنا؟، أصبع في عين واشنطن".